متابعة صامتة

206 28 47
                                    

كانت تقف وسط أصدقائها تراقبه بأعينٍ خفية، تلقي عليه النظرات الخاطفة من حينٍ لآخر ثم يحدث احتفالًا في قلبها.

«أنا مش هظهر قدامه... حد يمشي الأول وأنا همشي وراه» صاحت رضوى على أصدقائها الثلاثة حيث الرابعة تركتهم وذهبت.

كانت رضوى كالعادة تشتري أحد الشطائر منه كي تراه بخباثة، تحاول أن تظهر أنها لا تهتم كي لا يقول عنها «مدلوقة»، فألقى إليها إبتسامة أشبه بإبتسامة توم القط وهو طفل لكنها بالنسبة لرضوى كانت ساحرة!
أحبت رضوى أنه لا ينظر لفتاة في الجامعة أبدًا، فأعتقدت أنه مميز وإلى ذلك.

عندما ألقى عليها الابتسامة وقعت في غرام ابتسامته أكثر، ولم تدري بلعابها الذي سال وأصبح فيضانًا أغرق الجامعة وبلحة نفسه.

«بقول لك ايه!
عاوزة واحد كريب اكس لارج نو سبايسي وزود الكاتشب والجبنة عشان المرة اللي فاتت كان ناقص»
ألقى عليها بلحة نظرة مشمئزة جراء كلامها، فصاحت عليه كي لا يقول أنها معجبةً به: «هتبص كتير! أنا جعانة! ايش تبغى من وجهي! اتطلع على الجريل»

زفر بقوة حتى طارت رضوى بعيدًا عنه، هو لم يتوقع أن تكون زفرته بقوة الأعاصير خاصةً أنه خلة أسنان أي رفيع جدًا ولكن! سبحان الله «عضلاته مقوية قلبه».

جرى بلحة خلفها كي يلتقطها، فشدها من يدها ووضع يده في منتصف ظهرها وهي وضعت يدها على مؤخرة رأسه، فنظرا في أعين بعضهما وأصبحا مثل كوشي كوماري جوبتا وأرناف سينغ رايزادا في أحد المسلسلات الهندية.

تدور موسيقى خلفية «ربابيه هيه هيه هيه ربابيه»
ظلا ينظران لبعضهما.

مرت ثانية...
ثانيتان...
ثلاث ثوان...
فور أورز ليتر

رفع بلحة يده فجأة فوقعت رضوى على مؤخرتها وقامت وهي تسبه، هي لم تعلم أنه اشتم رائحة حريق الحب بينهما أو ربما كانت رائحة الشطيرة التي نسيها.

بعد مرور ٣ ثوان لم يستطع بلحة أن يعيش بعيدًا عن رضوى فعرض عليها الزواج وهي وافقت... ليس لأنها تحبه!
بل لأنه عرض عليها صنع طعامها كل يوم.

حب فوق النخيل. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن