عن عائشة رضي الله عنها قالت :
ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه سورة إذا جاء نصر الله والفتح إلا يقول سبحانك ربنا وبحمدك اللهم أغفر لي وعنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم أغفر لي يتأول القرآن وفي غير الصحيح وقالت أم سلمة كان النبي صلى الله عليه وسلم آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يجيء ولا يذهب إلا قال سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه قال فإني أمرت بها ثم قرأ ( إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخرها وقال أبو هريرة أجتهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها حتى تورمت قدماه ونحل جسمه وقل تبسمه وكثر بكاؤه وقال عكرمة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قط اشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها وقال مقاتل لما نزلت قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ومنهم أبو بكر وعمر وسعد بن أبي وقاص ففرحوا واستبشروا وبكى العباس فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عم قال نعيت إليك نفسك قال إنه لكما تقول فعاش بعدها ستين يوما ما رئي فيها ضاحكا مستبشرا وقيل نزلت في منى بعد أيام التشريق في حجة الوداع فبكى عمر والعباس فقيل لهما إن هذا يوم فرح فقالا بل فيه نعي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقتما نعيت إلي نفسي.
تفسير القرطبي ج20/ص231