دعوني وإياكم اعرف (الظلم) هو وضع الشيء في غير موضعه
عندما نسمع صدى هذه الكلمة يتبادر في الاذهان فرعون وهامان وجنودهما او صور للحكومات القمعية او العصابات الظالمة او المافيات لا يا اخي ويا اختي.
جميعنا نشترك في الظلم فتارتاً نظلم برأي وتارتاً اخرى نظلم بنيةٍ سيئة تجاه أحدهم وهو منها بريء.
او احيانا يكون الظلم على هيئة فكرة نجسدها من اول نظرة
يا عزيزي دعنا لا نتسرع ونحكم على الأشياء من ظاهرها فلكل حدثٍ كواليس خفية نجهلها.
دعني اقص عليك هذه الحكاية.
كان هنالك منطقة يعمها الهدوء والسكينة وفي ليلة ظلماء كان أحدهم سائرا في ازقة تلك المنطقه وحيدا ووجد باب احدى المنازل مفتوحاً فدفعه ودخل واذا بعينه تقع على فتاة.
خافت تلك الفتاة وارتعبت وصاحت بأعلى صوتها احتضنها والدها لانها كانت مصابة بالذعر.
حاول الاب قتل هذا اللص بحديدة كانت في البيت ولكن اللص كان قويا فاخذ الحديدة وضرب الاب على راسه فقتله واخذ البنت واحتضنها.
وفي هذه اللحظة دخل الشرطي ووجد الاب مقتولا واللص يحتضن الفتاة سحب الشرطي مسدسه وقتل اللص.
جميعنا فرحنا لاننا تخلصنا من الإرهابي (اللص) في القصة.
لكن هنالك في القصة بقية فنحن سمعنا القصة على لسان الشرطي.
دعونا نسمع ما عند البنت....
تقول البنت إن هذا ليس ابي بل هو زوج امي وفي كل ليلةٍ يحاول أن يعتدي علي وبمقاومة وصراخ مني ولكن دون جدوى فلا احد يسمع.
وفي هذا اليوم من حسن حظي كان الباب مفتوحا وسمع صراخي هذا الشاب الشهم وما إن دخل وجد زوج امي يحاول ان يعتدي علي حاملاًَ في يده حديدة فاخذ الحديدة من زوج امي فضربه بها فقتله واخذ بيدي وضمني اليه لانني كنت خائفة لكي يهدأ من روعي.
وفي هذه الاثناء دخل الشرطي فوجد الشاب يحتضنني فبادر باطلاق النار مباشرتا ظنا منه أن هذا الشاب لص يحاول أن يعتدي علي سقط هذا الشاب الشهم على الأرض ومات في الحال.
القاريء الآن حزين على من يعتبره لصاً وارهابياً قبيل لحظات.
أليس كنت قد ظلمت هذا الفتى؟
كما قلت عزيزي القارئ لكل حدث كواليس خفية فلا تتعجل في الحكم على الأشياء من ظاهرها
وقد يتغير رأيك اذا سمعت القصة من الطرف الثالث
