مشاهد سينجل هدايا بره الروايات

مالك وناديه بروحى دار

وعيناه ويديه وكل حواسه الصائمه عنها طوال فترة عمله .. قد حان موعد افطارهم الآن فى وقت الحظر!
فى لقاء شاعرى جميل وطويل منذ مدة لم يلتقيا العاشقان هكذا ، دون هواتف ،دون تسرع لأجل العمل ،بهدوووء كأنهم يتناولا شرب خمر سويا قد اتيح وحلل الله شربه.
كان مالك يشعر بكل سنتى بها وكأنها لأول مرة تصبح فى احضانه ، كل جزء به يعلم تمام العلم طريقه فى جسدها.

مالك يلامس،يشعر،يستنشق،ونادية تستقبل بكل رضا ..تهمس فى اذنه بحنو تردف له بكلمه تدغدغ مشاعره وتشعره بجلّ رجولته فيزرع حصونه على جسدها اكثر ويعلن احتلاله الأبدي لها.
وعلى هذا الحال حتى تسمع نادية وهى فى احضان زوجها حبيبها صوت قدم الصغير وهو يتسكع خارج غرفتهم ،من الواضح انه قد فاق من غفوته الملائكيه .
_مام...ماماااه
يطرق بكف يده باب غرفتهم ، فتهم بالنهوض نادية
_مالك ...انس صحى
_طب كمان خمس دقايق
_اوعى بلاش دلع الولد هيعيط
_وابو الواد هيعيط والله ، طب عشان خاطرى دا انا زى جوزك
نهضت نادية وطبعت قبله طويله على شفتيه ف امسك هو بها فنزعت نفسها منه بالكاد وهى تضحك وفتحت الباب لتحمل صغيرها وهو يبكى
_حبيب ماما ياتى متعيطيش ..يلا نغير هدومنا
اخذته ورحلت بينما التوت شفتى مالك ،فجذب علبة السجائر من جانبه واشعل واحدة
وبعدما فرغ من تدخينها ،شرع فالخروج من غرفته فوجد نادية تطعم الصغير فى مقعده المخصص له ..جلس بجانبه وبدء يداعبه قليلاً ..
انتهى انس طفلهم من طعامه ، ف امسكت نادية ريموت التلفاز وثبتت على محطه فضائيه مخصصه للاطفال والكارتون وتركته يشاهد بينما دلفت هى الى المرحاض تتناول حمامها وقبل ان تغلق الباب دلف مالك
_اطلع برة ،الولد هيتخض تانى
_لا هو بيتفرج واكل ونضيف وزى الفل ،ثم فيه ماتش لسه مخلصنهوش
_لوكااا يا قلبي ،الحظر مطول وانت من يومها وانت محسسنى اننا رجعنا عرسان
_ياروح قلب لوكا وهو الحظر ايه غير الموضوع دا وفشار وكيكه دى ثوابت ياروحى
قامت نادية بدفعه برفق خارجا وهى تضحك واغلقت الباب،فوقف مالك منزعجا وهو يردف
_طب ع فكرة بقا، لو عملتى انهاردة كمان كيكه هتضربي ..انا خدودى قربت تفرقع
تحدثت نادية من الداخل بعدما فتحت رشاش الماء وجلست ب_البانيو_
_مش هعمل كيكه ياروحى ،هعمل بسبوسة ورز بلبن
صفع مالك وجهه بكلتا يديه من الجهتين بطريقة هزلية وهو يردف
_احيه يابو سوسو احيييه ، الحظر هيطول وانت هتورم يا مااالك والباب مش هيعدييك
وبعد وقت ، كانت نادية تصنع الحلويات بينما مالك كان كعادة كل يوم من وقت الحظر يجلس على الانترنت يتصفح او يحادث اصدقاءه او يشاهد فيلم .
اقبلت ناحيته نادية ممسكه ب اطباق البسبوسة والارز بالحليب المحلى وجلست
_يالااهوى ،يالاااهوى
_ايه يا حبيبي مالك
قبل مالك يد نادية واردف
_نونة بعد الحظر مش هيطلعونى على سفن تانى ، هيطلعونى اتعالج على نفقة الدولة ،انا كدا هبقى اد الخرتيت
قبلته نادية من وجنته بخفه وقالت
_بقا فيه خرتيت قمر كدا
_نونة احنا مبنعملش الا اكل ونوم وافلام وفشار وكيكات كيكات كيكات كتير وكب كيك وقلة ادب وقاعدين انا جنابي دلدلت
امسكت نادية ب اطراف شعره وقالت
_احسن يا حياتى عشان محدش يبصلك من البنات معجبينك ياكابتن
قدها مالك فى اخر كلمه تحدثت بها
_كابتشن
_انا بقول كدا
_بس بقا بس
امسك مالك الكحول ورش منه قطرات على يده وثيابه وعلى يد نادية وامسك يد طفله أيضاً
_بترش كحول ليه محدش مننا خرج
_وقاية يا عيونى وقاية ،خدى رشه حبه عرق عرق، عقمتى المطبخ بكلور بعد م خلصتى ورميتى اكياس البلاستيك الل كانت فيهم الحاجه من السوبر ماركت
_اه يا حبيبي
_والاكياس بتاعت الصيدلية لما طلبتِ الدوا دليفرى
_اه يا عمرى
_طيب وعقمتى ايدك ومقبض الباب والجرس بعد م جابو الحجات
_يا مالك كفاية هسهس والنبي والله عملت كل دا
_ياروحى احنا ف ايام مايعلم بيها الا ربنا، ولسه 2020منعرفش هتعمل فينا ايه تانى
اخذت تضحك نادية بينما هو يتصفح حساباته على السوشيال ميديا ويتابع الذى يحدث بالبلدة الآن
_بقا مروان الجزمة اقوله اطلع نلعب جيمين يقولى خايف من التجمع ، دا احنا شقايق حد يعمل كدا فشقه
دا لو جالى الفيروس هاخده بالحضن ...ايوا دا قانون الصداقه والاخوية يانعيش عيشه فل يانموت احنا الكل
_بعد الشر يابنى ،كل وانت ساكت
امسك مالك الحلوى وبدء فالاكل وهو يدون هذا المنشور على حسابه _بالفيس بوك_
" ستات بحس انها متوصله بالنت .. بتعمل ابديت دايما لجمالها وخفة دمها وروحها الحلوه .. بتفتحلك طريق وبتساعدك علشان تضحكها ..
وفى ستات زى الموبايل القديم المهنج اللى اشارته دايما ساقطه منه .. تخلص كلام معاهم بتحس بارهاق وتعب وتبقي محتاج تلطم على وشك.."
وبعد دقائق كانت ايضا نادية تتصفح فوجدت المنشور امامها ل تنظر له
_وانا بقا من انهى نوع ياسي مالك ؟!
دنى ناحيتها وقبلها فى وجهها ب اكمله بطريقة عشوائية كثيرا كثيرا حتى ابعدته عنها واردف وهو يقبل شفتيها
_انت محدش زيك يا ابيض ، سكر محلى محطوط عليه كورونا ياناس
ضربته بخفه فى صدره وقالت
_بتكلم جد متهزرش
_يانونة انتِ حبيبتى وروحى والله
_عارف على اد مانا حاسه بيك فالحظر دا ،وانا كمان مخنوقين من القاعدة والحبسة بس تحس ان دا حصل عشان ناس كتير تبقى مع بعض من تانى ...كنت حاسه ان انا وانت واحشين بعض اوى
قبل مالك عيناها برفق واردف وهو قريب منها لحد كبير
_انتِ طول الوقت وحشانى حتى وانتِ معايا وفحضنى وجنبي وفقلبي
_بحبك يا مالك قلبي
_بحبك يا أنا
التف ذراع مالك حول ظهر نادية ل تستند برأسها على صدره ،وترك الهاتف من يده وفتح جهاز الحاسوب المحمول وشرع فى فتح فيلم جديد لم يراه من قبل.
_دا فيلم ايه
_مش عارف ، بس من ضمن الافلام الل رشحتهالى ملك انها حلوة
نظرت نادية ناحية انس طفلها ف رأته بدء ان يغفو فوق مقعده
_نورعينى ، انس بينام
نهضت من احضان مالك برفق وذهبت ناحية طفلها حملته
_نيميه وتعالى نتفرج ،عشان بعدها ليلتنا هتبقى فل ولا حاجه
غمز لها ب احدى عينيه ،بينما ابتسمت نادية ودلفت لغرفه الصغير
لا تبحثوا عن الحب فقط بل ابحثوا عن الصدق الذي يُغلّف الكلمات والإخلاص الذي يستند خلف الأفعال .. ابحثوا عن ثقة لا تهزها عواصف الدنيا، عن لهفة دائمة وشغف لا ينقطع..حتى فى ايام الحظر والوباء...،