#3

20 2 0
                                    

تركت رسالتي فوق مكتبها الوردي و كم فكرت انها كانت ساذجة إلى حد ما لتجعل مكتبها بذلك اللون ... ليس مكتبها فقط بل كل اثاث الغرفة و الجدران و حتى بضعة الاقلام التي وجدتها عى المكتب كانت تحمل ذلك اللون المبتذل ،، قد يتساءل البعض لما أنا اتعامل هكذا مع هذا اللون ، في الحقيقة أنا تقريبا أكره الزهري ، و السبب يكمن وراء عقلية المجتمع التي تزعم ان الزهري لون الفتيات ، لون ملابس دمية الباربي التي امتلكها اغلبيتنا .. و التي زرعوا من خلالها فينا مفهوم معايير الجمال و لا يختلف اثنان ان راس ماله كان التصنع .. وقد كنا جميعا باربي في نظرهم .. وجب علينا ان نكون بلاستيكيين لنناسب معاييرهم القبيحة ، نجسد الكمال و الميثالية و الانوثة .. هكذا نحن الفتيات! ننكر ذاتنا بحثا عن نظرة الرضا في عيون احدهم لا يهمه من نكون .. هو يبحث فقط عن صورة باربي في وجوهنا !...
لم يكن لدينا نفس الذوق صديقتي ...!
و للحظات فكرت هل لاحظت حبها لهذا اللون سابقا ؟!هل قدمت لها يوما هدية بهذا اللون ؟ام لم اهتم لتفاصيلها كما فعل بقية العالم ؟
أنا لا أريد طرح أي سؤال يخصها .. لاني لو فعلت ساتعمق الى اللانهاية

اترك و ورقتي ،احمل حقيبتي ، والقي نظرتي الاخيرة للعائلة التي لاخر لحظة عاملتني بوجه بارد خال من المشاعر و كأن لا وجود لي ، بدت ملامح الأم متفاجئة مما جعل قلبي يكاد يتوقف فرحا ولكن لم يكن ذلك سوى ردة فعل على مشهد من احد البرامج.. أنا اتفهم ؛!
على اية حال أنا اقف الان امام الباب ،و كانني وقفت بين الجنة و الجحيم ، الخير و الشر ،الحسنة و الخطيئة ... يجذبني الكثير للبقاء في هذا الجحيم و مواصلة ارتكاب الاثام و السيئات و لكني على حافة الخروج ، النهوض و انقاذ نفسي من دوامة التفكير المفرط ، دوامة الاكتئاب عند رؤيتي لأي واحد منهم وذلك يذكرني كم أنا سيئة و فاشلة لكي لا اتمكن من انقاذهم .. أنا لن أستطيع البقاء هنا ، علي الرحيل ، الجنة في انتظاري .أنا بصدد انهاء جحيمي !
_لماذا الباب موصد ، لما لا يمكنني الخروج ، لما حتى عندما القيت بجحيمي بعيدا لازال هذا الأخير متشبثا بي ، فليرحل كما رحلت فرحتي في هذه الحياة، كما رحل كل شيء احببته، كما رحلت ذاكرتي !!

وبدون تفكير توجهت الى قاعة الجلوس .. الى متى سالتزم الصمت ، يجب علي المواجهة ، أنا الآن بمثابة اسيرة في منزلهم ولازلت التزم الصمت !

_فليخبرني أحد لما الابواب مغلقة ؟ لما لا يمكنني الخروج من هنا هااا؟ هل تودون خطفي ام ماذا ، فليعرني احدكم اهتماما و يجيبني !!!
صرخت في وجوههم بكل ما سمحت احبالي الصوتية بذلك ، افرغت غضبي في كلماتي ولكن لم ألقى سوى بعض الابتسامات البريئة على وجوههم جراء لقطة مضحكة من ذلك البرنامج ، و لم أكره برنامجا من قبل كما كرهت هذا الآن

_ليس عليك الصراخ ، بيل، ثلاثهم لن يجيبوك أو يعيرونك صفرا فاصل صفر واحد من الاهتمام
لم اهتم بما يقوله ذاك الشاب الملائكي قدر اهتمامي بفكرة ان احدهم يتحدث معي في هذا المنزل الغريب و الاغرب من ذلك لقد دعاني باسمي ، أنا بيل !! و كردة فعل لقد انطلقت اجري نحوه الى ان اصطدمت بجسم صلب و ضخم ، يعلن أنني بين احضانه احصر بنيته الضخمة بيداي الصغيرتين و كاني اترجاه للبقاء .. بعد مدة قصيرة ابتعدت عنه و انا محمرة بالكامل أنا لا أعلم لما قد فعلت ذلك اصلا
_,أنت هل تكلمني الآن ، يعني انك تراني !!, لما أنا محجوزة هنا ، ارجوك اخبرني ، أنا لا أعلم من أكون حتى ، ارجوك اخبرني ...
لم استطع اكمال ما أنا بصدد قوله ، تركت له الكلمة بعدما انهرت و سقطت على الأرض وانفاسي تكاد تنقطع جراء بكائي المستمر
_اهدئي بيل عزيزتي .. هم لم يخطفوك ، لم يقصدوا تجاهلك ، هم فعلا لا يرونك ،لانك غير موجودة ، انت المتوفية 🌌

⁦❄️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦❄️⁩

  _ رايكم . نقدكم . توقعاتكم _

كونوا بخير
🌸

نيسكافيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن