في ذلك المنزل الكبير يصدح صوت صراخ مزعج "نورررررر ....... نوررررر"
و بعد القليل من الوقت نجد الفتاة المقصودة تتقدم بثبات من تلك المرأة الاربعينية التي تبدو اصغر بكثير فضلاً عن وجهها المليء بمستحضرات التجميل و ملابسها الضيقة المقرفة التي لا تتناسب مع عمرها بتاتاً
نور و هي تستخدم لغة الإشارة لتسأل ما الذي تريده زوجة عمها صفاء منها عند هذا الصباح
صفاء بتكبر :" حضري الافطار و ايقظي ابنتي لتتجهز فاليوم سياتي شاب للتقدم منها فهي رائعة و على الأقل ليست بكماء "
هزت نور راسها بلامبالاة لحديث صفاء عنها و محاولة جرح مشاعرها لتذهب و تنفذ ما طلب منها
بدون إبداءها لأي اعتراض او انزعاج
بعد انتهاء نور من ايقاظ ابنة عمها الكسولة غنى توجهت الي غرفتها التي لا تعد غرفة بل قبو مهترىء الجدران تنتشر فيه رائحة عفن كريهة لا تطاق حيث ان الغرفة لا تحتوي الا على فراش بالي و طاولة صغيرة يصطف عليها بعض الكتب القديمة
لتقوم بقراءة احد هذه الكتب باندماج قبل ان تنظر للساعة التي تنذر بحلول وقت الافطار الذي بلا شك هي من سيتوجب عليها تحضيره و لكن قبل ذلك توجهت الي غرفة مجاورة لتقترب من هذا الجسد الصغير الراقد في السرير و تقوم بايقاظها بكل حنان ممسدة على راسها بحب كيف لا تحبها و هي اختها الصغيرة بل اميرتها و ابنتها التي قامت بتربيتها منذ كانت صغيرة
فهي قد تخلت عن الكثير من الأشياء من اجلها و حاربت كثيراً ليسمحوا لأختها بمتابعة دراستها الثانوية و ستحرص على الجامعية ايضاً
:"صباح الخير اختي " قالتها حنان و هي تقبل وجنة نور و هي تتوجه لتغيير ملابسها حتى لا تتأخر على المدرسة فهي قد وعدت نفسها على الدراسة جيداً حتى تستطيع اخراجها هي و اختها من هذا المنزل المشؤم*********************
في غرفة آخرى في هذا المنزل الكبير
تجلس غنى امام المرأة و هي تتجهز لأجل استقبال عريسها بوضع الكثير من أدوات التجميل المريعة التى قد تنجح بإخفاء كل عيوبها الخارجية لكنها ابداً لن تستطيع اخفاء عيوب قلبها و بشاعته
فغرورها و تكبرها يكفي لجعل الكثير ينفر منها فما بالك بغيرتها و حقدها الدفين
غنى و هي توجه كلامها لامها :" ما رايك امي كيف أبدو "
صفاء :" رائعة يا ابنة امك رائعة ستوقعينه بحبك انا متاكدة من هذا "
غنى بضحكة فاضحة :" بالطبع سيقع و لكن كالعادة احرصي على ابعاد نور الليلة قلا اريد لعريسي ان يراها "
صفاء بابتسامة خبيثة :" لا تقلقي سأهتم بالموضوع جيداً"
غنى بشر :" كالمعتاد حنان ورقتنا الرابحة "*********************
بينما الام و ابنتها يتفقان كانت نور تعد الغذاء و تشرف على التجهيزات لعريس غنى المزعوم بوجه يسيطر عليه الجمود كما في كل الأوقات فبالرغم من كل ما تتعرض له لم تنفعل او تقاوم يوماً بل هي فقط هادئة ...... هادئة بشكل مريب و مثير للشكوك و لكن من يهتم لها بالاخير هي اقل مقاماً حتى من الخادمات الذين على الأقل يحصلون على مكان إقامة و غرفة مريحة في قصرهم الكبير
و الصراحة حتى هي لا تبالي بهم او حتى بنفسها كل ما تبالي به هو اختها حنان فقط و ربما بعض الأمور المخفية .............
و بينما هي غارقة بالتفكير قطع حبل افكارها صوت صفاء
صفاء بعجرفة :" كالمعتاد لا اريد رؤيتك عند قدوم العريس فأخاف ان يهرب بعد ان يرى وجهك القبيح "
لتؤمأ نور بلامبالاة فهي معتادة على هذا فتكمل طريقها متوجهة الى غرفة حنان علها تساعدها بدروسها و تقضي معها بعض الوقت حتى تنتهي هذه المقابلة المملة للعريس و الحرباء غنى********************
بعد القليل من الوقت
في غرفة الجلوسيجلس هذا الشاب الوسيم عريض المنكبين (سيف) بتململ واضح على قسمات وجهه الرجولية و عينيه التي تناظر هذه الجلسة المبتذلة بنظره باشمئزاز شديد فكيف لاخيه ان يتزوج هذه العاهرة او حتى رؤية عائلتها الشمطاء فهو يتمنى من كل قلبه ان ترفض هذه الفتاة أخيه
فالشيء الوحيد الذي يجبره على التحمل هو وعده لوالديه الا يتدخل او يقوم بما قد يفسد خطبة أخيه فكما يبدو ان أخيه (علي) يمشي كالأعمى خلفها فكما يقال الحب اعمى فهو يعمي المحب عن عيوب و اخطاء محبوبه مهما كانت
كالسحر يفقد المرء ادراكهليقطع هذه الجلسة رنين هاتف سيف في الارجاء
سيف بجدية :" نعم سيدي ....... سأكون بحاجة الفرقة الرابعة ......... سينتهي الامر قريباً ........حسناً سأفعل ......... حسناً الى اللقاء "
سيف موجهاً حديثه للجالسين:" اعتذر لكن سأضطر للذهاب الان فلدي عمل مهم لا يؤجل اعذروني "
صفاء بابتسامة سمجة:" لا بأس بني يمكنك الذهاب بالتوفيق لك "
ليؤمأ لها ثم يتوجه الى باي القصر للمغادرةو في تلك الأثناء كانت نور تركض مسرعة من خارج القصر و هي ممسكة بكيس بلاستيكي مرتدية منامتها السوداء و الوحيدة التي تمتلكها و بدون قصد منها اصتدمت بشيء ما او بالأحرى بشخص ما لتتأسف نور باستعجال محركة يديها ثم تكمل طريقها الى غرفة حنان التى للأسف كان قد اصابها نوبة ربو بسبب استنشاقها لدخان السجائر التي لا تعلم من أين أتت حتى فجميع من بالقصر لا يدخن لتتذكر ضيوفهم الذين ربما يكونون السبب
نور و هي تمسد على ظهر حنان بعد ان أعطتها الدواء
حنان ببحة :"لا تقلقي لقد اصبحت بخير آلان "
لتتنهد نور بارتياح بعد ان كاد القلق يقتلهااما في الجهة الاخرى
فظل سيف مذهول لبضع ثواني من تلك الفتاة التي اصطدمت به دون إنذار ثم غادرت مسرعة بدون حتى ان تلتفت للاعتذار
لكنه هز كتفيه بلامبالاة مكملاً طريقه متجاهلاً التفكير بتلك المجنونة حسب قوله ذاهباً الي عمله المهم
غير عالم بكون هذه المقابلة الغير مهمة قد تغير مجرى حياته .... ربما ؟!~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.
هلوووو جايز
كيفكم ؟
انشاء الله تمام🙏🏻
بتمنى يكون عجبكون البارت و حبيتوا
بليز عطوني رأيكم بالبارت
اي و حابة اخد رأيكم كمان بشغلة انو بتحبو يكون في قصة حب بالرواية او لا لأنو الرواية مش ضروري فيها قصة الحب بس ممكن ضيفها اذا بتحبوا
لهيك بتمنى تردوا لان بدون ما تحددوا ما فيني بلش بالبارت الي بعدو
اتجاهلو الأخطاء الإملائية 🙄يلا باي
بحبكم❤️

أنت تقرأ
المظاهر خداعة
Fanfictionالمجهول هو اكثر ما يخيف البشر و لكن حين لا يظهر المجهول مجهولاً بل العكس حيث يظنوا انها واضحة وضوح الشمس و انهم يعرفون نقاط ضعفها و يستطيعون هزيمتها و هم لا يدرون انها فقط تنتظر الوقت المناسب و الذي لن يحدده إلا هم أنفسهم فكما يقال " لكل فعل ردة فع...