الجزء الثالث

259 8 1
                                    

افتقد وجودك بجانبي ياابي، لم انسي ابدا عناقك لى   وكلماتك الحانية ، الان  بعد تركك لى انت وامى  اصبحت مشرده فى تلك الحياه، كفئرة تجارب فى يد اخى....
..................
لم يدخلنى ذلك القبر الذي حبسنى فيه عده سنوات.(السرداب)
وأعادنى الى البيت، وألقانى على الارض  بعنف ، حتى تحطم ذراعى الايمن .
صدر منى صوت باكى حبسته اعوام داخل قلبي، ليخرج دفعه واحده...
_ اخرسي ياملعونه ...بأى حق تبكين .. اتعتقدين انى سأتركك تهربين قبل أن اتخلص منك .
كانت المرة الاولى التى يحدثنى فيها اخى بأكثر من ثلاث كلمات....
امتلئ فمى بالكلمات الكثيرة لكنها تأبي ان تخرج ... لم اشفى بعد من الصدمة ... مرت سنوات ولم استطيع بعد التكلم .......
نزلت صفعه على خدى حتى نزل الدم من انفى.... ويطلب منى ان اصمت....
مازلت لا املك اجابه لا اعلم لما يفعل معى هذا، ولما قتل امى ...؟
اقترب منى أكثر حتى التصق راسه برأسي لتعود الكلمات التى انتظرت اجابتها الى الحياه مرة آخرى
_ اعدك أنى سأضعك بقبر والدك الملعون
لم استطع ان اصمت، اريد جواب ...لا يخرج منى صوت سوى الصراخ والنحيب ...
تلقيت عده صفعات على وجهى حتى التهب وجهى ويخرج منه الصهد ..
لم اعرف ان التراب الذي رميته به.. ستلهب عينيه لتزيد حمرة مع خضرة عينيه... بهذا الشكل المخيف..
ربط كلتا يدي وقدمى وحملنى الى السيارة .... فى الكرسي الخلفى
لقد غير سيارته بسيارة ضخمه باللون الاسود ... أأشعل النار فى  السيارة القديمه كمل اشعل النار بأمى ...؟
تحركت السيارة بسرعه ،  كنت ارى المكان  تغير المكان وقطعت الاشجار وجاء الناس يسكنون فيه .. وان كانت رؤيتي ضبابيه بسبب دموعى... عرفت ان وقتا مثير مر على مكوثي هنا...
طلعت الشمس من المشرق ،لتسدل اشعتها داخل عيني، كانها تتعرف علي، فلم يزر دفئها هذا الوجهه فى تلك المنطقه من قبل...
مر الوقت كالجحيم على انفاسي ، اتنهد لاستنشق الهواء بصعوبة ... وعينيه ...! بها كلمات تلقى السهام داخلى ، تذبح فؤادى ...طوال الطريق وعينه تصفعنى  بالحقد الدفين . حتى كادت سيارة  اخرى امامنا تحطمنا لولا انتباه  اخى فى اخر لحظه ....
ليتها قطعتنى الى اشلاء حتى اختفى من عالمه .
ازدحم الطريق وأصوات السيارات المزعجه تقتلنى ، اريد ان اسد اذنى بيدى لكن لا استطيع من القيد الذي فى يدي .
ارتفع صوتى عاليا .. لم اعد اتحكم بانفعلاتى ، سرت مجنونه .. وانا اعترف .
وقفت السيارة .. رجع  اخى الى كرسي فى الخلف  يفك قيدى ، ويسحب شعرى الى الوراء . واخرجني من السيارة....
نظرت حولى لاجد بنايات تشبه البيوت الانجليزية التى كنت اراها فى التلفاز  وانا صغيرة .
اعتقدت انه حى للعائلات الغنيه ، لايوجد بشر ... فقط نسمات الهواء....  ترقص فى الجو.... شعرت ان النسمات  تُحيني ..
شعور غريب اعتارنى لما أخذنى اخى الى ذلك البيت ، جائت اجابه تصفع كيانى ، لما نظرت الى ذلك المبنى المزخرف بلون الذي افضله كثيرا ً.
فتح اخى بوابه هذا المنزل العجيب، لاى حديقه صغيرة وشجرتين ينسدل منهم حبات الخوخ ...
وعطر الزهور يفوح فى كل مكان ...
كان راسي يلتف يمينا ويسارا ..من شدة جمال هذا المنزل .
دخلت البيت ومازالت يد اخى تسحبني بأصفاد الكره والانتقام .. حتى خدلت زراعى ولم اعد اشعر بها ..
رائحه الياسمين تفوح بأرجاء المكان ، ومن غرفه الى غرفه اتحرك ، حتى ترك يدى بداخل تلك الغرف الموصده وألقانى على الارض ، اقترب منى أكثر حتى صارت  انفاسه تجرى على وجههى ومسك معصمى  الملتوى يضغط عليه  بقوة.
تأوهت من الالم ...
_ حبيبي ... هل انت هنا
دهشت عندما سمعت ذلك الصوت الانثوي يقترب أكثر منا ، التفت اخى الى مصدر الصوت ثم وجهه انظاره لى ، كنت قد استعددت لاصرخ باعلى صوتى ، لكن يداه كانت الاسرع ...
                              ****
غالبا ما اسمع صوتهما ، واصوات اقدامهم وخاصتا فى الليل ،لا اعرف علاقتهما .. لكنى متأكده انها زوجته  ...
بقيت  فى غرف موصده  داخل غرفه مكتبه .
لا بد انه طلب هذا التصميم من مهندس البيت !
اتعرف زوجته بأمرى ؟
ماذا سيحدث فى الغد ؟
ان كان سيقتلنى لما يتركنى هنا ؟... فليلعنك الله يااخى
تسألات كثير تسكن داخل عقلى....
كان اليوم يمشي كالسلحفاه،  على وجودى هنا.. فى الواقع لاتختلف عن سنواتى فى السرداب ..
لكن السرداب كان افضل كنت اعرف صباحي ومسائى...
الان... لا اعلم ان كنت انسان حتى...
استمرت الايام بالمرور ، واستمر شعرى بالنمو...
لم أنسي تلك الليله التى استيقظت فيها مفزعه ، وانا ارى عينيه بهذا القرب تلمع فى الظلام.
اعتقد انى سأموت قريبا .. ضعف قلبي .. واصبح نبضي يؤلمنى..
استمر على مراقبتي فى الليل  وأنا نائمه ، كنت اتعمد أنى غارقه فى النوم ... نجحت سنوات فى ذلك حتى اصبحت اتقنه ... لكنى فشلت تلك الليله بارتجاف جسدى عندما لمس شعرى ويمر يديه بين خصلاته .......
تمنيت لو ظنى كان خطأ
  أصبحت عاده دائمة يواظبط على فعلها .......
تطور الامر وأصبح يلثم شعرى بأنفه ، كنت فقط أبكى وشفتاى ترتعش من الخوف  ... تمنيت لو تحدث معجزة ... وأختفى، ليته يعذبنى ويضربني الف مرة ولا يقترب منى بتلك الطريقه ..

زاد مكوث أخى معى اكثر من قبل ، وخفقان قلبي يزداد من الخوف ..
لمسته لى  تزداد.. نظراته تغيرت للاسوء  ... لم يعد يفك قيدى حتى اتناول الطعام ، بل اصبح يطعمنى ويدخل الملعقه بداخل فمه عندما يطعمنى بها !!!!
                        ****
طوال تلك السنوات وأنا اتمنى حلما واحداً ان يكون كل شئ مررت به حلما .. أستيقظ منه لارى أمى أمامى .....
مازلت اتذكر معلم الفيزياء .. عندما وبخنى على عدم حل المساله  وانى نسيت القانون ... فبكيت امام الجميع... فرد ردا غريبا لى  عن  نعمه النسيان ...
الان فهمت ماذا يقصد...
الن اكون محظوظة وتأتى الى هذه النعمه  .... اريد ان انسي الجميع .... لا أمانع ان نسيت نفسي  أيضا ....
دخل على أخى ذلك اليوم  وعيناه رجعت الى عهدها القديم وبيده شئ يلمع  اعتقد ت انه السكين ... جاء فى خاطرى تسأولات هل حان وقت قتلى ...
اتصدقون ان اخبرتكم انى سعدت  انى اخيرا سأتخلص منه ...
أمسكنى من رأسي  بقوة وأنزله لاسفل ، سمعت صوت تلك الاداه الحاده ،أغمضت عيني وأنا انتظر الموت والابتسامه ترتسم على وجهى ... ودموعى تودع كل شئ فى حياتي .. سأسامحكم جميعا ... سأتذكر فقط الاشياء الجميله ...
أختفت ابتسامتى عندما شعرت بيده تمشي على  شعرى ، نعم اعرف تلك اللمسه...... ....
صوتى يأبي الخروج فقط أنين مؤلم  .. صرخات مكتومه...
وقعت تلك الاداه الحاده بجانبي من يده ...
( مقص )
هل كان يريد قص شعرى ؟!!!...  تمنيت لو اقول له استمر على كرهك لى  واقتلني  ......
لكنه بدأ بفعل اشياء غريبه بى
شعرت بالتقزز من نفسي وانا استنشق انفاسه بداخل فمى ...حتى ملئت  رئتى به.....
ورائحته......( الياسمين ) ...  طبعت على جسدي....
يتبع.....
                             ****
#سارة_منصور

عيون القط (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن