PART 2

90 5 2
                                    

استيقظت آيسل باكرا ..
ذهبت مع ذئبها لاستكشاف المنطقة وصيد شيء للغداء ..
الكوخ في مكان بعيد عن اهل القرى ..
لاشيء مثير للانتباه ..

عادت الى الكوخ لتجد الرجل المسن قد اعد طعام الافطار ..
كم هي غريبة معاملته لسجانته ..
جلست الى المائدة المتواضعة ..
" تذوق الطعام " آيسل
" لا تقلقي انا رجل اعمى فكيف سأسمم ما لا اراه ؟
كيف اضمن ان لا اتجرع السم الذي دسسته ؟ "

" ملمس الاواني مختلف ولو قليلا ..
يمكن لرجل اصم وابكم واعمى ان يميزهم عن بعضهم
.. كف عن المراوغة و تذوقه " آيسل

" انت شديدة الحذر .. حسنا لك هذا "

بينما تذوقه سألته
" ماهي قصتك لم تعيش وحيدا في هذا الكوخ المنعزل ؟ " آيسل

" قصتي ليست مهمة .. مالذي ستفعلينه لتنتقمي ؟ "
الرجل المسن
" لم اسأل عن رأيك ... احك قصتك "

" حسنا .. يالك من انسة حادة الطبع ..
انا ادعى جافير
عندما كنت شابا ..
كانت حياتي تسير بسلاسة وهدوء ..
كنت سعيدا جدا رغم بساطة معيشتي ..

الى ان نودي الى معركة بين مملكتنا ومملكة معادية لنا ..
اجبرت لترك حبيبتي والذهاب للمعركة ..
كانت مواجهة غير عادلة ..
جيشنا بالكاد يساوي نصف جيشهم ..
رأيت الجنود يتساقطون حولي ..
وصرخات الرجال تجعل كياني يرتعد خوفا ..
صوت تصادم السيوف ورمي السهام ..
دماء تتناثر حولي كالمطر ..
بالكاد تراجعت لأهرب من تلك المعركة الطاحنة ..
لأعود وانا اجر اذيال الخيبة لقريتي ..
وتستقبلني نظرات خيبة الامل والاحتقار ..
انتصر جيش مملكتنا ..
ولكن القتلى كانو كثر ..
وهذا ماجعل موقفي اسوء ..
كل امراءة تبكي زوجها المغوار تمقتني ..
فكرة ان الشجعان قتلو وبقي هذا الجرذ حيا تقودهم للجنون ..
تركتني خطيبتي ..
ولم يرض اهالي القرية ان يتحدثو معي بعدها ..
وتجاهلني الكبير والصغير ..
ظننت ان الوقت يكفي لينسو ما اقترفته ..
ولكن الوضع كان يسوء اكثر فأكثر ..

قررت ترك القرية ..
ولكن اردت ان اتحدث لحبيبتي علها تعود لي ..
ماإن اقتربت من منزلها ..
حتى سمعت صوتها تقهقه بسعادة مع رجل اخر ..
نسيتني بسهولة وسرعة ..
عدت لمنزلي ..
حملت حقيبتي وتوجهت لخارج القرية ..
لحق بي الصبيان ..
رمو ظهري بالحجارة ..
لم اشعر بواحدة منها رغم انها ادمت جسدي ..
قوبل كياني بالتجاهل طوال الوقت ..
والآن اُنسى كأنني لم اكن ..
عديم فائدة جبان ..
ابلغ الان ال٧٠ من العمر ..
ثلاثون عاما منها عشتها مع البشر ..
خلفت لي جرحا في روحي ..
جرح يكبر مع كل يوم ..
والذكريات تجعله ينزف ..
لكِ ان تتخيلي كم كبر في اربعين عاما قضيتها وحدي ..
ندمت كل ثانية فيها ..
..
.
كنت اظنني المخطىء ..
ولكن نبذهم لك ينم عن جشعهم وقباحة مبدئهم .."

خطيئتي الداميةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن