{ part2 }

376 16 2
                                    

توسطَ ذلكً القرصُ الذهبيُّ السّماءَ معلناً عن يومٍ جديدٍ بعدَ أنتهاءِ ظلمةِ اللّيلِ الحالكةِ بينما تسلّلتِ أشعتُهُ الدافئةُ بخجلٍ من نوافذِ تلكَ المنازلِ المتواضعةِ لتتعالى أصواتُ النساءِ يُلقونُ التّحيةَ على جيرانِهم و أصواتُ الرجالِ منطلقينَ بنشاطٍ لكسبِ لقمةِ عيشِهِمْ و منهمْ أصواتُ الصّراخِ مِنَ اللّصوصِ الّذينَ قستْ معهم الحياةُ ليلجؤا إلى طرقٍ ملتوّيةٍ للحصولِ على ما يرضيهِم و هناكَ الفقيرُ من لا يملكُ منزلاً يحتمي بِهِ مِنْ بردِ الشّتاءِ القارصِ و أشعةِ الصّيف الحارةِ ليتخِذُوا مِنَ الأحياءِ الضّيقةِ و مناكب الشّوارعِ مكاناً يأويهِم ومنهُم الأطفالُ مَنْ حكَمَ عليهِمُ القدرُ بموتِ والديهِم ليبقوا دونَ والديّنِ يحموهُم أو أحدٍ يرأفُ بهُمْ بينما تقربّت أشعةُ الشّمسِ مِنْ تِلْكَ النّافذةِ تنتشِلُ ذلكَ النّائمُ مِنْ أحلامِهِ ليتلوى مكانَهُ مُنزعِجاً مِنْ تِلكَ الأشعةِ الدّافئةِ الّتي احتلتْ وجهَهُ ليفتحَ زرقاوتيهِ الّتانِ تعادلا البحرِ بصفائِهُما فيرفَعَ يدهُ ذاتُ العضلاتِ البارزةِ يخللُها في شعرِهِ الاشقر لينهضْ ببطءٍ من سريرهِ الواثرِ متجِّهاً إلى حمّامهِ الواسعِ الذي يطغى على الوانِهِ الذّهبي والخمري والأبيض ليأخذْ حماماً دافئاً اعادَ بهِ نشاطَهُ ثم ارتدى بذلته الملكيّة الفخمة و سرّحَ شعرَهُ ليضيفْ رونقاً متأنقاً و جذاباً له فيخرجُ منْ غرفتُهُ ذاتُ البابِ الأبيضِ الكبيرِ الّذي يتخللهُ خيوطُ الذّهبِ بزخارفٍ صُنِعتْ بايدي امهرِ حرفيِّ البلاد تضهيه جمالاًوفخامةً متجهاً نحو قاعةِ الطّعامِ الملكيّةِ بألوانِها المتناسقةِ عبرَ ذلكَ الممرِ المزيّنِ بأبهى اللوحاتِ والتّماثيلِ ويتوسطه ذلك القماش الأحمرِ الحريري ليتوقفْ صديقُنا آريوس أمامَ تِلكَ البوابةِ العملاقةِ البنيّةِ المزينةِ بخطوطِ الذّهبِ بعدَ أن أومئَ بلطفٍ لكلِّ منْ ألقى التّحيةَ عليه بابتسامةٍ ليدخلْ تِلكَ القاعةِ الضّخمةِ الّتي تتوسطُها مائدةُ كبيرةٌ قد تتسعُ ل50 شخصٍ تقريباً ويترأسُها ذلكَ الرّجلُ الّذي يبدو ب40 مِن عمرهْ برغمِ عمرُهُ الحقيقي الذي هو50 وبالرغمِ مِن وجودِ تلكَ الخصلاتِ البيضاءِ بينَ خصلاتهِ الفحميةِ إلى أنهُ مازالَ محافظِاً على وسامتِهِ و جاذبيتِهِ بالإضافةِ لبنيتِهِ الجسديّةِ القويٍةِ وعلى يمينِهِ تلكَ المرأةُ الّتي تبدو أيضاً رقيقةَ العمرِ بينما عمرُها الحقيقي هو42 بشعرِها البني وعينيها الزرقاءُ الصّافيةُ الّتي على ما يبدو ورثِها منها أبنَها
آريوس تقدمَ بخطواتِهِ الثّابتةِ بينما ضيّقَ عينيهِ واتسعت ابتسامتُه ليتقدمَ نحو ذلك الرّجلُ الشّامخُ في نهايةِ الطّاولةِ ويقبلُ رأسَهُ ثمَّ إلى تلكَ المرأةِ الجميلةِ وفعلَ المثلُ بينما هما أرتسمت أبتسامةٌ جميلةٌ على محياهُما ومِن ثمَّ توجّهَ إلى المقعدِ المقابلِ لتلكَ المرأةِ وجلسَ بهِ: صباحُ الخيرِ لأجملِ والدينِ في العالمِ
الخاندور ( والد آريوس )ربتَ على كتفِ أبنِهِ بينما ارتسمت على شفاهه ابتسامةً عذبةً وتحدثَ بنبرةٍ فخورةٍ: صباحُ النّورِ بني
بريتي رسمت على شفاهِها أجملَ ابتسامةٍ يمكنُ ان تراها بينما تحدثَت بحنان: صباحُ النّورِ صغيري
آريوس ضيّقَ بينَ عينيهِ ونظرَ إلى والدتِه بعتابٍ ثمَّ ذمَّ شفتاهُ إلى الدّاخلِ وتحدثَ بتذمر بينما يضعُ يدهُ على المائدةِ : أمي لستُ صغيراً إني في ال20 من عمري
بريتي قهقهت بخفة ثمَّ وضعت الشّوكة الّتي كانَتْ تحملُها بيدها لتتحدثْ بمرحٍ: مازلتَ في نظري صغير ولن تكبرُ أبداً
حلّ الصمتْ في المكانِ ولم يسمع سوى صوت الملاعق والشوك والسكاكين الفضية إلى أن انتهو من طعامهم وكادو يغادرون قاعة الطعام فقاطعم آريوس
آريوس نهض من المائدة وبينما هم متوجهون إلى الخارج وضع يده على كتف والده موقفاً إياه بينما يتحدث بجدية لتتحول ملامح والداه إلى الجدية بينما كانت منذ دقائق ضاحكة: أبي أمي هل يمكننا التحدث قليلاً في المكتبِ الخاصِ بكَ ابي
أومئا له الاثنان بالموافقة ليسرا في ذلك المرر الطويل إلى أن وصلو إلى باب يشابه باب قاعة الطعام ولكنه أصغر قليلاً ليفتحه الحارسان الموجودان بجانب الباب بعد أن أنحنو احتراماً لهم فبادلوهم الآخرين بإيمائة بسيطة ليدخلو إلى مكتب فخم يتوسطه طاولة خشبية ويقابلها كنبتان ليتوجهو نحوهم ويجلسو فجلس الخاندور وبريتي على كنبة وجلس آريوس في الكنبة الأخرى
الخاندور جلس وأرتكز بكوعيه على ركبتيه وانحنى قليلاً وشابك أصابعه ثم قرب المسافة بين حاجبيه مما أدى لظهور تجاعيد بسيطة بقرب عينينه: ما الأمر بني
آريوس جلس باستقامة وارتكز بذراعه اليمنى على الكنبة( الذراع تبعها ) وشابك أصابعه: أبي بالتأكيد سمعت عن " غابة الموت "
بريتي رفعت حاجبيها باستغراب ثم تحدثت بغرابة : أجل وما بها
آريوس تنهد ثم اغمض عينيه لثوان معدودة وأعاد فتحهما: سأذهب مع سميث للبحث عن طاقم يمكنه الدخول إلى تلك الغابة و سنذهب أيضاً لملك مملكة " الظل الأسود " لأن جزء من الغابة هناك ومن حق الملك ماكسمليانوس المعرفة بالأمر
عندما انتهى آريوس من كلامه كانت عيني بريتي مفتوحتان على مصرعهما ويبدو انها تتذكر شيء ما بينما الخاندور كان ينظر إلى آريوس بفخر لتظهر ابتسامة صغير على شفاهه
الخاندور ارتسمت ابتسامة صغيرة عل شفاهه و لمعت عيناه بفخر وتحدث بنبرة فخر: احسنت بني يمكنك الذهاب( تحولت نبرته إلى الجدية ) عدني انك ستعتني بنفسك
آريوس ابتسم بسعادة ليقول: أعدك أبي
في هذه الاثناء نزلت لآلئ بريتي
بريتي بدأت بالبكاء لتقول بين دموعها: لماذا
آريوس نظر إلى والدته ليتقدم منها ويجلس امامها القرفصاء ويضع يديه على جانبي رأسها ليتحدث بحنان: أمي اعلم أنك تخافين علي جداً لانني أبنك الوحيد ولكني أعدك لن أدع شيئ يصيبني وسأعود لك بأمان
بريتي أومئت إلى آريوس لتحتضنه بقوة لتقول: أثق بك
__________________________
في صباح اليوم التالي:
يقف آريوس أمام باب القصر برفقة سميث ليودعا الملك والملكة التي كانت تبكي منطلقين نحو مملكة " الظل الأسود "
[ الخاندور ]
ما إن تجاوز آريوس وسميث الباب حتى أنفجرت عزيزتي بالبكاء لاقترب معانقاً أياها محاولاً مواساتها فأنا أيضاً كنت خائفاً جداً وبالتأكيد بسبب ما حدث سابقاً فهي لم تنسي ااه وكأني نسيت فأنا ايضاً احن اليها ولكن مع ذلك لن امنع ابني من فعل ما يريد
[ الكاتبة ]
يقفان بجانب بوابة القصر الكبيرة يتأملان المكان لدقائق قبل ان تتسع ابتسامتهم قبل ان يبدأو المسير متجهين نحو العاصمة عاصمة مملكة الؤلؤة البيضاء المسماة" آرجون "
•••••◇•••♡•••◇•••••
يسيران في شوارع العاصمة متخفيان بينما ينظران حولهما ليتوجها نحو أحد المارة ليسألوه
سميث توجه نحو احد المارة ليضع يده على كتفه كي يلتفت له ليقابله ابتسامة سميث الجميلة قائلاً: عذراً سيدي هل تعرف نزل( فندق ) قريب من هنا
الرجل: اه اجل اذهب الى الامام قليلاً ثم ادخل من الممر على اليمين مباشرة ستجد عندها نزل
شكر سميث الرجل ليتوجه نحو آريوس قائلاً له ما اخبره به الرجل ليتوجها في طريقهما حيث اخبرهما ذلك الرجل الطيب الا ان ما رأوه في ذلك الممر صدمهما تماماً فمن كان يتوقع وجود كل هؤلاء الفقراء من يبيتون في الطرقات لا يجدون ما يسدون به جوعهم واه اجل ان آريوس ايضاً تفاجأ ليس أنتم فقط فالوزير المسؤال عن احتياجات الشعب و متطلباته اخبره ان كل شيء بخير وأن لا احد يحتاج شيء حتى وما هي ثوان حتى شدّ على قبضته وضيّق حاجبيه بغضب ليصر على اسنانه مما اظهر فكه المشدود ولم يقل سميث عنه حالةً فتوجهو إلى ذلك الفندق ذو الجدران المتهالكة ليدخلا من بابه الخشبي القديم فتستقبلهم تلك الجدة المبتسمة والتي تبدو من شكلها طيبة ليحجزو غرفتان ليوم واحد بإجار كان عادي جداً
•••••◇•••♡•••◇•••••
يسير في ذلك الممر المزين بالبساط الرمادي على الأرض بينما زينت خطوط الذهب المزخرفة ذلك الحائط ذو اللونين الازرق الغامق( الكحلي ) من الاسفل و الرمادي المائل للبياض من الاعلى ليعطي المكان طابعاً من الفخامة وما زاده فخامة الا تلك اللوحات لشخصيات احتلت دوراً مهماً في التاريخ وعلى ذكر الفخامة فاعطت تلك التماثيل المنحوتتة باتقان على جانبي الممر رونقاً راقياً مميزاً بينما خصلاه الفحمية مصففة باتقان وبذلته الملكية السوداء المزينة بالذهب والماس معلق بها عبائة نافست بذلته سواداً ثبتها بشارة لمملكته من الذهب الخالص وعيونه الفيروزية الحادة مع انفه الشامخ الحاد كسيف في معركة لها دور آخر بينما يمشي كأنه يملك الكون بأكمله فثقته تجاوزت عنان السماء ورأسه اشك حتى انه وجهه للارض يوماً ليدخل إلى غرفة كان بابها بلون رمادي فاتح زينها زخارف بدت ككتابات بلغة قديمة كانها خارجة من متحف ليقابل فيروزيتاه الباردة غرفة واسعة تبدو كغرف الاجتماعات تحوي طاولة تتسع الا ما نهاية بلونها الذهبي ومقاعدها الرمادية المذهبة ( اطرافها بلون ذهبي ) يجلس عليها عدة من اشخاص طغى على ملامحهم الغرور والتكبر ليتجه جالساً برأس الطاولة حيث كرسيه الخاص بلونه الاسود المذهب يجاوره يميناً مساعدة وصديقه الوحيد دانيل ويساراً جلس احد الوزراء المتكبرين عذراً الجبناء فما ان دخل ملكهم ماكسمليانوس حتى ذهب كل ذلك الغرور والتكبر ادراج الرياح فمن يقوى الوقوف امام اعظم ملك شهده التاريخ ليبدأو باحاديثهم عن شؤون المملكة ومتطلبات من شعبها و بالتأكيد ستشعرون بالملل ان اخبرتكم بما تحدثوا عنه لذلك لن اخبركم كل ما تحتاجون معرفته انه لا احد يتجرأ على الكذب امامه فما حدث امامهم سابقاً نفى احتمالية ذلك كما ان نظراته الباردة والحادة والمرعبة التي يوجهها لهم تكفي مع انه من وجهة نظر ملكنا نظراته عادية جداً
•••••◇•••♡•••◇•••••
يقف/ تقف اما هؤلاء المساكين وتحديداً اما ذلك المعلق من يداه على الحائط ولن اكذب ان قلت ان السلاسل التي على يداه هي السبب الوحيد بوقفوه بعد ان كانت الدماء الشيء الوحيد الظاهر من جسده حيث غرست مسامير في كفاه وهناك علامات سوط غير ظاهرة على ظهره بسبب كثرة عددها ولا اخبركم عن السكاكين التي اخترقت احشائه والحمض على قدماه ( لن اكمل كي لا تشمأزو من المنظر )
يمرر/ تمرر لسانه/ لسانها على شفاهه/ ها كمن يستمتع الا انه انقلب تعابيره/ها بمجرد ان فارقت الانفاس ذلك الذي لا يصلح لستعمال ادمي بعد الآن للتحول الى اخرة متمللة غير ابه/ ابها بؤلئك الذين يرتجفون خوفاً وبعضهم فقد وعيه بالفعل
___________________^-^ بعرف قطعتها عليكم
رأيكم بالبارت؟

ماذا تتوقعون ردة فعل آريوس على أحوال شعبه؟

هل فعلاً سيتجرأ آريوس على الدخول الى الغابة؟

هل سيوافق ماكسمليانوس؟

توقعاتكم للبارت القادم؟

ملكة الغابة/Queen of the jungle* متوقفة لإشعار آخر*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن