لا تعشقني بعينيك، بل اعشقني بقلبك

163 2 1
                                    

يقول البعض: "لا تعشقني بعينيك، فقد تجد يوما ما، من هو أجمل مني،،
وإنما اعشقني بقلبك وذب في بحر نفسي المتواضعة،، فبعد كل شيء القلوب لا تتشابه أبدًا"...
أنا أتفق مع هذه المقولة،، وغيري كذلك..

هو شابٌ في العشرينات من عمره،، لم يبرع أبدًا في الحديث والمواجهة المباشرة،،
حسنٌ المظهر،، ذكي،، لكن تخونه الكلمات بقدر ما يخونه البشر،،

دائمًا ما تجده يغير أوراق يوميته،،
فهذه أيامٌ تمر يبدلها بأيامٍ أُخَرْ،،
وشهر يلي شهر،،
فسنة تمرر شعلة حياته للسنة المقبلة،،
أصبحت حياته نوعًا ما مملة،،

وبينما هو يبحث في الإيميل الخاص به،
وجد رسالةً قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل 3 سنوات،،
استغرب أنه لم يقرأ هذا الإيميل،،
فتح الإيميل وبدأ يتفحص كلماته،، وجدها رسالة من إحدى الفتيات،،
تساءل إن كان لا يزال يعمل (أقصد الإيميل)

فكتب هو الآخر رده: "آسف لأنني لم أقرأ هذا الإيميل،،
لا أعلم لماذا لكن لم تقع عيني عليه أبدًا،،
لذا أتمنى أن لا تنزعجي وألا يتبادر إلى ذهنك أنني شخصٌ غير مبالٍ،،
وفي ختام رسالتي هذه أتمنى أن تصل"،،

انتظر الشاب ردًا من صاحبة الإيميل لكن للأسف لم يحدث ذلك،،
تنهد ثم حادث نفسه قائلاً: "ليس بالشيء الجديد فلطالما يفسر الآخرون تصرفاتي بشكلٍ خاطئ"،،
وبينما هو يفعل ذلك سمع رنة من جهازه تؤكد أن هناك إيميل جديد،،
فتحه وإذا بها تلك الفتاة: "قرأت رسالتك وأنا سعيدة أنك رددت علي،،
صحيح أنها أخذت هذه المدة لتصل إلى مسامعك لكنني سعيدة أنها وصلت"،،
أنا فتاة أتابع أعمالك كتاباتك المشابهة في موضوعها لأعمال دوستويفسكي،،
لذا أردت أن أعرف هذا الشخص الذي يعاني هذه الوحدة،،

تفاجأ من ردة فعلها وهو الآخر لا شعوريًا قال: "أنا الآخر سعيدٌ أنك قبلت اعتذاري،،
بل أدخلت كلماتك السعادة علي شكرًا"،،

واصل الإثنان محادثتها إلى أن سرق النوم متعة تلك اللحظات،،
وتوالت المحادثة في اليوم التالي،،
واليوم الذي يليه،، فشهر، فسنة،،
إلى أن اقترح الشاب عليها أن يلتقيا،،
لكن أبت الرد،،

استمر الشاب بمحادثتها لكن كل ما كان يبدر منها علامة قراءتها للرسالة،،
دون رد،،
شعر الشاب نوعًا ما بخيبة الأمل،،
لذا اعتذر لها إن كان تصرفه وطلبه المفاجئ قد سبب هذا الشرخ بينهما،،
لكن دون رد،،

رجع الشاب إلى حياته المعتادة،، كل يوم يستيقظ يغير يوميته،،
إلى أن جاءه إيميل من الفتاة فحواه: "آسفة إلا أنني أظن أنك بلقياي ستشعر بخيبة أمل،،
ستود التراجع الآن قبل أن تفعل ذلك لاحقًا،، لا أريدك أن تجيب الآن سأكون في المكان التالي...

في الميعاد المحدد خرج الإثنان من بيتهما،،
اتجهت الفتاة نحو المكان،، وبقيت تنتظر،،
طال انتظارها لكن دون جدوى وبينما همت بالذهاب،،
وقف شابٌ أمامها،، سائلاً إياها إن كانت هي صديقته،،
تفاجأت من أمرٍ واحدٍ أن ذلك الشاب فرحٌ بلقائها،،

"آسفة أنني لم أخبرك أنني معاقة لا أقوى على تحريك قدمي...
هكذا كانت أولى كلماتها يوم لقائه

قاطعها قائلاً: "لطالما بحثتُ في المكان الخاطئ،،
لطالما سألت المرأة الخاطئة،،
لكن في نهاية المطاف كنت وحيدًا لا أحد أخذ بيدي،،

لطالما كذب علي الجميع،، بعضهم أوهمني بالحب،،
وبعضهم خدعني بصداقته،،

إلا أنني لم أكن أبدا أحكم على الآخرين على مظهرهم،، أو على جمالهم،،
بقدر ما أراك جميلة أمام عيني، بقدر ما أحببتك سرًا وأحببت كلماتك،،
لذا إن كان الأمر يعنيك،، أود أن أكون معك الآن وفيما بعد وغدًا ودائمًا،،
لا يهمني الأمر إن كنت تقوين على الحراك،، أم لا تستطيعين حتى التقدم بميليمترٍ واحد،،
سأكون يديك وقدميك وعينيك،، سأكون سندك،،
فبعد كل شيء أنا أحببت قلبك،، وقلبك لا يشبه قلب شخصٍ آخر".

في اليوم الموالي استيقظ من نومه غير يوميته،،
أخذ حمامًا وبينما هم في تناول فطوره تنهد ثم قال: "أيٌ حلمٍ جميلٍ هذا الذي عشته،،
أتمنى لو أنني أحلم به كل يوم،،
أتمنى أن أراها ولو لدقيقةٍ واحدة،،
ثم التفت ليجد طفلاً صغيرًا يجري نحوه ويناديه: "أبي ألم تضع صحني وصحن أمي معك،،
أنت دائمًا تنسى فعل ذلك،،
ثم سمع صوت كرسي في المنزل: "إذن لم أكن أحلم"...

كانت نهاية ذلك الحلم هي الحقيقة،
فبعد أن صارحها بحبه لها،، أغمي عليها،،
وما إن فتحت عيناها حتى كرر طلبه،،
وأخبرها أنه يريد لقاء والديها،،

لاحقًا وافقت الفتاة بالزواج منه،،
وحصل الأمر الذي تمناه يومًا ما،،
وهو أن يأخذ أحد بيده في الطريق التي هو يسير عليها،،

دعني أخبرك أن الشاب عانى من حادثٍ ألحق ضررًا بذاكرته،،
لذا وكل يوم يستيقظ يظن أنه عاش حلمًا،،
بينما ذلك في الواقع مجرد حياته اليومية،،
وبالفعل كانت تلك الفتاة سنده في دنياه،،

مرت 50 سنة على هذه الواقعة وأنا اليوم أروي لكم قصة حب والدي،،
وكيف أن إعاقة كلٍ منهما لم تكن عائقًا أمامهما وأمام حبهما،،

دعني أخبرك لا تبحث في الأماكن الخاطئة،،
ولا تبحث عن نفسك في شخصٍ لا يتقبل عيوبك وأخطاءك،،
بل إبحث عنها في شخص يقدرك، يريدك،،
لا يتحجج بأنك مليء بالعيوب والأخطاء للابتعاد عنك،،

فبعد كل شيء: "لا تعشقني بعينيك، فقد تجد يوما ما، من هو أجمل مني،،
وإنما اعشقني بقلبك وذب في بحر نفسي المتواضعة،، فبعد كل شيء القلوب لا تتشابه أبدًا"...
تأليف: أحمد


رومانسياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن