انني لست هنا لرواية احداث التعذيب النفسي
والخوف الذي اصابني، بعد ما انتقلت من مدرستي القديمة
إلى مدرستي الجديدة في المدينة وإنما لتوضيح
الدور الذي أديته فيها ، ومالذي أدى
إلى تفاقم سوء الوضع الاجتماعي
بين اللاجئين من بلدهم في بلدهم
(نعم من بلدهم في بلدهم)لا اشعر انني على ما يرام وانا اكتب
ولكن سأستمر بقوة
مدرستي الثاني كانت في ساحل سوريا في مدينة طرطوس
في منطقة الفقاسة، كان يومي الأول في المدرسة صعبا جدا
كأنها بداية جديدة من الصفر
اعتقدت انني سأُكون أصدقاء جدد،
وإنني سأحظى بانتباه المدرسين
إلى دخلت الصف، وجلست في اخر مقعد
ونظرات الطلاب لا تفارق وجهي
احسست هنا انني سجين جديد
في سجن آخر، سرحت في خيالي
وأنا افكر في نفسي ما الذي فعلته
كان هناك اختلاف شاسع بين المدرستين
في مدرستي القديمة كانت آنسة تعلمني
تشجعني على الدرس، تعطيني طاقة إيجابية
كان اسمها ليلى ا**د (1)# سأتكلم عناها لاحقًا
لكن الان شعرت بمزيد من الخوف
لدرجة انني كلما احاول النزول إلى استراحة المدرسة
أبقى وحيدًا بجانب سور المدرسة
مع ذلك لم أتخلص من التنمر بسبب شكلي ولهجتي
كان لدي في فمي سن مخلوع
وكان يسبب لي الاحراج دائما
بعدها قررت بعدم النزول إلى استراحة المدرسة
مدى الحياة
عند رنين جرس المدرسة يهيج طلاب المدرسة
كالثيران في الحلبة
يصرخون إلى المنزل (;
كان اصعب شيء في مدرستي الجديدةانني اسكن في منطقة وادرس في منطقة أخرى
كثير من الأحيان اضطر إلى الذهاب للبيت سيرًا
على الاقدام
في احدا الايام جاءت مدرسة تريد انزالي بالقوة على الاستراحة
تظن انني أبقى في الصف لأسباب سيئة
اعتقد انها تظن انني اود سرقة أشياء زملائي
بعد ان نزلت إلى الباحة أو ساحة المدرسة للاستراحة
رأيت عصبة من الشبان يضربون اخي الصغير
ويتكاثرون عليه
مالي سوى ان اهجم لأنقاذ اخي منهم
سرعان ما انقضى الأمر
بدأ شخص منهم بتهديد اخي
بأن أباه من قوات الجيش والمنطقة
وكان يتوعد لي بقتلي بالسكين
استدعينا إلى أمام مكتب المدير الذي لا طاقة له ولاحيلة
بطلابه. (2)# سأتحدث عن المدير لاحقا
فجأة يأتي رجل من خلفي ويقول للمدير
اطرد هذا الطالب هو سبب المشكلة
( هو كان يقصدني )
صعقت هنا ونظرت إليه
قلت له اطردني وافعل بي ما تشاء
هكذا دائما انتم تظلمون الناس بغير شواهد
وهو أصلا لم يكن هناك
فكيف يشهد زورا ضدي ؟
قلت له اسأل عني من شئت من المدرسين
و سيشهدون علي بأدبي واحترامي وانضباطي معهم
ارجوك أعطني لا تظلمني كما ظلمني غيرك.
استدعى المدير بعض المدرسين
وهم بدورهم أنقذوني
وخاصة كان هناك معلم ينادى ب اسم أيمن م***ف (3) سأتحدث عنه لاحقًا
عندما صعدت إلى إلى الصف كانوا زملائي ينظرون إلي بأحتقار
لأن معلم الصف يميزني عن باقي الفصل بسبب اخلاقي وأدبي
معه
وقد نقلني إلى مقاعد الصفوف الأولى
هنا علمت ان الله أراد ان يحميني ويحسن لي حياتي
من خلال هذا المعلم أيمن
كان كل المعلمون عندما يدخلون الصف يمدحوا لي أمام زملائي
كان المعلمون يريدون إخراجي من حالتي النفسية
كنت طالب لا يتكلم كثيرا ولم اكن متفوقًا بدراستي
لأكون معكم صريحًا
لكن قوة الأخلاق تعادل أضعاف الذكاء
كانوا رفاقي يسخرون مني دائما
ويستهزؤن بي
صراحاً كان الأمر مؤلم جدا
كنت اتمنى ان يكون لي اصدقاء من طرطوس
اصدقاء بعمري
هناك قلة من الكثيرين الجيدين في طرطوس
لكن للأسف أكثرهم شارب للخمر عاصي للرب
مستهزء بالناس
يترصد الناس عند المفارق
ويسلب أغراض الناس بدون رضاهم
كأنها مدينة مافيا للأسف
(طبعا مع حبي الشديد واحترامي للناس الذين هم خير البشر)
لكنها حقيقة للأسف
قبل خروجي من سوريا كنت ما ازال اذهب للمدرسة
وفي اخر يومين
زملائي قاموا بتوديعي بطريقة لم أنساها طوال حياتي-
كنت جالسا في المدرسة في صفي
جائنا شخص إلى الصف ويسأل عني
بقول : من مجد هذا ؟
أين مجد؟
من حلاوة الروح كما نقول اتجهت إليه وقلت تفضل يا اخي
أنا مجد.
قال لي لا تناديني اخي سأجعلك في عداد الموتى يا هذا
و امسكني و بدأ بضربي
ولكني لا اعلم مالذي فعلت!!!
اصرخ بصوت معذب اتركني يا هذا اتركني
يقول : سأتركك بعد ان اشرب من دمك يا أيها الحيوان
قام بجري لخارج المدرسة ليكمل ضربي
لكني افلت منه واتجهت إلى غرفة المدير
طالباً المساعدة
اخرجه المدير من المدرسة وقال لي عد إلى صفك
جاوبته : اتصل بالشرطة رجاءًا انه لن يتركني بحالي
لا يزال ينتظرني خارج المدرسة
ولكن لم يتصل المدير بالشرطة
لأن هذه الولد هو ابن رئيس فرع امن الدولة في محافظة طرطوس
آن ذاك
يعني بالمختصر(يا أرض اشتدي ما حدا قدي)
صرت أستغيث بهذا وذاك ليساعدوني بخروجي من المدرسة
لكي لا يتعرض لي احد
ولكن عبثًا أتكلم
لم يقم اي احد بمساعدتي وتركوني وحيدًا،
بعد انتهاء الدوام نزلت إليهم لأن لا مفر منهم، كان هناك كشك صغير داخل المدرسة، داخله امراءة كبيرة في السنة تبيع الحلوى
دافعت عني بقدر ما تستطيع ولكن كما نقول يأتيك قدرك أينما كنت.
أمسكني بقوة من قميصي وانا اترنح يمينًا ويسارًا معه، وهو يشتمني ويكفر بربي ويهزم مني ويقول لي أعطني 5000 آلاف ليرة،
عندما استأجرت بيت في طرطوس لم تدفع لصديقي أجار استدلال المنزل،
انا ذهلت مما قاله
وجاوبته كيف يكون هذا وابي من استأجر منزلنا منذ سنتين
وانا وأهلي لم نأخذ بيت في طرطوس وانا اصلا اسكن في ريف مدينة طرطوس!
فكيف هذا؟
أجابني وهل تريد المزاح معنا ستعطينا المال بالقوة او سنقوم بضربك ضرباً مبرحًا
(لم استطع القتال لأنهم كانوا خمسة او ستة)
حاولت القتال لكن اثنان يمسكون بي من الخلف
واثنان امامي اذا حاولت الهروب
ولم يكن لدي خيار اخر
سألني هلى ستدفع الان ؟
أجبته ادفع لماذا !؟
حينها تلقيت ضربة على وجهي بعدها سقط على الاض كالقتيل
بدأوا برفسي وضربي بأقدامهم
وشرطي مرور واقف من بعيد ينظر إلي وانا كيف اُضرب، مدير المدرسة يراقب من نافذته من بعيد، لا احد يتدخل
عندما انتهوا مني تركوني وحيدًا مرمي على الأرض، وتحول وجهي للون الأزرق، كتفاي يؤلمانني يداي و اقدامي، القليل من الدماء يقطر من فتحات انفي.
عندما انتهى من ضربي اقترب مني وهمس في اذني قائلا : لم تكن غايتنا المال، ولكن استحققت هذه الضربات لأن قريبي استشهد في مدينة حلب، كله بسببكم انتم أيها السنة
يكفي نحن العلوية علينا السلام.عندما ذهبت لمركز الشرطة كتبوا لي تقريرا، وعندما عرفوا ب اسم من ضربني، أجبرونا ان نتنازل عن القضية بحجة لن تنفعكم بشيء
يتبع.....24/04/2020
mjed Eddin Totonji
أنت تقرأ
لاجئ في بلده Ein Flüchtling in seinem Land
De Todoالجزء الأول (القسم الاول والثاني ) قصة حقيقية واقعها مؤلم تدور احداث هذه القصة عن حياتي في بلدي ك لاجئ تعرضت للضرب وللأهانة وانا ابن ال15 سنة وتعرض لكم كيف عشت حياتي في مدارس طرطوس وكيف كانت عنصريتهم تجاه اهل السنة الجزء الاول القسم الثالث (اختفاء...