-النجدة ساعدوني .
صرخت بها كثيرا وأنا مكبلة بكرسي خشبي لعين والدم يقطر من أنفي وفمي في غرفة مظلمة فيها مصباح وحيد معلق فوق رأسي، أتعرض للضرب المبرح ولا أستطيع الحركة أو الفرار ،أسمع أصواتا مرعبة وها هو أخي بندبته المخيفة يقترب مني شيئا فشيئا صوت خطواته يرعب قلبي المرتجف أغمضت عيوني لا أقوى على رؤيته أو رؤية ما قد يحدث لي اقترب مني حتى لفحت أنفاسه الحارة بشرتي السمراء الناعمة وابتسم ابتسامة خفيفة تنبئ بحدوث كارثة بعدها ،أمطرني بوابل من الصفعات المؤلمة اللتي أدمت فمي.
-هذا عقاب من يتحداني ويقتل أقرب رجالي مني.
-أنتم من أجبرني على هذه الفعلة وقد كنت فتاة مسالمة بعيدة كل البعد عن المصائب،أنتم حفرتم لي هذه الحفرة ووقعتم بها.
-اخرسي أيتها الساقطة ،من الأفضل لك أن ينجو سعيد وإلا أقتلك أيضا وأتخلص منك.
أدار ظهره وقال وهو يسير بخطوات غاضبة نحو المخرج: احبسوها واقطعوا عنها الطعام والماء ولا تدعوا جفنها يغمض،ومن يحدثها أو يشفق عليها سيجلس مكانها.
امتثل رجاله لأوامره فعوملت معاملة الأسير مسلوبة كل حقوقي حتى أبسطها كلما غلبني الإرهاق والتعب فوجئت بالماء البارد يرش على وجهي فأصحو لأعاني من جديد،كانت الغفوات المتقطعة مهربي الوحيد من العذاب الذي كنت أعيشه.
في يوم آخر-لا أعرف إن كان يوما أو ليلة بسبب غرفتي المظلمة- أحسست بحركة غريبة،وكأن أمرا كبيرا قد حدث .
سمعت صوت المفتاح في الباب، حسنا لا أستطيع التنفس من شدة خوفي دخل أيسر (أخي) الغرفة محمرا من شدة الغضب ،قال صارخا في وجهي:
هل أنت مسرورة الآن؟
لقد مات صديقي الوحيد، أنت قتلته أيتها الفاسقة الصغيرة والآن دورك لتتبعيه.
قالها واتجه نحوي بمسدسه موجها إياه نحو رأسي
فلم يبدر مني إلا أن أغمض عيني منتظرة حتفي
وكان آخر ما سمعته هو صوت الرصاصة التي قتلتني،لأجد السيدة سهى فوق رأسي وبيدها كأسا من الماء محاولة لجلب الهدوء والسكينة إلى نفسي المضطربة.
-لقد مضت يا ابنتي لا تقلقي انه مجرد كابوس.
-آه الحمدلله .قلتها بين أنفاسي المضطربة محاولة ترتيب شعري وإزاحته عن عيوني لأرى سهى جيدا و مسح الدموع التي سالت على وجنتي الممتلئة
-ما الذي أرعبك لهذا الحد ؟
-لا أريد التذكر يا خالة.
-كما تريدين يا ابنتي،اذا احتجتي شيئا ستجديني في غرفتي تصبحين على خير.
-تصبحين على خير.
نظرت لساعة هاتفي كانت الثالثة فجرا ،لم أستطع أن أنام بعدها وظللت أفكر بمصيري وماذا سأفعل في هذه المدينة الجديدة والحياة الجديدة التي سأحصل عليها-إن استطعت-.
أنت تقرأ
من أجل حريتي
Misterio / Suspensoأنا سعاد فتاة عشرينية يتيمة الأب أعيش مع أمي أعمل لكسب لقمة عيشي وتغطية تكاليف دراستي، لدي أخي أيسر تاجر المخدرات الكبير، واكبوا معي تفاصيل حكايتي.