لا بدَّ لي من اجتناب كلّ ما قد يؤدي إلى وجوبها ، فإن كانت بلاء حل عليَّ دون ارادة إذا يتوجب عليّ أن اُفسد نواياها ، ربما كان نصيبي منخرقاً منذ الأزل و ربما أنا من أوديت بنفسي لتَهلكة أردتُها في يومٍ مضى ، لم يسبُق لي أن تبّدل حالي بين الحزن والهَزل ، كيف يطلُق الإنسان حكماً باهتاً على نفسه
كمثل قوله"أنا انسان جيد .. عصبّي .. مغرور"
نحن نُدرك انفسنا لكن صفاتِنا هي من تدرِكَنا وترمي ذاتها علينا سواء وافقت رغبةُ الروح أم لااستّيقظتُ من نومي فزعاً ، ألتَقط مسمَعي صوتَ طرق الباب ، حاوطت رأسي بكفاي و حاولت معاودة النوم ، كانت الراحة مسلوبة مني منذ وقت طويل و حين حاولت إعادتها لم أفلح ، نهضت و طهّرت جسدي ثم مضيت في سبيلي نحو صراعي الآخر ، ولأن البشر مع المعاناة يلاحظون أدق تفاصيل الأخرين رأيت كل شيء حولي بواقعه ، فالشوارع لم تكن نظيفة بناءً على جحافة شعبها بل الغرامات المالية التي قد تُكهِل عاتقهم هي من كانت تردعهم عن ممارسة قذارتهم الحقيقية فكيف تكون مدينتي طاهرة حينما تُلبِسُ واحداً منا ثياب بالية بينما ينظف أحذية المارة ، أنا أؤمن بأن المدن تشابه أهلها في كل شيء وحقيقة مدينتي الرجعيّة ملازمة لواقع سكانِها .
رميت سلاماً بارداً على من مررت به في الممر الطويل للمشفى ، حيث أنّي لم أهتم لزملائي بل للناس المتألمة حولي ، المرأة ذات الشفاه الدامية التي ترتدي ثوباً مزركشاً و حذاءً بدى أنه قديم قد استعارته من أحد ما والطفل الذي يبكي متشبثاً بوالدته يرفض مغادرتها المكان حينما تكون مُلزمة بذلك لأجل سلامته ، أو الطبيب الذي يحمل رسالة قاسية لأحدى الزوار المؤقتيين بأن بقائه سيكون طويلاً في المشفى و ربما تنتهي رحلة حياته في القريب العاجل ، راقبت شجوّ الناس و نسيت لِبرهة فجيعتي فلم أكون الأقل ألماً أو غماً
"كيف حالك اليوم طبيب كيم؟" صدح صوتٌ من حولي أعرفه حقّ المعرفة
"لستُ أقل تعاسة عن مرضى هذا المشفى"
"لا بأس ، ملامحك أقل وهناً ، يبدو أن ما تُعانيه ليس بشراسة سابقه"
"أرجو ذلك طبيب هوسوك"
مررتُ جواره أقصد عيادتي الخاصة ، دخلت و وجدت إحدى النساء اللواتي يرتّدن العيادَة بتكرار
ألقيت عليها التحيّة "ما أحوالك سيدة ريشانا"
"بخير ، و أنت طبيب تايهيونغ؟"
خلعتَ مِعطفي البني و وضعتَه على الأريكة بلا مبالاة ثم جلست خلف مقعدي وشبكت أناملي بعضها ببعض لإناظرها
"حالي كحالكِ"
رمقتني طويلاً ثم بعثرت شعرها بخفة و أضافت
"لا أعتقد ، فحالكَ أسوأ من حالي كما يظهر ، رغم أنك تشهد تحسناً طفيف ، أقصد ربما.. "
أنت تقرأ
✅K.TH~(Exploding head syndrome||الرأس المنفجر)
Short Storyصوتُ اطلاق النار و إغلاق الباب بقوة يصدعُ رأسي على مدارِ اليوم ، مخيف و مربك و مؤلم في الحين ذاته ، لا يتوقف ذلك و مهما حاولت ايقافه يفتكُ خراباً بي أكثر و أكثر. {الرأس المنفجر}® "القصة مستوحاة عن متلازمة نادرة و حقيقية" تصميم الغلاف من صنع @_juna_...