البداية

61 2 6
                                    

• أرى من مسافة تقدر بعشرات الأمتار منزل خشبي صغير على أطراف المدينة، ومن نافذته العارية أرى عجوزين أقدر أنهما في السبعينات من عمرهما والسعادة تغمر محياهما ،اضررت أن أقرع الجرس وأفسد سكينتهما تحججت بالمطر وأن الماء بلل ثيابي طالبتا منهما النجدة، لم يترددا أبدا وأدخلاني بترحيب، بداية أبهرتني تلك الصور المعلقة على الحائط وهناك بعض التحف والتذكارات واضح أنهما لطالما أحبا السفر و زيارة البلدان المختلفة؛فأنا كعادتي مهووسة بالتفاصيل.
• -ما اسمك يا ابنتي؟وماذا تفعل فتاة في عمرك في مثل هذا الجو الماطر؟
• .كيف سأرد على هذه السيدة! كيف أخبرها بسبب وجودي هنا؟وكيف أخبرها بوجود من يطاردني محاولا قتلي!!
• -اسميي!اسمي سعاد يا خالة ولقد ضللت طريق منزلي(أتمنى أن تكتفي السيدة بهذا الجواب والا سيكشف أمري).
• -أهلا يا سعاد ،ولكن من أين ...
• -كفاك يا عزيزتي دعي الفتاة لترتاح قليلا لا بد من أنها متعبة.
• .آه حمدا لله لقد أنقذني هذا العجوز.
• -أنا أحمد يا ابنتي وهذه زوجتي العزيزة سهى،ستعطيك الآن ثيابا لتبدلي حلتك المبللة وتتركيها لتجف وأنا سأحضر غرفتك اللتي ستنامين فيها.
• -أشكرك يا عم لكني لا أريد أن أكون عبئا عليكما.
• -لا تقلقي يا ابنتي لن أسمح لفتاة مثلك بأن تخرج في هذا الوقت من الليل وهذا الجو الماطر، تصرفي وكأنك في بيتك.
• لقد انزاح حمل عن كتفي ،كنت قلقة من أن لا أجد مكانا أبيت فيه،أعتقد أني يجب أن أستغل هذه الفرصة وأبقى هنا أكثر وقت ممكن.
• -تفضلي يا سعاد،لم أجد في ملابسي ما يناسبك لكن لحسن الحظ أن ابنتي قد تركت بعض أمتعتها ارتدي لباس النوم هذا وخذي قسطا من الراحة،أراك غدا لنتكلم عن ديارك،تصبحين على خير.
• هززت رأسي موافقة لكن في قرار نفسي لم أوافق على جزء الكلام ،ففي قلبي سر لو أفصحت عنه لما تركوني أبيت لديهم،يجب أن أجد كذبة مناسبة قبل الغد.

من أجل حريتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن