لاحظ أحد الملوك أن جندياً مملوء غيرة وشجاعة، في كل معركة يختار أكثر المناطق خطورة ليذهب بكل شجاعة و يُحارب بكل قوة .كانت تصرفاته تلهب زملاءه ورؤساءه بالجهاد الجاد بلا رخاوة، وراء كل نصر يحققونها .
أُعجِب الملك بالجندي فاستدعاه وشكره على شجاعته، وكشف له عن إعجابه بأمانته لوطنه .. أما هو فقال له : "إني أحب وطني و اشتهي الموت من أجله".
سأله الملك إن كان يطلب منه شيئاً.
وفي نهاية الحديث قال له الجندي إنه مُصاب بمرضٍ خطير، وأنه يترقب موته بين يوم وأخر .. إنه يُعاني من الآم شديد .
كانت آلامه تدفعه للعمل في معارك فلا يهاب الموت، الذي حتماً قادم بسرعة، إن لم يكن بسبب المعركة فبسبب المرض .
قدم الملك للجندي أحد أطبائه الماهرين جداً.
وبعد شهور قليلة إذ قامت معركة لاحظ الملك إختفاء الجندي من المعركة، وبعد أن تمت النصرة سأل عن الجندي لعله قد مات.
قيل له : إنه لم يمت، لكنه قد شفي تماماً على يدي طبيبك الماهر .. وبعد شفائه صار حريصاً على صحته و عائلته وراحته، فصار يتهـرب من المعارك .
حزن الملك على الجندى الذي كانت الالآم تملأه شجاعة فلم يكن يخاف، وعندما شُفي فقد شجاعته و أمانته في عمله .
العبرة:
🔘 الكثير منا يصبح متدينا لظرف يمر به وعندما تذهب الظروف يذهب التدين والكثير منا يتصف بالنزاهة والامانة لعوامل خارجية ليست نابعة من ذاتنا وعندما تزول العوامل تزول الأمانة والنزاهة . . . يجب أن تكون صفات الخير نابعة من ذواتنا لا من الظرف التي نمر بها .