||Ch :01||

115 8 4
                                    

التخلي عن روحك أمر ليس بالهين.. أن تستيقظ في نفس المكان المظلم الخاوي وحيدا مع أفكارك السوداوية و الألم ينهش روحك يوما بعد يوم .... أن تتضاءل طاقتك و تتعود على فقدان ما تملكه و تنعدم رغبتك في حياة

ما تعتاده يوميا.... يجعلك على قيد الحياة أو موت

___________

تتناثر قطرات المطر بهدوء جاعلتا من المنظر وراء النافذة أكثر كأبة و حدة ... أشاحت سيلا بوجهها عن هذا المشهد الكئيب الذي نبت داخلها منذ وقت طويل لتقول "ياله من مناخ متقلب " لتردف صديقتها جالس قبالتها : "نعم أنه كذلك "

ربما جو مدينة التي إنتقلت إليها سيلا حديثا لا يناسبها حتى أنها أرغمت نفسها للانتقال دون أن تكتشف المكان ، فبعد أن ترعرعت في عزلة مع والدها في منزل ريفي كبير فقد حان وقت لتغير حياتها و الأعتماد على نفسها ..

"ستيلا أنه يراقبك.... " قاطعها صوت إيلا

"ماذا !! ..... من "

" ذو قميص الأسوداء "

إستدارت : " أين ؟؟؟! "

قالت بصوت خافت : "لا ليس ورائك أيتها الحمقاء أنه بجانبي لا تطيل النظر سيكتشف أننا نتحدث عنه "
صوبت عينيها نحوه ، كان يجلس أمامها تماما بدا غامضا و خطيرا يجلس على كرسي ساكنا يبدو عليه الهدؤء تشابكت نظراتهما للحظة .. نظراته تحبس الأنفاس .. كان له تأثير غريب و جاذبية تكاد تخترقها من بعيد قميص أسود ، بسرواله جلدي و وشومه ظاهرة على طول عنقه ، شكله يوحي بأنه فتى السيء ...

ردت بإنزعاج و توتر باديان على وجهها " توقفي عن ذلك أنه لا يفعل... كما أنه يبدو مخيف ...."

" أنا لا أفعل يبدو أنه أشاح نظره عندما كشفته"" زفرت بإنزعاج "حسنا !! يا إلاهي تأخرت لدي موعد هام عزيزتي الى اللقاء "

"وداعا"

كانت تراقب ضل رفيقتها ليا التي خرجت من باب مقهى مسرعة ، جارتها ليا ألتقت بها صدفة في محطة نقل كانت سيلا جاهلة الي أين تذهب إلا أن فضول ليا لتعرف عليها و إحساسها بأنها شخص جديد على مدينة أرغمها على بدأ الحديث معها ساعدتها ليا في مكان إقامتها و إرشادها الي أماكن العامة في مدينة الى أن أصبحت رفيقتها في وقت قصير .... إستفاقت من شرودها و أستدارت لتجده يأتي قبالتها شعرت بخوف و خجل في نفسي وقت، كتلة إثارة تمشي قبالتها

"رأيتك فقط و أردت أن أقوللك مرحبا " النبرة الجذابة في صوته العميق كانت كافية لتوقظها من تأملاتها

ردت بتوتر " أوه ، مرحبا "

" هل يمكن أن أدعوك للشرب شيئا ما ، قهوة !!! "

" إذ أردت ذلك " تمنت أن لا يلاحظ ردة فعلها الحرجة ، جلس قبالتها ونظراته تتفحصها بدقة

"إذن أنا ديفيد"

" سيلا "

"سيلا لم أرك من قبل هل أنت جديد في مدينة ؟!"

" نعم أنتقلت الى هنا منذ حوالي شهر تقريبا "

"هل يعجبك المكان هنا"

قالت بإبتسامة متوترة " أو كل شئ مثالي عدا الطقس "

" دائما ما يكون الطقس متقلب ، ستعتادين عليه ..... هل أنت طالبة أم تعملين ؟؟"

" لازلت أبحث عن عمل "

" صعب جدا حصول على عمل في هذه مدينة كانك تبحثين عن إبرة في كومة قش ،هل لديك أصدقاء هنا "
" لا فقط ليا تسكن بقربي ، أنا من نوع الأنطوائ من صعب عليا التعرف على الناس " قالتها بدون تفكير لتنتبه لنفسها و أخذت تفرك يديها لتخلص من حدة توترها
قال بإبتسامة ساخرة " الوحدة أمر ليس جيد تعلمين ..." فكرت بالطبع لن يكن وحيدا فهو قادر على جذب نساء مدينة بأكملها بوسامته طاغية فقط و شعره الاسود داكن قاطعها صوته :
" سيلا يجب أن اذهب سررت بالتعرف عليك حقا أن إحتجت شيئا ما هذا رقمي لنتواصل ، انا أمل أن أراك قريبا"

"من دواعي سروري دايف"

بعد مراقبة دايفيد و هو يخرج .. إنتابها شعور بالراحة ، يبدو فتى لعوب سيوقعها في مشاكل ، لا يمكن حتى تفكير في مصاحبته بتأكيد ستكون إحدى ضحاياه خصوصا إن كان بتلك وسامة سيكون الأمر سهلا عليه و صعب بالنسبة لي

__________________

رأيكم في أول فصل ؟ ^^

||Heal Me |•|أشفني ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن