الحكاية الثانية

46 0 0
                                    

《حكايات شهرزاد وشهريار 2 》
" اليوم معكم حكاية جديدة أحدثها عجيبة "
تنادي شهرزاد بصوت غاضب ' أين أنت ياشهرياري العزيز ... لم تأتي بعد بقصة تجعل قلبي يلين ...
إذن فلتستعد للعذاب الكبير '
شهريار ' أرجو السماح مولاتي لقد أحضرت لك ما تشتهين ... وبها سوف تسمتعين ... وبدأ شهريار بحكايته ليحصل علي قلب ملكته '
" يحكي في قديم الزمان أن هناك ملكا كثير العدوان يسمي مهريار  ... عندما يستيقظ في الصباح يكون متشوقا للقتال ... اصبح الناس منه يهابون وبكل ممكلة يترجون ان يخلصهم من العذاب ... فلم يستمع إليهم أحد خوفا علي المملكة من السرقة والنهب ... فذهبوا يستنجدون طيبة الملك ويترجون الرحمة والمغفرة عما يفعلون ...
وفي يوم من الأيام استيقظ الملك علي صوت يرجوه الجواب ... يخبره أن هناك مملكة تعيش في سعادة وهناء ... عندما سمع الملك ذلك الكلام انتزع السيف وأمر الجند بالتجهز في الحال ... وراح يستعد ويحلم بالفوز العظيم فهو فارس ذا نسب أصيل ... فذهب بالجيش إلي الميدان وأخذ يدعو المملكة لرفع رايات الاستسلام ... ولكن ما لا يعلمه أن صاحب الملك امرأة يعرف عنها الدهاء ... فهي تعتقد أن المنطق هو لغة العقلاء ومن يستخدم السلاح فهو جاهل لامحال ...
خرجت الملكة تسير بخيلاء رافعة الرأس بكبرياء ... فهي ملكة العصر زهراء و قد اشتهرت بالحكمة والوفاء ... "
قالت مرحبا بملك الملوك قاهر كل الشعوب ... قد أتيت إلي قريتنا المتواضعة و بمجيئك أصبحت الأرض مليئة بالزهور ... فأخذ الملك بالتروي قليلا فخصمه ليس له مثيل ... فهي امرأه شديدة الجمال ليس هنالك لحسنها مثال ... عيناها تبرق مثل المرجان ... ياقوتة صنعت بيد فنان ... فيجب الصبر ليحصل علي مبتغاه اخيرا ...
قال مهريار : جئتك إليك طالبا الود وارجو علية الحصول ...
قالت الملكة زهراء : بصوت يقطر إغراء سمعا وطاعة مولاي ... هنا يوجد أجمل النساء اختار ما يعجبك ويكن رهن اشارتك.
قال مهريار : أريدك أنت وفي الحال فليس لي علي قلبي سلطان.
قالت زهراء : كما تريد مولاي متي سوف يتم الزواج .
قال مهريار : عن أي زواج تتحدثين فأنا أريدك جارية بقصري الثمين ... تنفذين اوامري وذلك هو اقصي ما سوف تتمنين .
قالت زهراء : وهي تدري ما تقول فهي حكيمة تعلمت علي يد المفسرون مثل الترمذي والكندي وابن يعقوب ... عفوا منك مولاي ذلك لا يجوز لا تخرج امرأة خارج الحدود إلا متوجه بزفاف حقيقي وعليه شهود ...
قال مهريار : وهو لا يستطيع الصبر عما تراه عيناه ... أمامه حورية يحلو معها الكلام فكيف إذن الوصال ...
لك كل ما تريدين سوف نقيم الاحتفالات لذلك الزواج العظيم ... فاستعدي يا زوجتي المصون لتعيشي باقي حياتك بجانبي علي طول ...
قالت زهراء " أمرك مطاع مولاي ولك ما يكون.
وتمر الأيام مرور الكرام ... ويأتي اليوم الموعود ... مهريار يرتدي ملابس العرس متفاخرا بزوجته المصون ... و زهراء تحضر خلطة سحرية تجعله لا يقوم ... فهي لاتتحمل الغرور ... فقالت سوف أخلص العالم من سيطرته ... واجعل المكان أجمل ما يكون ... سوف يكون العدل هو المقياس للحكم في جميع العصور ...
وجاء اليوم المنشود يوم زواج مهريار علي زوجتة المصون ... أحضرت زهراء صينية تحتوي علي بعض الشراب طعمة حلو المذاق لكن السر يكمن في الترياق "
" تفضل مولاي مشروبك المفضل لقد احضرته من أجلك فقط وارجو ألا ترفض طلبي الوحيد "
فقال مهريار ' كيف أرفض طلبك مولاتي سوف أنفذ طلبك الوحيد لأن ليس هناك من طلبات أخري وهناك فقد الوعيد ... وشرب مهريار المشروب وأخذ يلف كالمجنون ويقول ماذا فعلتي بي أيتها المرأة الملعون ... لقد وضعتي السم في كأسي وتريدينني أن أموت '
قالت زهراء " عفوا منك مولاي فأنا أريدك أن ترتاح راحة أبدية بدون عذاب ... لقد عشت حياتك في عدوان ... لم تجعل أحد إلا وقد لاقى منك العذاب ... إذن فأنا هو الترياق الشافي ... فأنت داء وانا الدواء .
ومات مهريار وانتهي عهد القوة وبدأ عصر الحب والرخاء ... تحكم زهراء وتجعل الكل يعيش في سعادة وهناء .
وعندما انتهي شهريار من سرد قصته أنتظر رأي ملكته .
قالت شهرزاد : أحسنت الأختيارشهريار لقد عفوت عنك ... وبأنتظار قصة جديدة تحمل في معناها الود والأحترام ... "
قال شهريار  ' بأمرك مولاتي  سوف أحضر لك قصة يحكي عنها الملايين ... تسطر حروفها بالأساطير '

حكايات شهرزاد وشهريار بقلمي عبير ناصر '  حورية خيالية  '  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن