مفتاح الامل

221 15 4
                                    

كنت أسير في الحديقة بين الزهور الجميلة..لاتمتع بالهواء العليل و استمتع بصوت العصافير المغردة....نظرت للسماء و قد ملأت عيني جمالا و روعة.... لأرى تلك السحب البيضاء الصافية...ثم استلقيت على العشب الأخضر... الناعم...و نظرت مجدداً للسماء... لالذذ عيني برؤية السحاب الأبيض الكثيف...انه مثل القطن الناعم المنساب...كم وددت لمسه... أغمضت عيني لاستمتع بالهواء العليل البارد ...

ثم ... ازدادت الرياح قوة... شيأً فشيئا ... لم أبالي بالأمر لانني كنت في قمة الاستمتاع و الاسترخاء و الراحة... ثم عندما فتحت عيني رأيت تلك السحب البيضاء..تحولت الى اللون الرمادي...و لم يعد هناك اي ضوء للشمس... كأنني اعيش الليل في وضح النهار.... اشتدت الرياح اكثر و تبدل الهواء النقي مكان الهواء المليء بالغبار.... اختفت الفراشات اللتي كانت تملأ المكان .... و لم أعد ارى الطيور و لم أعد أستطيع سماع صوتها الغناء!!!!....

ما الذي يجري؟؟...كيف تغير الحال كله في لحظة؟!!!.... مهلاً.. هناك بيت قريب من هنا انه أمامي...سيحميني بعد الله من هذه الرياح القوية .... التي عكرت مزاجي .... ما هذا؟؟.. ان الحال بدأت تمطر بشدة... عيني.. لا يمكنني فتحها جيدا... اشعر بالبرد.. أكاد اتجمد!!!!....البيت أمامي.. أنواره مضائة كأنها تعطيني الدافع لأدخل الى ذلك البيت...

أصبحت أتقدم ببطء وسط المطر و الرياح و البرد الشديد!!.... ماهذا؟..لماذا الباب مغلق؟؟!!... اين مفتاحه!!!... افتحوا رجاءً أكاد ادمر من شدة سوء الجو في الخارج!!!!...

لحظة...مكتوبٌ على الباب..."ان المفتاح في يدك .. لكنه خفي.. اجعله يظهر كي تتمكن من الدخول"....المفتاح؟؟...اي مفتاح لم افهم...جلست في الارض التي أصبحت مليئة بالوحل و الطين...انام الباب..و قد بللت و نال مني الجوع و البرد.... و انا انظر في يدي و افكر في ذلك المفتاح...و ماذا يكون؟؟!!!....

اشعر بالغضب الشديد...و الجوع و البرد.. كلما افكر في ذلك المفتاح..اشعر انه في يدي لكنه ليس فيها؟!!!!!.....ثم مع مرور الوقت .. استسلمت الامر... و تعودت عليه.... انا سأبقى في هذا البرد... ان شعرت بالعطش او الجوع سأفتح فمي حتى يتساقط المطر و يدخل فيه.... ستجمع الطين و اتدفئ به... ثم بدأت افكر انه يسنجلي هذا الكرب... كما ذهب ذلك الجو الرائع..سيذهب هذا الجو القاسي...

فجاء و انا اقول هذا لنفسي... بدا الضوء يخرج من يدي ...المتعبة...المتسخة بالطين... و اذا بي ارى المفتاح.... المفتاح كيف!!؟؟... لا لا يهم كيف علي ان افتح الباب بسرعة..!!!!
فتحت الباب .... و دخلت ... انه بيت دافئ جدا... و فيه حمام ساخن.... و طعامٌ لذيذ مطهو يترقى و افضل المكونات.... لكن ما هو هذا المفتاح؟؟..... التفت الى الباب و رأيت هناك و رقة مكتوب فيها...." اهلًا بك في بيت الصبر و الرضى على أقدار الله" .... اذا هذا هو مفتاح الصبر و الرضى على أقدار الله!!!!.... فجاه عاد شعاع الشمس بالسطوع...و انتهى كل ذلك الكرب و عادت الطيور تغرد و الفراشات عادت للزهور.... علمت الامر..... سأذهب و أتمتع بالحديقة و اذا حدث و تغير الجو اعلم تماماً ماذا سأفعل سأدخل الى ذلك البيت المريح الواسع لانني املك مفتاح الصبر و الرضى على أقدار الله معي!!!!!!......،

و هذه هي حال الدنيا فيها سعادة و شقاء.... فإذا أصابنا الشقاء... فالنرضى لاقدار الله و لنصبر عليها و لمحمد الله .... فإننا لو فعلنا ذلك سيرضينا الله و سنكون سعداء في وسط ذلك الكرب.....

تماماً مثل ذلك الفتى الذي دخل البيت المريح و كان حول البيت المريح العواصف و الأعاصير القوية....ليكن أملنا في الله كبيرا و حمده و شكره دوماً على كل حال....

انتهى............

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 11, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مفتاح الأمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن