#6

21 2 0
                                    

كوب النيسكافيه على الطاولة و يكاد راسي ينفجر ، أشعل سجارتي الاولى والثانية تليهما اخواتهن من تلك العلبة ، العلبة التي أحبها رغم كل مافعلته بي ..مع تشغييل  بعض عزف البيانو الذي اعتدت الرقص على ايقاعه و التمايل على الحانه ، تلك الالحان التي طالما عانقت حزني لتأنس به و تجعله جزء مني لا يمكن الانفصال عنه
،اشعر بالاختناق، ولا دخل لسجائري العزيزات بذلك  .. أنا اشعر بالاختناق كلما فكرت فيما حدث و فيما قد يحدث .. فيما يخباه القدر أو الاصح قول ما يخباه البشر ،اشعر وكان ايادي من العدم خلقت و بدأت تتشبث بي و تتمسك بعنقي الهزيل .. وفي حين تكاد عيناي تغمض و تتنازل روحي عن جسدي لتريحني من هذا العذاب ، تتركني تلك الايادي و تستغني عني ،كأن روحي بمرارة قهوة النيسكافيه خاصتي حتى لا تهتم لها تلك الايادي. دنيئة لكي لا تخلصني منها .. جسدي، لم يعد يروق له التفاعل مع تلك الموسيقى . لم يعد ينجذب لمعانقة حزنه ..لم يعد يحبب طعم النيسكافيه ،لم يعد كما عهدته
أنا فقط اقتل نفسي بعلب السجائر و ازعم انها تساعدني على تخطي هذا الشعور و التفكير المفرط .. يومي الرابع هنا يجعلني اجن بحق ، صدمات متتالية اقسمت باخذ عقلي في اقرب وقت ممكن ... كوب النيسكافيه ينسيني لبعض الوقت أنني متت ، سجائري و انا انفخ دخانهم الناصع يعانقني و يثبت انني على قيد الحياة ، لبعض الوقت ارجع لحياتي و اوهم عقلي أنني موجودة ... أعود لما حدث في هذه المدة القصيرة .. نصفي يحاول تقبل ما يجري و الخضوع ، والاخر ينفي فكرة الاستسلام لما يحدث ، ذلك النصف ذاته الذي لازال يتشبث بالتمرد على ما حدث .. تلك الحرب الصامته تحدث فوضي داخلي ، مع تفكيري بكلام ذاك الجيمين ،،، كيف لكل ماشاهدته اليوم السابع من هذا الشهر هو مجرد ارتجال ... أنا لا اكاد اقتنع بخبث هذا العالم و كانني الحمل الوديع الوحيد المتبقي من انقراض القطيع  بين عروش الضباع ، ولانني حمل وديع ظننت أننا اصدقاء فقط نحن غير متشابهون ، ..
أنا اؤمن الان بشيئين لاغير ..نفسي و ذلك الموتشي ، أحد الشيئين لا يمكنني الحصول عليه مؤقتا و الخيار الثاني متاح في جميع الاوقات ، نفسي العزيزة.. وحدها التي يمكنها انقاذي من كل ما يحدث ...للاسف لا أعلم ما يجري  بخصوص جسدي أنا على نفس الهيئة أي ان من الظاهر جسدي عاد لي ،.. اذكر بين قطع الخردة في دماغي مقولة "الراقص يموت مرتين ، مرة اذا فقد الحياة  كسائر البشر ، و الأخرى اذا تخلى عن الرقص ، والموت الثاني اشد الما بكثير "
تجول تلك المقولة طيلة الوقت في ذهني ، لقد تالمت فيما الكفاية لا أريد موتا اخر اشد الما ، روحي الضعيفة لم تعد تتحمل و كل يقينها ان  جسمي  سيعالج على اثر موسيقى البيانو انها ستعيد حيويته من جديد ، فالراقص بعيد كل البعد عن الانسان العادي ، انما تشفى جروحه عند سماعه لموسيقاه المعهودة و تلتئم للأبد بعد تحكاته على الحانها ، ... على اية حال لا أحد يسمعني ، لا أحد يراني ، قليل من الحماس يراودني تحت تأثير هذه الفكرة ... اؤجل مشروع الانتقام ، ارفع مستوى علو الموسيقى ، و انتطلق في البحث عن روحي المفقودة 

الى.روحي الفقيدة، اشتاق اليك  ، اين انت ، أنا بانتظارك الان، كل انش في داخلي يرفض الالم ،
أنا لست مستعدة لموت ثان

⁦❄️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦☁️⁩⁦❄️⁩

_رايكم . نقدكم . توقعاتكم

الى اللقاء
🌸

نيسكافيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن