الفصل 6

700 75 34
                                    


لم تسِير ألأمور كما يرغب هُو, أن يعتنِي بِها ويخمِّد جِراحها, لقد عادت تِلك البدريَّة كعادتها ولكِن هذهِ المرَّة بِشراسة, ما يعذِّبه بِكونِها قد ظنَّت كما لو أنَّها كالأخريات, هو لا ينكُر بِكونَ مِن سجِيَّته أن يتابِع الفريسة حتَّى الافتِراس ولكِنَّها لم تكن الفريسة يوما! وكيف لأنثى كبدريَّة أن تصدِّق ان قال لها بِكونها لم تكن فريسة يوما بل كانت كاللغز بالنِّسبة له يعجِز أن يفهم عن أهمِّية مقدارِها بالنسبة اليه, ولكِن ما يستشعِره بكونها مهمَّة بِحياتهِ ليست كأيِّ امرأة عابِرة وكفى! بل هِي امرأة هامَّة متميِّزة متحجِّرة طِفلة, انَّها الكثير والكثير .... لقد مرَّت أيَّام وكانت هِي بِها شرِسة لم تعد تضع ذاتها ما بين أربعة زوايا بل أصبحت كما السابِق تذهب لِعلاج البشر وجلب المِياه من البئر والذَّهاب الى التسوق, عادت بدريَّة السابقة ولكِن بِشراسة أكبر فقد باتت ترمقه بالنظرة الشرِسة محذِّرة ايَّاه مِن أيِّ اقتِراب ومِن الغريب بِكونِه كان يستجيب لِرغبتها, أمَّا هو فقد أمضى وقته مع زينب التي قد أرهقت مسامِعه بالتهديد ورغبتها بالمعرفة عن بدريَّة ومَن هِي لقد أخبرها بِكونِها هُنا لأسباب نفسيَّة لا غير وبِكونها ليست كما الأخريات كما ظنونها, ولكِنَّ نظراتها لم تكن تُبدِي اخماد النيران بل هِي لم يعجِبها وجود بدريَّة في منزِله, لقد أرهقته فِكرة أن يتحكَّم بِهِ شخصٌ ما وبِموافقتِه هو فقط بسبب جشعِهِ ورغبته بالذهب, لم يكن يوما هكذا لقد كانت شخصيَّته بعيدة عن الاهتمام بأراء الاخرين, فكثيرا ما داهمت منزِله القبائِل مهدِّدة بِقتله لِكونِه قد تغزَّل بِنسائِها ولكِنَّه لم يهتم, فلولا قبيلته التي دافعت عنه العديد من المرَّات لَبات منذ زمن تحت التراب, فهو يمجِّد قبيلته في أشعارِه حبا وتعصبا واحتراما لِتلك القبيلة التي قد عاشَ بينَ أهلِها!

الشَاعِر الغزلِي والمُتحجِّرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن