ONE

3.9K 160 65
                                    

إرتمى ذو الحجم الصغير، المَدعو بهونقجونق للجلوس على إحدى المقاعد العالية للحانة الموجودة، مُبتسماً بوجه النادل.

لقد مرَ بيومٍ نستطيعُ القولَ بأنهُ حقاً طويلٌ نسبياً، إبتدائاً من نوبتهِ الصباحية في المطعم ،
و الآن والذي يُزعجُه أكثر، الغناء في فندق "KQ" فَـبالفعل بَدأ يشعُرُ بالضيق معَ بحةٍ
في حنجرته بسبب كمية الغناء التي كان عليه القيام بها طوال الليل.

كانت صالة الفُندق أكثرَ إزدحاماً اليوم، معَ رجالِ أعمالٍ يبدون ذوي مظاهرٍ قوية
ومرموقه. وهو الشيء الذي جعلهُ يفرك أرنبةَ أنفه بأنزعاجٍ وغيرة في أعماقه،
فقد كان الأمر كما لو أنهم يقومون بدفعِ ثرائهم في وجهه. و تسائل عَمّا إذا
كان قد تَمَّ عقدُ حدثٍ هامٍ حتى يكون هناك هذا الكمُ الهائل من الأشخاصِ الأغنياء
ذوي المظاهر المتكبرة مُجتمعينَ في مِنطقةٍ ضيقةٍ واحدة.

"المُعتاد" الرجُل بُني الشعرِ طَلبَ، ليرى الكوكـتيل مُقدماً بالفعلِ له،
إبتسمَ كَعلامةِ شُكرٍ قبل إلتقاط الزجاجة و يأخذها برشفةٍ طويلةٍ.. تنهدَ هونقجونق
بعدها بأرتياحٍ لأن هذا ما كان بالضبط يحتاجُه ليستطيع مواصلة الليلة.

"شُكراً لكَ مينقي" تَنفسَ براحةٍ كما لو كان قد نجى من الموت "أنا حقاً
بحاجةٍ لذلك، مرةً أخرى" ضَحِكَ المَدعو بـ مينقي لملامحه المتذمره ليعطيه
المزيد.

كان هذا الأسبوع مُرهقاً جداً لهونقجونق. فإن مُحاولةَ التعامل مع وظيفتين
لمدة خمسة أيامٍ على التوالي كان لهُ تأثيرٌ كبيرٌ عليه، لكنهُ لم يكن لديهِ خيارٌ آخر.
فـ هونقجونق وراءَ الإيجار لهذا الشهر، لم تكُن أيٌ من وظائفهِ دائمةً. و في بعض
الأحيان كانت هُناك أوقاتٌ خلال الشهر هي التي يعمل بها حيث كان من الصعب
عليه الحصول على نوباتٍ أو حتى القيام بجرِ العرباتِ، بالتالي لم يكُن يدّخر ما يكفي
من المال لدفع إيجاره. ومع ذلك، لم يكن لدى مالك العقار المُزعج إهتماماً لأياً من ذلك،
وطالبَ بالدفعِ بحلول نهاية الأسبوع أو أنهُ سيتم طردهُ نهائياً. وهذا هو آخر شيءٍ يحتاجُه
،لأنه لم يكن لديهِ مكانٌ آخر ليذهب إليه. وفكرة أن يعيش في منزل والديه بالتأكيد ليس
خياراً كان سيُفكر فيه.

حتى هنا كان هونقجونق، يعمل إثني عشرة ساعةً في اليوم، و بالكـاد كان لديه
أي وقتٍ لنفسه. لكنهُ لم يستطيع التنبؤ بأي شكوى لأنهُ من طَلبَ ساعاتِ عملٍ أضافيه
في المطعم. ومع ذلك، كان الغناء والحفلات الغنائية متوفرة، فصادفَ أنهُ محظوظٌ للغاية
مع كُل الأحداث الأخيرة التي وقعت في الأيام القليلة الماضية؛ وبقدر ما يكره أن يكون مُحاطاً بالكثير من الأوغاد الأثرياء ، فقد كان غبياً بألا يقبل بعرضٍ يُقدم لهُ. و ربما كان يجب أن يستمع
إلى والديه عندما طلبوا منه إختيار تخصصٍ عملي أكثر؛ ثم إنهُ لم يكُن لديه ما يدعوا للقلق من
كل هذا. فَـهُم أقترحوا عليه العمل بدلاً من الموسيقى، فإذا كان هونقجونق قد إتبعَ أختيارهم،
فربما لن يعيشَ مُجدداً خارج نطاق حُزم الرامين والوجبات السريعة طوال اليوم، وربما كان
ليكون أكثر سعادة.

 PRETEND | seongjoongحيث تعيش القصص. اكتشف الآن