ألاحقُ شيئاً ما بين الأشجار حتى وقفت فجأة لألتَّف و أمعنُ النظر إلى المشهد من حولي منذ متى كانت مزْرَعَتُنا مبهجةً هكذا، و ألوانُ الغروبْ المتداخلة تلك تدِيبُ القلب، تنهدتُ لآخُذَ نفساً عميقاً حتى فتحتُ عيناي و رأيتُ إمرأةً بشعرٍ أسودٍ طويل و أعينٍ مريبة تحَدُّق نحوي، ما الذي جاء بها؟
بدأت في التقدُّم إلي حتى صارت تَتفوَّهُ بكلماتٍ غريبة:
-هل سَتُسامحينَنِي؟
هلاَّ يكونُ عذري مقبولاً؟
لقد كان طمَعاً منِّي تركُكِ آنذاك، لا أدري كيف طاوعني قلبي فعل ذلك، ربَّما لم أكن نفسي حينها.
لقدْ كنتِ دائماً أغصان قلبي، أولا تصدِّقينَني؟تراجعتْ خطواتي إلا أنَّها أمسكتْ بيدي و بدأُت تذرفُ دموعها على كتفي
و ما إن أكلمت حديثها بكلماتٍ مقتطعة حتى بدأ وجهها يصبحُ شاحباً أكثر فأكثر، عانقنتي بقوة فشعرتُ بقبضةٍ في قلبي...
استقيظتُ بسبب ثمرةٍ قد سقطتَ و نقرت جبهتي، إلتقطتُها و بدأ الحلمُ يتناثرُ من ذاكرتي حتى وخزني رأسي بألمٍ طفيف.كنتُ قد تناسيتُ جمع الثمار فأكملتُ عملي و همتتُ للعودة.
إلياس: خالتي لقد عادت أغصان، أما حان وقت الغداء؟
سديم: هل حللتَ واجبك؟ لا طعام إن لم تفعل.
هذه الأيَّام التعليم هو ما يصنع لكَ مكاناً بينَ المجتمع و ربَّما قد يكون لديكَ نصيبٌ و تعيشُ حياةً سخيَّة و تصبح ثرِّياً، أليسَ هذا أفضلُ من اللعب مع أصدقائك طوال الوقت أو كتلكَ المزهرية التي تحدُّق في شجرتها على مدار اليوم لا أعلم ما الذي دفعني لتحمُّلكما إذهبا للدراسة هيَّا..أغصان: سأذهب لاستحم أولاً و لستُ مزهرية.
صعدتُ نحو غرفتي و استلقيتْ و أمسيتُ أفَّكُر في حلم اليوم، بالتفكير بالأمر منذ أن توفيت جدَّتي قبل سنة أصبحت تصرفاتِ خالتي غريبة و باتت تروادني تلك الأحلام و لكنَّ ذلك الحلم استثنائي!
و كأنَّني قابلتُ تلك المرأة من قبل، ما كانت آخر كلماتها؟.
لا أستطيع التذكر البتة._____________________________________
-تُعرف الأحلام بأنّها عبارةً عن صور أو قصص يخلقها العقل في أيّ وقت خلال فترة النوم، إلا أنّ معظم الأحلام الواقعية تحدث أثناء النوم العميق، عندما يكون الدماغ في ذروة نشاطه،حيث تُعرَف هذه الفترة باسم حركة العين السريعة و هذه المرحلة سنشرحها فيما بعد أمَّا الآن فلتقم إحداكن و تخلصُّ ما تَّمَ ذكِرهْ.
- أغصان هيَّا افعليها.أغصان: المعذرة؟
- الإمتحاناتُ اقتربت إن لم تعطي اهتماماً لها فسترسبينَ مجدداً!
و الآن لنعد لنقطة البداية لنربطَ أفكار الدرس فتصبحَ سلسلة يسهلُ فهمها.أجلسُ في إحدى زوايا الساحة و كأنَّي مكلَّفة بمراقبة الجميع، ليتَ السنة تنتهي بسرعة فقد مللتُ من وجوهِكم أجمع.
أقرعَ الجرسُ صوتاً للخروج، حملت حقيبتي لأعود.و على حافة الطرقات يوجد الكثيرُ من المتاجر المتنوعة
للحلويات و للزهور و للكتب...لقد ذكرتْ خالتي ذاتَ مرة بأنَّنا كنَّا نمتلك واحداً و لكن لا أعلم أيَّ نوعٍ كان.شعرت بأَّنني ملاحقة فاستدرتُ لأرى قطةً تموء، تخطتني و ركضت نحو فرعِ الطريق الآخر فأصبحتْ ألاحقها رغمَ ضميري الذي ينْخِزُني بما أنَّني سأتأخر.
و لكنْ ما إن توقفت لوهلة حتى أسرعت نحوها و بعدها آخرَ ما شعرتْ به هو صدْمةٍ قد خضَّت جسدي و أزاحتني بعيداً.يتبع.
أنت تقرأ
أغصانَ قلبي.
Romanceلنبقى معاً حتى في آخر بقعةٍ تحوينا، ألم نتشاركَ الأحلام على الدوام! أم أنَّها تبعثرت و اختطفت معها مبادئُنا حتى الوفاءَ منها، أمَّا عنكِ فقد أبهمتي الوفاء كلَّه، و أبهمتني وجودك، فهلَّ تبقى ذكرياتنا لكيلا تتلاشى أيضاً.