الجزء الثالث
أغصان: أوَرِثْتُ حبَّ تلك الشجرة عن أمِّي؟ حتى باتت مكانَ أسرارها هكذا.
حملتُ رسائلَ الابتزاز تلك وبدأتُ أحْرِقُها لتصبحَ رمادًا متناثرًا.رنيم: بتاريخ ١٧ مارس،
سافر أبي رفقة إخوتي إلى البلدة المجاورة لتهنئة صديقه بمناسبة فتحِ مصنعٍ جديدٍ في شركته، ومنذ ذلك اليوم لم يعُد لهم أيُّ أثر، لقد كان حدسي ينخز فيَّ، كنتُ أعلمُ أنَّه مدبر، رجوتُ الأمنَ أن يعيدَ التحقيق ولكن النتيجة كانت بإغلاق القضية لتنتهي بمجردِّ حادث حريقٍ بكلِّ بساطة.
لطالما كانت كلمةُ الحقِّ هنا كالجريمة قد يصمتُ عنها الكثيرون ويُميتَ المجرمُ من يشاء ويختفي بلا قيودٍ تقهَرُه.بتاريخ ١ إبريل.
بدأت حالة المنزل تسوءُ أكثر فأكثر، فلم يعد لأمِّي وسديم تعابيرُ يمكنُ تفسيرها، لم يعدْ لي قلبٌ لتحمُّلِ هذا فحملتُ نفسي وقررت البحثَ في القضية حتى تكْشَفْ الحقيقة.في صباحِ اليوم الثاني سافرتُ لتلك البلدة و بدأت بالسؤال عن القضية وعن جوانبها مثل عددِ حاضري الحفل، ومتى انتهت صيانة المصنع، عن علاقاتِ صاحبه، البعضُ أجابني بسهولة والبعض تجاهلني، إلى أن أمسكتُ أحدَ أطراف الخيوط فيبدو أنَّ هناكَ خصامًا قد نشأ بينه و بين إحدى أقاربه، تدعى تلك العائلة بـ(ريم).
عدتُ إلى البلدة بعدَ أسبوعٍ مجهد، أشعرُ بتوترٍ كبير، وصلتُ إلى منزل صديقة طفولتي لأمكث عندها بعض الوقت، وحملتُ أمتعتي للدخول حتى لفت إنتباهي ذلك اللقب قد نقِشَ على الباب الذي يحملُ اللقبَ ذاته.
وفي المنزل دار بيننا حوارٌ بسيط انقلبت الأمور من بعده حتى أوجسَ فيَّ الشكُّ عندما سمعتُ بعض التمتمات منهم.
سارة... لطالما كانت غريبة أطوار، لقد عَرفتها منذ دخولي الثانوية حتى تخرجي من الجامعة، لقد اعتدنا مشاركة كلِّ ما بيننا من ذكرياتٍ وأسرارٍ وأيام، حتى صارت الأقرب لي، ولكن أحيانًا كنت أفكر في ذلك الحاجز الذي صُنع بيني وبين سديم.
لقد استغليت غيابهم وعدت إلى الديار، وما إن وصلت حتى بدأت مجادلات أمِّي عن غيابي، فما كان لي إلَّا الاستلقاءُ هنا تحت شجرتي لأكملَ ما بدأته، أخذتُ حقيبتي لآخذ ما أحتاجه، حتى رأيتُ إحدى الرسائل الغريبة ذاتِ لونٍ مختلف سحبتها وجلست أطالعُها..
(أكملي تقريرَكِ عن أبي والحادثة وسوف تذْهبينَ إلى الهاوية أنتِ ومن تبقى من عائلتكِ، بما أنَّك سبقتنا بخطوة قمنا باستعادتها وألفقت تهمةٌ توضحُ مسبب الحريق، إياكِ! إمَّا أن ترحلي بفمٍ مغلق عن هذه البلدة كيلا تثبتَ التهمة وإمَّا أن تنتهي!
لكِ حريَّةُ الاختيار)يتبع..
أنت تقرأ
أغصانَ قلبي.
Romanceلنبقى معاً حتى في آخر بقعةٍ تحوينا، ألم نتشاركَ الأحلام على الدوام! أم أنَّها تبعثرت و اختطفت معها مبادئُنا حتى الوفاءَ منها، أمَّا عنكِ فقد أبهمتي الوفاء كلَّه، و أبهمتني وجودك، فهلَّ تبقى ذكرياتنا لكيلا تتلاشى أيضاً.