حادث وشيك

179 7 4
                                    

الساعة الثانية زوالا، جامعة الحقوق
أنهت الدكتورة محاضرتها الأخيرة لذلك اليوم، خرجت من المدرج العملاق المملوء بالطلبة محامي المستقبل، مشت على طول الرواق بخطوات واثقة، ونظرات جدية، إلى أن وصلت إلى ساحة الجامعة العريقة، لبست نظارتها الشمسية الفخمة ومشت تتمايل بكعبها العالي إلى موقف السيارات الخاص بدكاترة الجامعة حاملة حقيبة يدها ومحفظة لابتوب أنيقة، فتحت سيارتها اللامعة عن بعد.

الدكتور يوسف (وهو يصف سيارته إلى جانبها): دكتورة ملك مرحبا

ملك: أهلا دكتور، كيف حالك؟

: بخير أراك قد اعتدت على العمل معنا هنا

: أكيد حتى أنني لا أصدق بأنه قد مرت ثلاثة أشهر على تعييني، الأيام تمر بسرعة

: وهل وجدت شقة أم أنك لا تزالين تبحثين عن واحدة؟

: وجدت واحدة كما كنت أريدها بالضبط لولا أنها بعيدة نوعا ما عن مقر الجامعة، لكن لا يهم على الأقل أحسن من تلك المسافة التي كنت أقطعها يوميا من مدينتي إلى غاية هذه المدينة.

: أكيد فقطع 100كلم يوميا شيء متعب، هكذا أحسن لقد أصبحت إذا واحدة منا تعيشين في مدينتنا ودكتورة في جامعتنا، ليس لي إلا أن أرحب بك مرة أخرى متمنيا لك النجاح الدائم.

: شكرا جزيلا لك

.........................................................................

أقلعت بسيارتها مبتعدة عن الجامعة وسط أنظار الطالبات البنات اللاتي يتمنون أن يصبحن مثلها يوما، والذكور الذين يتمنون حبيبة بجمال الدكتورة ملك سعيد.

لكنها سرعان ما ضغطت على المكابح بأقصى ما تملك من قوة جعلت الطلبة يتركون أماكنهم ويسرعون لرؤية الحادث الذي كاد يحصل، كان الحادث وشيكا.

فتحت تلك الطالبة باب السيارة من دون أن تتأكد من الطريق، وهذا ما جعل ملك تكاد تدهسها وتكسر باب تلك السيارة المتوقفة بعشوائية أمام باب الخروج المخصص لسيارات الدكاترة ولو لم تتحكم في سرعتها في آخر لحظة لكانت حصلت مجزرة بالفعل.

.....................................................................

: ما الذي فعلته، هل جننت أم ماذا كم مرة حذرتك من النزول بهذه الطريقة عليا.

ردت عليه عليا مصفرة الوجه وكلها يرتعش: صلاح، آسفة أخي، آسفة...أنا آسفة

لاحظ صلاح خوف أخته الكبير فخاطبها مهدئا: اهدئي لم يحدث شيء سأنزل لأرى ماذا حصل.

في تلك الأثناء، كانت ملك تمسك بمقود سيارتها بكلتا يديها وعيونها المليئة بالهلع تنظر لتلك المسافة التي تبقت بينها وبين تلك السيارة أمامها، والتي لا تكاد تجتاز بضع سنتمترات. وكأنها لا تصدق بأنها أنقذت الموقف في أقل من جزء الثانية.

حبي الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن