ماذا لو؟

46 5 3
                                    

رجل سأل رجل يصلى ماذا لو اكتشفنا بعد الموت بأن الجنه غير موجوده والنار غير موجوده وانه لا عقاب ولا جزاء ماذا انت فاعل؟ فكانت المفاجأه والرد مذهلا اليكم ما حدث

يقول دخلنا الى احد المطاعم العربيه فى لندن قبل الغروب لنتناول العشاء وكان ذلك عام 2017 جلسنا وجاء النادل لاخذ الطلبات واستأذنت من الضيوف لدقائق ثم عدت فسألنى احدهم قال : اين ذهبت دكتور لقد تأخرت كثيرا ؟اين كنت؟قلت اعتذر كنت اصلى قال مبتسما:هل مازل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يقول دخلنا الى احد المطاعم العربيه فى لندن قبل الغروب لنتناول العشاء وكان ذلك عام 2017 جلسنا وجاء النادل لاخذ الطلبات واستأذنت من الضيوف لدقائق ثم عدت فسألنى احدهم
قال : اين ذهبت دكتور لقد تأخرت كثيرا ؟اين كنت؟
قلت اعتذر كنت اصلى
قال مبتسما:هل مازلت تصلى؟يا اخى انت قديم
قلت مبتسما :قديم ؟لماذا؟وهل ان الله موجود فقط فى الدول العربيه؟الا يوجد الله فى لندن
قال :دكتور اريد ان اسألك بعض الاسئله ولكن ارجوك تحملنى برحابة صدرك المعهوده
قلت بكل سرور ولكن لدى شرط واحد
قال :تفضل       قلت : بعد ان تنتهى من اسئلتك عليك ام تعترف بالنصر او الهزيمه موافق ؟ قال اتفقنا وهذا وعد منى
قلت لنبدأ المناظره تفضل
قال :منذ متى وانت تصلى ؟
قلت :تعلمتها منذ السابعه من عمرى واتقنتها وانا فى التاسعه من عمرى ولم افارقها قط ولن افارقها ان شاء الله تعالى
قال :طيب وماذا لو انك بعد الوفاة اكتشفت بأنه لا توجد جنه ولا توجد نار ولا عقاب ولا ثواب فماذا تفعل؟
قلت سأتحملك واكمل المناظره معك حسب فرضيتك ولنفرض لا توجد جنه ولا توجد نار ولا يوجد ثواب ولا عقاب لن افعل اى شئ لاننى اصلا كما قال على بن ابى طالب ((إلهى ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا فى جنتك ولكن عبدتك لأنك اهل العباده ))
قال وصلاتك التى واظبت عليها لعشرات السنين وستجد ان من صلى ومن لم يصلى سواء ولا يوجد شئ اسمه سقر؟
قلت لن اندم عليها لانها لم تأخذ منى سوى دقائق فى اليوم وسأعتبرها رياضه جسديه
قال وصومك لا سيما انت فى لندن والصوم هنا يصل الى اكثر من 18 ساعه فى اليوم كحد اقصى؟
قلت سأعتبر صومى رياضه روحيه فهو ترويض نفسى وروحى من الطراز الرفيع وكذلك فيه منفعه صحيه كبيرة افادتنى فى حياتى وإليك تقارير دوليه من جهات ليست اسلاميه اصلا اكدت ان الامتناع عن الطعام لفتره فيه منفعه كبيره للجسد
قال هل جربت الخمر ؟   قلت لم اذق طعمها ابدا    قال مستغربا ابدا     قلت ابدا
قال وماذا عن حرمانك لنفسك فى هذه الحياة من لذة الخمر ومتعته ومتعة تزوقه بعد ان تكتشف صدق فرضيتى ؟
قلت اكون قد منعت وحصنت نفسى من ضرر الخمر الذى هو اكبر من نفعه فكم من مريض بسبب الخمور وكم من مدمر لبيته وعياله من اثار الخمور وانظر ايضا التقارير الدوليه من الجهات الغير اسلاميه تحذر من اثار الخمور واثار الادمان عليها
قال والذهاب للحج والعمره بعد ان تكتشف بعد الوفاة لا يوجد شئ من هذا وان الله غير موجود اصلا؟
قلت سأسير حسب فرضيتك ووعدتك ان اتحمل اسئلتك سأعتبر الذهاب الى الحج او العمره سفره جميله شعرت فيها بمتعه راقيه ساهمت فى غسل وتنقية الروح كما تساهم سفرات انت قمت بها من اجل قضاء وقت جميل لطرد ضغوط العمل وقتل الروتين وساهمت فى انعاش الروح
ظل ينظر الى وجهى لثوانى صامتا
ثم قال شكرا لانك تحملتنى برحابة صدر اسئلتى انتهت   واعترف لك بالهزيمه
قلت ماذا تعتقد شعورى بعد ان اعترفت انت بالهزيمه ؟  قال بالتأكيد انت الان سعيد جدا قلت لا ابدا على العكس تماما انا حزين جدا
قال مستغربا  حزين ؟لماذا ؟
قلت الان جاء دورى لان اسأل
قال تفضل      قلت ليست لدى اسئله عده مثلك ولكن هو سؤال واحد فقط لا غير وبسيط جدا    قال ما هو؟
قلت بينت لك بأننى لم اخسر شيئا فى حال حصلت فرضيتك انت ولكن سؤالى الوحيد والبسيط ماذا لو عكسنا فرضيتك وانك بعد الوفاة اكتشفت بأن الله تعالى فعلا موجود وان جميع المشاهد التى وصفها الله تعالى فى القرأن موجوده حقا ماذا انت فاعل حينها؟!!!
ظل ينظر إلى عينى ولم يحرك شفتيه واطال النظر إلى صامتا وقاطعنا النادل الذى اوصل الطعام إلى مائدتنا فقلت له لن اطلب منك الاجابه الان حضر الطعام لنأكل وعندما تكون اجابتك جاهزه من فضلك اخبرنى بها انهينا الطعام ولم احصل منه على اجابه ولم احرجه وقتها بطلب الاجابه غادرنا بصورة طبيعيه جدا وبعد شهر اتصل بى طالبا منى اللقاء فى ذات المطعم التقينا فى المطعم تصافحنا واذا ارى نفسى مطوقا بين ذراعيه واضعا رأسه على كتفى وبدأ البكاء وضعت ذراعى على ظهره وقلت له ماذا بك ؟
قال جئت لاشكرك ودعوتك الى هنا لأقول لك جوابى لقد رجعت الى الصلاه بعد ان قاطعتها لأكثر من عشرين عاما كانت اجراس كلماتك ترن بذهنى ولم تتوقف لم اذق طعم النوم لقد اثرت بركانا فى روحى وفى نفسى وفى جسدى وصدقنى شعرت بأننى انسان اخر وان روحا جديده بدأت تسير فى هذا الجسد مع راحه الضمير لا مثيل لها
قلت له ربما تلك الاجراس ايقظت بصيرتك بعد ان خذلك بصرك
قال هو ذاك تماما فعلا ايقظت بصيرتى بعد ان خذلنى بصرى شكرا لك من القلب اخى الحبيب

لا تتركوا الصلاة فهى عماد الدين ان صلحت صلح عملك وان فسدت فسد عملك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 07, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الزمن القادمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن