تايانق كان يعلم أنها لم تكن فكرة جيدة لكن ليس لديه أي فرصة أخرى، حلّ الليل بالفعل ولن يتمكن من العودة إلى المنزل من خارج المدينة..
هو يستطيع سماع صوت الرعد على مسافة قريبة..
يمشي عبر كل ممر صغير محاولًا ألا يُرى من قِبَل أحد باحثًا عن مأوى يقيه من العاصفة القادمة التي كانت في طريقها..
إذا لم يرني أي إنسان لن تكون هناك مشكلة لن تكون لدي مشكلة في قضاء الليلة، فكّر تايانق
عندما مر بباب ما انفتح الباب مسلطاً الضوء على جسده، حاول الركض غريزيًا لكنه لم يذهب بعيدًا لأن شخص ما أمسكه بيديه الاثنتين ورفعه..
"هناك قطة هنا، وهي لا ترتدي طوقًا أيضًا" قال الصبي وهو يحمله للشخص الآخر الذي لم يستطع أن يراه
"قطة ضالة؟ هنا؟" بصوت انثوي متسائلة..
"يبدو كذلك" رد الصبي وهو ينظر إلى الحيوان الصغير من كل زاوية..
"ادخلها للداخل سألقي نظرة عليها" عندها قال المرأة
فعل الصبي ذلك ممسكًا القطة بإحكام بيد واحدة، ربما ليمنعه من الفرار وأغلق الباب بيده الأخرى، ولم يعد هناك أي فرصة له للهروب
"ضعها على الطاولة" أمرت امرأة ترتدي سترة بيضاء الصبي..
ارتدت المرأة قفازات وأتت إلى الطاولة لتلتقط القطة وتفحصها
"إنه ذكر، لا استطيع معرفة العمر بدقة، لا جروح..." قالت لنفسها
كان تايانق مصدومًا بالطبع وكان يحاول الخروج من قبضة المرأة التي كانت تمسكه باحكام أكثر في كل مرة
"سأعطيه بعض الحقن، فقط في حال اننا سنحتفظ به هنا طوال الليل على الأقل.. ربما يأتي شخص يبحث عنه، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإننا سنقوم بإخصائه ونتركه يذهب" قالت المرأة للصبي الذي كان يقف بعيدًا قليلاً.. أومأ الصبي برأسه وهو يضع يديه في جيب الهودي الخاص به
تجمد القط عند سماعه كلمة "إخصاء".. هل هي تعني ما يعتقد أنها تعنيه؟
وضعته المرأة على الطاولة مرة اخرى لتذهب للحصول على بعض الحقن، قام تايانق بالمواء بصوت حاد عليها وكوّر نفسه ليصبح ككرة صغيرة
"يونقكيون هل يمكنك الإمساك به؟" سألت الصبي الذي اومأ برأسه وجاء إلى الطاولة
كانت قبضته أكثر ليونة من قبضة المرأة مما أتاح له الفرصة للهروب لكنه قرر عدم الهروب دون معرفة السبب..
"سيكون الأمر بخير" همس الصبي للقط وربت على رأسه بعناية مبتسما نحوه..
لم يكن تايانق متأكدًا ما إن كان صوت الصبي عميقًا قبل بضع دقائق كالآن لكنه لم يكن يمتلك وقتًا ليفكر بالأمر أكثر عندما شعر بلدغة قوية في جانب نصفه السفلي وقام بالمواء بصوت عالٍ إلى حد ما محاوًلا الهروب من الألم..
تلاشى الألم بعد بضع ثوانٍ لكنه رأى المرأة تحضّر واحدة أخرى من هذه الأشياء الجهنمية.. لقد أراد الآن الهروب بالفعل، لا يريد الشعور بهذا الألم مرة أخرى، لكنه لم يستطع ذلك لأن يونقكيون كان يمسكه بقوة كافية بحيث لا توجد طريقة للهروب..
كان لا يزال يبتسم للقط على الرغم من أن ابتسامته كانت متألمة بطريقة ما..
بعد فترة وجيزة شعر بالألم مرة أخرى لكنه اختفى بسرعة كالمرة الأولى أيضًا
"اعتقد انني انتهيت" أعلنت المرأة، وخفف يونقكيون من قبضته تمامًا والآن هو فقط يربت على رأس القط
"هل يمكنك القيام بالباقي؟ علي العودة إلى المنزل" طلبت المرأة من الصبي الذي فقط أومأ بصمت
ابتسمت له المرأة وقامت بنفش شعره.. "أراك في الغد إذًا" قالت، خلعت سترتها وعلقتها بجانب الباب الذي اختفت من خلاله..