سيـزهـر الطـريـق الـذي سلكتـه يـومـا وسيتـلاشـى عنـك كـل التعـب ستشـرق روحـك بعـد ذبـول ظننتـه لـن يـزول ستلمـع عـيناك بعـد ان خـف بـريقـها.
.
.
.
.
.
.بأحد أعرق أحياء ذلك البلد و أكثرها قدما تعيش عائلات متوسطة الحال يتكللها الطيب و حسن الجيرة حي القصبة العريق الذي يحمل قصصا مختلفة منذ العهد العثماني
قصة جديدة ستبدأ جدران القصبة بكتابتها بأقلام تدب الدموع و الدم بدل الحبرقصة ليلى
شعرها الطويل الاسود يتطاير بالهواء ينافس ذبذبات ضحكتها المهلكة
فستانها القرنفلي الطويل يتمايل معها تجري حافية الأقدام
لمعة عيناها الزمردية بلونها الغريب التي تحتمي تحت رموشها السوداء الطويلة
فتنة تمشي..تجري على تلك الأرض العريقةهي ليلى
"ليلى إلى أين تهربين مني! هل علي أن أصرخ كل أسبوع لأخذك معي إلى بيت الحمام؟ حي القصبة كله سمع صياحي"
كانت تلك السيدة نورية و هي تصرخ بليلى كالعادة كل أسبوع هاربة منها لا تريد الذهاب
أكملت جريها لتختبئ وراء علي زوجها الذي ابتسم على تصرفهما الذي اعتاد عليه منذ سنوات
" عمي علي انظر انظر انظر هي ستأخذني معها للحمام لتقوم بعد بسلخي؟ هذا مؤلم مؤلم مؤلم "
انتحبت ليلى بطفوليتها كما العادة ليربت علي رأسها بحنان
" ليلى ستذهبين انت و مريم بتحمميها من سيفعل أن لم تذهبي؟ هكذا نورية ستقوم بسلخها بدلا عنك"
اخبرها بهمس لتشهق ليلى و تذهب راكضة نحو نورية
"خالة نورية ارجوك لا تؤذي مريم أسلخيني بدلا عنها لا تؤذيها لا تؤذيها لا تؤذيها"
ابتسمت نورية بحنان
" حبيبتي ليلى انا ابدا لن افعل ذلك مع بنات صديقة عمري .. هيا جهزي حقيبتك و حقيبة مريم ستعود من المدرسة بعد قليل "
هزت ليلى برأسها لتذهب راكضة بسرعة نحو منزلها بعدما عادت من دوامها كموزعة حليب و ماء بأعرق منطقة بالبلد..منطقة سكن الوزراء و السفراء
حي الحيدرا
تنهدت نورية بحزن لتحمل القفة من يدي زوجها علي
" يوما بعد يوم قلبي يعتصرني على تلك الفتاة،حميناها بكل ما نستطيع... نحن بسن لا يسمح لنا بحياة طويلة .. قلبي يؤلمني درجة انني أتمنى أن تموت قبل أن نفعل نحن .. "
أنت تقرأ
لَيْلَى : قِصَّة إِنسَان
Romanceأنَا هِيَ جُرحُ الزَّمَان ، أَناَ هيَ الشَّاهِدة علىَ غَدْرِ البَشر نَاقِصةُ العَقْلِ مَا أُنادىَ بِه ، فاَقِدةٌ لِكُلِّ شيئْ و أنَا لَم أَمُلُك شَيْئاً غُرْبَةٌ وَسَطَ أَوْطاَنِي ، نَارٌ تَنْدَلِعٌ في دَمِي تَحْتَرِقُ كلّها دَاخِلِي أَنا شِبه...