تجمع بعض الأصدقاء في بيت أحدهم يوماً ،وقضوا وقتهم باللهو والمزاح حتى داهمهم الليل ،بحزنه رغم صدقه.
سأل أحدهم مشيراً الي البقيه: "كيف تسري حياتكم يا رفاق؟"
لم يكن سؤاله هذا إلا لغرض ابقاء الحديث قائماً واستمراريه المحادثه.
أجابه مستر كوهي بتلقائية ممزوجه ببعض السخريه :حياتي كالبقية استيقظ من نومي لأمارس الهوايات والعبادات ثم أغط بعدها في النوم مجدداً ،انها ليس سوى حلقه مفرغه تكرر نفسها !
قاطعت حديثه مسز كلاون رداً على سؤال الأول منهم : "هل حقاً تهمك حقيقه حالي ام تسأل لبدء حديث عشوائي آخر؟"
أجابها قائلاً :القليل من هذا وذاك ،لن انكر أني اريد استمراريه الحديث حتى لو كان مفتقراً للمغزى ،لكنكم تعرفون ايضاً ان امركم يهمني يا رفاق.
تغيرت تعابير وجوههم بعد أن أخذ الحديث ينحرف لمنعطف اخر غير متوقع!
فكأنك قد دست للتو على لغم بسؤالك هذا او قد فتحت باباً في قلوبهم كانت قد أغلقته مشاغل الحياه ودثرتهُ في الأعماق متحججةً بسرعه عصرنا الحالي ، بل أنهم على وشك نسيان وجدوهِ حتى.
كسرت مسز كلاون حاجز الصمت الذي احاط بهم لمده من الزمن بنبره جاده :أن كنت حقاً مهتماً فأنا محطمه داخلياً.
صمت الجميع لوهله حتى قاطع صمتهم مستر كوهي ممازحاً :وانا محطم من التداخل هاها !!
-يبدو انها محاوله مبتذله منه لتلطيف اجواء الأمسية المشتعلة لكنها بائت بالفشل كما هو متوقع.
ردت مسز كلاون متجاوزة مزاحهُ الغير متناسق مع الموقف قائلة :
أما عني ،فقد تُركت في غرفة نومي الكئيبة هذه ،أستمر بتأمُل السماء يومياً بحثاً عن الإلهام ،
عسى ولعل أن احقق أحلامي المندثرة تحت أشلاء خوفي
"خوفي الغير مبرر" من تحقيقها.يتبع ..
أنت تقرأ
معاناه زهره
Ficción Generalقصه تدور حول حديث مسائي صادق بين مجموعه من الأصدقاء يبدأ حديثهم بالمزاح ،ويأخذ منعطف غير متوقع حتى يصبح سوداوياً في نهاياته.