ربطت شعرها للاعلى بسرعة ارتدت مأزرها بضجر ، كيف تبدأ هذا اليوم بمزاجها السيئ هذا . تتوجه نحو المطبخ لطالما كانت تُفكر بهذا الامر ،يستحيل ان يتخلوا عنها ،لانها الطابخة الوحيدة التي تستطيع ان تشغل قسم الحلويات في المطاعم ،حتى لو كان المطعم الافضل في البلدة. تدحرجت قطرة العَرق من جبينها ببطئ وهي تُحاول السيطرة على العجينة القاسية تحت يديها. عندما اقترب منها سامي يحمل احد الاطباق بيده .
_عليك صُنع طبق آخر من جديد .لقد اعاده الزبون.
بحدة وتوتر عارم :"ما مُشكلة الطبق ،انه جيد الطعم ؟"_"في الحقيقة ينقصهُ بعض مُربى المشمش وايضاً يحتاج ل 10 دقائق اخرى لينضج ".
اتسعت عيناها من هول ما تسمع ،لم يُكن بأمكانها الكلام أعدت طبق آخر . تنظر بحقد لسامي وهو يُخرجهُ من المطبخ كان. هذا الطلب الاخر لهذا اليوم . لم يغب من راسها كلام سحر وسلوى يتهامسً بفشلها اليوم . نظرت بحرقة نحو الطبق الغير ناضج على حد قُولهُ . ألتهمت الصحن وعيناها تُطلق شرارًا.حَثت نفسها على الاسارع في خطواتها . تجاوزت النادلة سحر بسرعة مُذهلة . اوقفها سامي "لاتحزنيّ انه زبون صعب الارضاء ". حركت رأسها ببطئ وهي تسرع اكثر... تحول نظرها للخلف لتُخبره انها بخير. حتى اصطدمت بذراع رجل فارع الطول اعتذرت له بسرعة وعتلى صوتها التوتر والخوف. وهي تمسح جبهتها بلطف .
كأن الهواء قد تقلص من حولها ولا يسد حاجة رائتيها ،كانت تركض بقوة وسرعة نحو منزل الحكيمة ود ،كما اعتادت الركض في أحلامها تخشى ان تُفارق والدتها الحياة وتتأخر لحبتين من الوقت . تُسرع بأمل ضائع
تُقبل يد والدتها بحررة تحتضنها بقوة بين يديها تتدحج تلك الدمعة المُلتهبة تَسقط على يدي والدتها التي اثقلتها تلك التجاعيد ،لم تَكف عن الاعتذار لها لتركها وحيدة في المنزل ،يأتيها صوت والدتها الناعم الحاني بعيدًا ،مُتعبًا
_لا تفعلي ،هذا لم امُت بعد عندما أ...
قاطعتها بصوت مَكسور مُبعثر :"امي...ربت يد والدتها على رأسها بحنان ، لم تفكر لحظة واحدة بل أرتمت في احضان والدتها كم هي بحاجتها الآن بعد هذا اليوم السئ ،وبكل ماتحمل من أسرار في جوفها
حركت خُنصرها بصعوبة ،أرتدت تلك الاشارة نحو معصمها النحيل لتُحركهُ يمينً ويسارًا. يتجاهل دماغها تَردُدات المُزعجة الصادرة من الساعة المَنضدية .
مسحت رقبتها المُتعَرقة بيدها بتوتر تُدرك كم تأخرها ، تَنفست الصعداء ودخلت الى المطعم كان هادئ ومُرتب ،يوجد بعض الزبائن المُتفرقين عن بعضهم البعض تمنت لو تحتسي كوبًا من القهوة فيه بِصُحبه احدهم او بصحبة احدى صديقاتها . لايهم اي كان الشخص لكنها بحاجة الى الرفقة الحديث الى احدهم . انها وحيدة وبائسة ، خَفتت ابتسامتها عندما تذكرت انها لا تَملك أي صديقة ولم يكُن لها واحدة من قبل.
أنت تقرأ
أسرار في غَياهب آيتن ~√
Historia Cortaصَراع تَعيشهُ آيتن الفتاة اليَهودية مع نَفسها آثر الكَذبة المُفجعة التي يَفتعلها والدها، تَفقد ثقَتها بجميع الرجال المُحيطين بها ،وتُصبح مَصدر العَيش الوحيد لِوالدتها الهَرمة واخُتها عَديمة المُبالاة لاتؤمن بالحُب حين يَجمع بين الديانات المُختلفة...