الصدمة

9 0 1
                                    

نظرت لنفسها في المرآة...هذا اليوم ستنهي عامها السابع والثلاثون....وغدا سيكون اوا يوم من عامها الثامن والثلاثون،تفاجأت لانقضاء كل هذه السنوات بدون ان تشعر رجعت بها الذاكرة إلى تلك الفتاة المرحة ذات العشرون ربيعا تلك التي كانت تخطط لحياتها وتدرس في سنتها الاخيرة في الجامعة،تذكرت تللك الأحلام التي تبعثرت وكانها من زجاج،وهذا الواقع الذي تعيشه، عادت ذاكرتها لذلك اليوم المشؤوم يوم جاء احد اخوتها يخبرها ان ام صديقه ستحضر لزيارتهم وكيف انها لم تبالي بالموضوع، ولا تعنيها ثرثرات النساء، دق جرس الباب فقامت من غرفتها بتثاقل لتفتح الباب وجدت امراة تمضغ اللبان وسمراء وممتلئة الجسم ومعها فتاة لا تبعد عن عمرها إلا بعامين او ثلاثة على اكثر تقدير،سلمت على المراة وادخلتهم للصالون وجأت اخواتها لإستقبال الضيوف، وهي عادت الى غرفتها لتنهي دراستها لانها امتحاناتها النهائية لسنة التخرج، اصرت تلك المرأة على وجودها في الجلسة وكانت خلود لا تريد الخروج لكن اختها امل اصرت ان تخرج تفاجأت ان تلك المرأة كانت تخطبها لابنها المطلق الذي يكبرها بسبع سنوات، لم تولى خلود الموضوع اي اهتمام، وجاء والدها ورفض الزواج وانتهت القصة على حسب ظن خلود، بعد تلك الحادثة بحوالي الشهر توفى والدها اثر سكتة قلبية، هنا انقلبت حياتها، كانت الجنازة والعزاء وايام الحزن، ماكان يطمن خلود ان والدها شاركها فرحة التخرج،رأت المراة التى خطبتها جات لهم وهي تطلبها ثانية،كانت تعتقد أن الرد هو نفسه لكنها كانت مخطئة،لقد قرر اخوتها ان يجبروها على هذا الزواج بدون انتظار موافقتها،تسارعت وتيرة الأحداث وحدد يوم الزفاف على شخص لم تره في حياتها بل حتى إنها لا تعرف اسمه،جلست في ثوبها الأبيض وسط الزغاريد والموسيقا،رأت عريسها دخل الى صالة الفرح ونظرت إليه بشمئزاز،هذا من قدر عليا أن اعيش معه حياتي الباقية كان رجل نحيل اسمر لديه ذقن خفيفة ويرتدي بدلة سوداء بقميص أسود، وجزمة سوداء، لقد كان ذلك النوع من الرجال الذي تكرهه تقليدي وكلاسيكي على عكسها هي،هي ذات الطول الفارع والجسم المتناسق الممتلئ والوجه الدائري كبدر وعيونها التي تشغل مساحة كبيرة من  وجهها بلون العسل وبشرتها السمراء ذلك القوام الذي كانت دائما تتفاخر به ويجعل المعجبين بها يلحقوها في اي مكان تكون به،انتهى الزفاف وحان موعد الذهاب الى شقتها....نظر اليها وقال جملة واحدة انا لم اكن اظن انك بهذا الجمال..

جسد بلا روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن