~عد لزيارتي مرة أخرى ~

46 2 0
                                    

#مؤثرة_جدا
طلبت مني والدتي ايصال بعض الاغراض الى منزل شقيقتي ، و رغم اني حاولت التهرب من ذلك بحجة العمل و مشاغل الحياة المختلفة اصرت على طلبها ، و هذا ما جعلني استسلم لها في الاخير ، فتوجهت نحو منزلها بعد ان اعلمتها والدتي عبر الهاتف مسبقا بقدومي ، و الامر الغريب اني لم ازر منزلها منذ زواجها و هذا بحجة اقامتها مع أهل زوجها في منزل مشترك.
و بسبب ثقل الاغراض التي نقلتها اضطررت الى دخول منزلها بنفسي لأول مرة حتى اضع ما جلبته في غرفتها .
فكان اول ما شد انتباهي هو السعادة الرهيبة التي لمحتها في عيونها حتى انها ظلت تحدث اهل بيتها عني بسعادة غامرة " اخي ، انه أخي ، نعم اخي هو من جلبها "
فتقول الاخرى " هذا اخوك ؟ لم نره من قبل ؟ "
فردت " مشغول في عمله ، المسكين لا يرتاح ابدا " .

كم شعرت بالسوء حين سمعت محاولاتها في تبرئتي من تهمة الاهمال الذي اقدمه لها كل يوم في عدم زيارتها و الاطمئنان عليها بينما ظلت هي تحاول الدفاع عني بأعذار واهية لا اساس لها ..!
و اكثر من ذلك ، حين حاولت المغادرة اوقفتني قائلة" توقف ، لن تغادر قبل ان تشرب القهوة ، لقد اعددت لك فطورا لكنك تأخرت لهذا سأقدم لك القهوة ، اعددت لك بعض الحلويات التي تحبها "
حاولت الرفض فلمحت دموعا تجمعت في عينها فتيقنت اني لو ذهبت لانفجرت بعد مغادرتي بالبكاء ،فكأنما كانت تقول " انت لا تأتي مطلقا و عندما اتيت تذهب بهذه السرعة ؟ هل اتيت من اجل الاغراض فقط ؟ و انا ؟ الا يهمك امري مطلقا ؟!! "
تنهدت موافقا على دعوتها ، حينها اتصلت بزوجها مدعية سؤالها عن تأخره و هي فعلت ذلك فقط لتخبره عن زيارتي ، كانت تخبره بلهفة و لو استطاعت لاخبرت كل الجيران و الاهل بذلك من فرط سعادتها .
لم احظى باستقبال كهذا في حياتي ، هل هي مكانتي الكبيرة عندها ؟ ام هي محاولة منها لتعويض ايام غبتها عنها و حرمتها من زيارتي لها ؟ كانت فرحتها كطفلة تحتضن عودة ابيها بعد طول انتظار ، و اهتمامها كأم تحاول تعويض ابنها بحنانها و سرد تفاصيل حياتها دفعة واحدة .
غادرت بيتها بعدها و انا صغير جدا ، صغير كطفل ولد للتو ، فانا لا استحق كل ذلك الكرم و السعادة . كيف تمكنت من تقديم كل ذلك لي و انا الذي دفنتها منذ سنوات في مقبرة الاهمال و النسيان ،
غادرت و رغم ذلك ظلت تطل من شق نافذة غرفتها حتى ابتعدت و تواريت عن انظارها ، ودعتني و كلها خوف ان تكون اخر زيارة مني لها ، فظلت تقول " عد لزيارتي مرة اخرى ، عد لزيارتي رجاء ، عد يا اخي فانا انتظرك "
لاتقطع صلة رحمك مهما كان  .

منقوول  .
    💝 أخوتي وأحبتي 💝
أفِق من غفوتك إن كنت مثل هذا وزد روابط علاقتك مع اختك مع اخوك تحصل على سعادة الدارين ولاتنسى ربنا يرعى ويحفظ الموده .
“ربي إرحم والدي كما ربياني صغيرا”

الطريق إلى الجنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن