°°°°°قبل شهر مات الحنون °°°°°°
اليوم ... يمر شهر على رحيل الأشيب الحكيم كما ندعوه نحن أحفاده الذين اعتدنا على الاجتماع في حوش منزل العائلة لنستمع إليه..جدنا العزيز... و هو يروي لنا أساطير الغابرين و حكايات القدماء..ماسكين بأيدي بعضنا البعض ..أسماعُنا أرهفناها لنلتقط كل همسة تتلون بالحب و هي تخرج من بين شفتيه اليابستين اللتين اعياهما الدهر ... و قلوبنا فتحناها لنعتنق كل عبرة تنتهي بها جلستنا القصصية المعتادة .
اليوم ..اشتقت إليه كثيرا... اشتياقا عظيما بلغ ذروته فحطم جفاف دموعي لتنطلق من مقلتيَّ المتعبتين من قلة النوم دموعٌ حرّى أذابت حاجز النسيان، فاقتحم شبح الحزن فؤادي و ها أنا أجاهد نفسي لكي لا أنوح على فراقه القديم .
اليوم... بعد أن مرّت ثلاثون ليلة و آلف دمعة على موت عزيزي و نسمة الأمان في حياتي المضطربة ...أجدني محاصرة برغبة جامحة في اجترار ذكريات جلسة القصة .
الدموع سيل يتدفق من الماضي فيغذي شوقي و لوعتي ... و هذا القلب الصغير الذي رباه جدي.بات الآن يحن الى حضنه الدافئ ... و أين سيجده ؟ هل من بيت أدفأ من حضن جدي ؟ و هل من ابتسامة و قول أطهر من ابتسامة و قول جدي ؟
أنت أماني ، و لكنك أيضا الشيء الذي عشت حياتي كلها و انا أخاف أن أفقده ... أخاف جدا .. و اليوم مر شهر تماما منذ أن واجهت هذا الخوف.. و لولا أنك علمتني القوة و أوصيتني بحب مخاوفي ..لكنتُ الآن جثة مقتولة شنقا ، جلّادها الخوفُ .لكن... أنا سعيدة لأنني مازلت أملك لحنا من صوتك و شبحا من روحك الأبدية في صندوق خبأته بحذر في خزانتي... الكل يبحث عن أشرطة الفيديو التي وثَّقنا بها جلساتنا ااقصصية ليجتروا ذكرياتهم كما سأفعل الآن .. و لا يعلمون أنني أنا من أخذتها و احتفظت بها ... أنا صغيرتك المدللة التي كلما جاءت عائلتها لتزورك بدونها سألت عنها فور فراغك من إلقاء السلام .. انا مدللتك ! أنا أخذت شبحك الماكث في أشرطة الفيديو هذه لأعيش معك من جديد .. و لكي لا يخرس صوتك أبدا من عقلي ... .
أحمل الآن الشريط الأول و يدي ترتجف لا خوفا يا جدي و لكن تلهّفا للقائك من جديد ... نورك قد انطلق الآن .. و الصورة اتّضحت أمامي ... و ها أنت يا جدي وسطنا و نحن حولك و أنت الآن تحكي .
أنت تقرأ
حكايا الجد
Ficción históricaهنا جمعت بعض حكايات الأجداد و بعض أساطيرهم ... نفس الأحداث تُحاك و تُفهم نفس العبر ... بأسلوبي تُصاغ ليحيا من جديد كنز القصة الجزائرية العتيقة . (العمل قيد الكتابة )