(3 )
بعد مرور عشر ساعات وقد غربت الشمس ليحتل القمر السماء ليزينها برفقة النجوم لتعقد تبارك حاجبيها وتحدث نفسها قائله...
تبارك..هما راحو فين..انا جوعت هما كل دا بيتدربو..اة ما التنين المجنح دا مبيتعبش يا ساتر عل....
لتبتر حديثها عندما صدع هاتفها بالرنين لتنظر له وتبتسم عندما تجد أن المتصل هى رفيقة دربها وابنة خالتها وتدعى زهرة فتاة مرحة بمقتبل عمرها وفائقة الجمال ولاكن ليس كجمال تبارك. ..لتضع تبارك سماعات الأذن وتمسك الهاتف وتجيب على الاتصال وتتجة للخارج ...
وهى لاتنتبة لتلك العيون الصقرية التى تفترس ملامحها وهى ترتدى تلك الملابس الرياضية باللون الأسود وذلك الحذاء الرياضى من نفس اللون وتركت العنان لشعرها ليصل إلى أسفل ظهرها ونسمات الهواء تداعبة بلطف ليستمع لحديثها عبر الهاتف...
تبارك...بطلى رغى بقى ..
زهرة ..الله انا غلطانة انى بطمن عليكى
تبارك..واضح انك عندك نبطشية وفاضية مش كدة
زهرة..أحبك وانتى فاهمانى
تبارك..بس انا مش فاضية شوفى حد غيرى تطلعى عينة انا كفاية عليا التنين المجنح اللى هنا
زهرة..ههههههههههههه اقفش دا فى حوار من ورايا
تبارك..ولا حوار ولا زفت بقولك اى سيبينى اروح أشوف الفرقة دى فين ليكون التنين قتلهم
زهرة..اية دا انتى طلعتى تدريب
تبارك..اة ياختى غورى بقى سلام
زهرة ..سلام
لتنهى تبارك وهى تتنهد بقوة فى محاولة لتهدئة نفسها لتلتفت وتنظر أمامها لتتفاجأ بالفرقة ما زالت واقفة بمكانها لتقرر الذهاب لذلك القابع على كرسية وتقول بهدوء
تبارك..حضرتك كويس
براء..شايفانى بشد شعرى
تبارك...مش قصدى يا فندم بس تقريبا حضرتك والفرقة بقالكم عشر ساعات واقفين كدة هو فى اى
براء..مالكيش فية
تبارك..تمام انا رايحة انام
براء..لاء
تبارك..نعم
براء..الله مش انتى دكتورة وجاية فى شغل
تبارك..ايوا
براء..طب اقعدى بقى عشان عندك شغل كمان ساعتين
تبارك..شغل اى دلوقتى
ليشير براء للجنود قائلا..اول لما يحطو رجلهم على الأرض هيحتاجو دكتور ودا شغلك يا قطة
تبارك بذهول..قطة!
براء ..اقعدى بقى يا تروحى تقفى جنبهم
تبارك بغضب..اسمع بقى يا سيادة العريف..انا مش جندى تحت إيدك ولا هسمحلك انك تتكلم معايا كدة تانى فاهم...وبالنسبة لشغلى انا عارفاة كويس اووى ومش هستنى انك تعرفهولى وأحب اوضحلك حاجة انا مش بشتغل عندك انا الدكتورة تبارك شريف الصراف بنت الشهيد شريف الصراف واتمنى تسأل عنى اكيد هتعرف انى مش بلعب. ..
لتنهى حديثها وهى تلتفت بغضب ليتطاير شعرها بالهواء ليكتم الأنفاس خلفة لتدلف للداخل وهى فى ذروة غضبها لتبدل ثيابها بملابس رسمية وترتدى المأزر الطبى وتجمع أدواتها وتنتظر بالداخل حتى تمر الساعتين لكى تخرج لتباشر عملها
.....
أما بالخارج يجلس براء وهو غاضب ويحدث نفسة قائلا...
براء..ازاى اسيبها تكلمنى كدة ..وبعدين اصلا الموضوع مش محتاجها هو كريم الكدمات وتدليك للرجل وهيبقو كويسين...اية البلوة دى عليها لسان مبرد ..والله لاوريها ازاى تعلى صوتها عليا...
لينهر نفسة سريعا عندما لمحها وهى تخرج وظل يتأملها بتلك الطلة الخاطفة للانفاس لينظر لساعة يدة قائلا...
براء..خلاص الوقت خلص ...قدامكو نص ساعة وتكونو نايمين لينهى حديثة ويتجة للداخل ويترك خلفة صوت أنين الألم الذى اجتاح الجميع لتذهب لهم تبارك وهى تقول..
تبارك..اقعدو مكانكم الموضوع بسيط ابتدو بتدليك رجلكم عشان الدم يجرى فيها تانى وتتقدم وهى تمسك بأنبوب الكريم بيدها وتضع القليل منة على قدم كل جندى لتقول ببسمة..
تبارك..انتو عملتو اية عشان تتعاقبو من التنين المجنح دا فى اول يوم كدا
لتعقد حاجبيها عندما رأت الجنود ينظرون خلفها بخوف واضح لتدرك أن براء يقف خلفها لتلتفت ببطء وتشهق بخوف عندما رأتة خلفها ولاكنه كان ابدل ثيابة إلى بنطال قطنى اسود اللون وتيشرت من نفس اللون ليبرز عضلات صدرة بقوة لتقول بارتباك..
تبارك..ا آسفة
براء..مش سامع
لتنظر له بصدمة وكادت ان تتحدث لتعدم الحديث قبل ان يولد بفمها عندما صدع هاتفها بالرنين لتخرجة من جيب مأزرها الطبى وكادت ان تجيب ليمنعها براء قائلا..
براء...ممنوع تستخدمى التليفون فى وقت الشغل يا دكتورة
تبارك..دى أمى ولازم أرد عشان اطمن عليها
براء..تقدرى تردى بعد وقت الشغل
تبارك بغضب..بص يا بتاع انت مالكش دعوة بيا ولا بأى حاجة تخصنى
لتنهى حديثها وهى تجيب على الهاتف قائلة بهدوء..
تبارك..ايوا يا حبيبتى وحشتينى
يلا يا جزمة تغيرى رقمك ومتدهونيش
لتعقد تبارك حاجبيها قائله ..مين
ليكى حق تنسينى مكانوش سنتين سافرتهم وحشتينى يا زقزوقة
لتشهق تبارك بسعادة جعلت الجميع ينظر لها لتقول بصوت عالى...
تبارك ...أدهم ..وحشتنى موووت انت رجعت امتى
أدهم ..رجعت من كام ساعة ولما جيت اشوفك طنط قالتلى انك فى تدريب
تبارك..يادى النحس يعنى اليوم اللى ترجع فية ابقى انا مش موجودة ..يلا أسبوعين ونازله. .المهم انت عامل أى
أدهم ...احسن منك وجاى أجازة شهرين وعايز اتلم واتجوز
تبارك..هههههههههههه هتدخل قفص الزوجية يا دومى ومين صاحبة النصيب
أدهم..والله ما انتى عارفة هخطب الهبلة بنت خالتك واكسب فيها ثواب
تبارك..هههههههههههه ربنا يقدرك على فعل الخير يا بركة ..هقفل عشان عندى شغل وهكلمك تانى
أدهم..ماشى خلى بالك من نفسك
تبارك..ماشى يا حبيبى سلام
(أدهم شاكر الصراف ابن عم تبارك واخيها بالرضاعة مهندس بترول ويعمل بخارج البلاد )
لتنهى تبارك الحديث وتغلق الهاتف والابتسامة تعلو وجهها لتلتفت لتباشر عملها ولاكن تتبخر تلك البسمة عندما رأت نظرات الجميع تتسلط عليها بين غاضب ومندهش ....