جزء 2

119 6 3
                                    

ترجلت ملك من سيارتها وعيونها المختبئة خلف إطار نظاراتها الضخمة تلتصق بصلاح قائلة بصوت يرتعش خوفا وتوترا: ب، بخير ، أنا بخير

تقدمت خطوات أمام سيارتها للتأكد بأن لا شيء قد حصل، ثم خاطبت عليا المرتجفة: أنت بخير؟

ردت عليا وهي تتماسك كي لا تبكي: بخير يا دكتور وأنا آسفة لما حصل، لقد كنت أ..أ..

ملك: لا بأس حمدا لله أنه لم يحصل لك مكروه، أسرعي إلى محاضرتك كي لا تتأخري هيا.

كان صلاح ينظر إليها بعيون متسائلة، أحس بأنه يعرفها، أو ربما رآها في مكان ما، حاول تمييز ملامحها التي جاهدت هي لإخفائها عنه، ومن دون أن ترفع رأسها إليه عادت لتركب سيارتها من جديد عازمة على ترك المكان بأقصى سرعة.

عاد بضع خطوات إلى الوراء، ولا تزال عيناه تلتصق بها، أحس بأنها هي، لكن مستحيل كيف لطفلته الصغيرة البريئة أن تتحول إلى كثلة الأنوثة هذه؟ أين شعرها الطويل الذي كانت تحبه؟ لا مستحيل هذه ليست هي أيها الغبي اذهب إلى عملك هيا أنت متأخر بما فيه الكفاية.

قال ذلك الكلام في قلبه وكاد أن يغادر، لكنه سرعان ما غير رأيه حين لمحت عينه رقم سيارتها، سيارتها من نفس المدينة التي تسكن فيها ملك....أيعقل؟ أيعقل أ..أنها ملك؟؟؟.

ابتعدت بسيارتها بأقصى سرعة وقلبها يخفق بقوة، إنه صلاح، لقد تغيرت ملامحه كثيرا، أصبح جسمه ضخما، ونمت لحيته بكثافة، لم تره منذ عشر سنوات، منذ أن كان في العشرين من عمره، ترى كيف أصبحت حياته بعد كل هذه المدة، تساؤلات عديدة عبرت تفكيرها إلى أن وصلت إلى شقتها.

دخلت لتستحم وبعدها أعدت الأكل وجلست والمساء قد حل تتناول عشاءها، وهي تتصل بصديقتها الوحيدة لينا مكالمة فيديو

لينا : هاااي يا كئيبة كيف الحال؟

ملك: بخير، وأنت يا طويلة ما هذا أنت في الخارج في هذا الوقت؟

لينا: ههههه أنت لا تزالين البارحة، أما أنا ففي اليوم، لن تلحقي بي أبدا ما دمت تعيشين في ذلك العالم الثالث، كما أنني متأخرة عن العمل.

ملك: أكيد نمت متأخرة كعادتك

لينا: لست أنا المتأخرة يا صديقتي بل طوكيو التي تتقدم كل يوم بسرعة غريبة.

ملك: حسنا، سأخبرك شيئا وبعدها سأخلد للنوم، وأتركك تلحقين عملك

لينا: تكلمي على راحتك فالطريق مزدحم، ولن أتحرر من هذه الزحمة بسهولة ككل يوم.

ملك: التقيت صلاح اليوم

تفاجأت لينا وكاد كوب القهوة أن يسكب على ثيابها وقالت صارخة: من؟؟؟

ملك: حتى أنا لم أصدق ما كنت أراه أمامي، لكنه كان هو يقف أمامي بشحمه ولحمه، كما أنه تغير كثيرا، تضخم جسمه، ونمت ذقنه، أصبح وسيما يا لينا وسيما جدا.

حبي الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن