.

29 1 0
                                    

صباح جديد في حياتي الجديدة أشعر بالإطمئنان والراحة أكثر لأني قد وجدت خطة أتخذها طريقا لأحيا. وجدت السيدة سهى وضعت ثيابي -وقد جفت- على حافة السرير ارتديتها بسرعة وأمضيت وقتا قليلا أتأمل الغرفة ذات الجدران البيضاء الممتلئة بالورود الفضية سرير ومكتب وكرسي بنفس اللون البني إنها غرفة بسيطة بالنسبة للبيت المليء بالتذكارات المكون من طابقين العلوي فيه ثلاثة غرف منها الغرفة اللتي نمت فيها والسفلي فيه غرفة الجلوس والمطبخ، هذا ما رأيته حتى الآن.
نزلت السلالم برفق شديد ظنا مني أن العجوزين نائمين لكن وجدتهم جالسين يتناولون الفطور بصمت.
-صباح الخير .
قلتها مبتسمة.
رد السيد أحمد السلام علي ودعاني الى الفطور.
لا زال الصمت مخيما على المكان حتى قطعته قائلة:
أود الإعتذاء عن مقاطعتكما البارحة وإزعاجكما في وقت متأخر ،وأشكركما على إحتوائي، وسأرحل بعد قليل.
-لا بأس يا ابنتي ،لكن ألن تخبرينا ما الى رمى بك إلى بيتنا.
حسنا لا أعرف ما الكذبة التي سألفقها هنا ،علي أن أفكر بسرعة، ربما علي أن أقص عليهما قصتي الحقيقية! لكن ماذا لو أخبروا أخي عن مكاني،لا لن تفيدني الحقيقة اليوم.
-أنا يتمية ربيت وكبرت في الميتم لكني هربت منه لأطارد أحلامي.
استغربت من ردي الغير مخطط له،آمل أن يصدقاني.
-ألا تعرفين والديك؟
سألت سهى بعيون ملؤها الشفقة والحنان.
-لا لم أعرفهما يوما.
-ألديك مكان تذهبين إليه ؟
سأل العم أحمد.
-لا يا عم لكنّي سأجد مكاناً بالتأكيد.
-يإمكانك المكوث لدينا حتى تجدين مأوى.
قالها العم  وحمد الله على الطعام وقام متوجها لدورة المياه، مرت بضع ثوان حتى سمعنا ضجة غريبة مصدرها دورة المياة،قمنا مسرعين لنجد السيد أحمد ممداً على الأرض وهو يئن بألم والدماء قد غطَّت الأرض من تحتِه، خطرت بذاكرتي اللحظة الّتي غيرت مسار حياتي ولكن سرعان ما عدت لوعيي وركضت مسرعتًا للهاتف واتصلت بالإسعاف دللتهم على موقع البيت وعدت للعم أحمد لأحاول إيقاف النزيف وصلت سيّارة الإسعاف وتبعتهم للمشفى بسيارة الأجرة.
اللعنة! لم أتوقع أن أجد أخي هنا أمام المشفى،ما هذه الصّدفة الغريبة حسناً لن يران كل ما يجب عليّ فعله هو الإختباء.
استعلمت في غرفة الإستقبال عن السيد أحمد ليخبروني أنه سيدخل غرفة العمليات بعد قليل
اها ها هي الخالة سهى تبكي وحيدة في الممر.
-لا تقلقي يا خالة سيكون كل شيءٍ على ما يُرام.
-أتمنى ذلك.
قالتها من بين الدموع احتضنتها لأخفف عنها حزنها وجلسنا ندعو الله فمن لنا غير الله ملجأ أو ملاذ غيره سبحانه هو خالقنا ومنجّينا.
غلبتني دموعي ولم تتوقف عن الإنهمار حسناً يجب علي أن أكون قوتاً للخالة لا أن أُضعِفها أكثر.
-يا خالة،سأذهب لأحضر الماء أتريدين شيئا آخر؟
-لا ،شكرا
تركتها وذهبت لأغسل وجهي علّي أستعيد قوتي وثباتي.
يبدو أن لا راحة تستمر بدأتُ نهاري سعيدة وانتهى بمصيبتين تنافست من منهما ستطيح بي أرضا، بدايةً من مرض العم أحمد نهايةً بي أجد نفسي أركض مجدداً هرباً من أخي ورجالهِ بسرعةٍ كادت تسبق سرعة الضوء،أعتقد أنّه حب الحياة ما يدفعنا لأن نبذل جهداً خارقاً لم نتوقع يوماً أننا نملكه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من أجل حريتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن