الخاتمة

1.4K 41 2
                                    

الخاتمة

انتفضت مكانها تفض عينيها بعد إنغلاق لتجد ربتة حانية على ظهرها .. كأنها تعيدها للهدوء النفسي .. أكملت فض أهدابها عن عينيها الزيتونية القلقة مع همسة ناعمة:"ماذا حدث ؟!!.. أين ؟!!".
كادت تظن أن كل ما حدث من سعادة هو محض حلم .. إلتهمت أسمه داخل شفتيها .. حاولت التركيز حولها لتجد كل شيء في مكانه ليس حلم .. إلا إذا كان يمكن إستكمال الحلم بنظام المعايشة حقاً.. مسدت وجهها جيداً.. براحتيها حتى تفيق .. ثم سددت عينيها لأمها شريفة :" هل ياسر حقيقة ؟!!".
في هذه اللحظة سمعته يهمس :" يا نهار أبوكِ بدون ملامح .. أأتركك لدخول الحمام وأخرج أجدك قد نسيتي كل ما بيننا ".
تتنفس ببطء مع ابتسامة مشرقة .. فيما صوته يردف :" ماذا ستفعلين عندما أغادر في مهمة عمل من تلك التغريبية .. وقتها الغياب بالشهر كاملاً .. ماذا ستفعلين وقتها أتستبدليني بآخر".

اتسعت ابتسامتها تقف مكانها أمام الكنبة التي كانت تجلس عليها جواره ثم سددت لأمها شريفة نظرة وكأنها تقول شعرت بإختلافي عندما تحرك هو من جواري .. اقتربت منه تهمس مثله من أجل فاتن المريضة :" لا ..أظنك بعدما تعلم القصة ستكون مسروراً أبداً!!".
حدق بها بلا فهم لما تريد الإعلان عنه :"ماذا تقصدين .. قطتي المشاكسة ؟!!".
لاعبت حاجبيها صعوداً وهبوطاً بشكل جلب التناقض لعقله وقلبه .. يريد تقبليها في هذه اللحظة بل أكثر من ذلك ويريد صفعها لأنها تتعمد غيظه ..امتدت أصابعه نحو مرفقها .. مهمهماً وهو ينظر في أستئذان لأمها الجالسة تشاهد ما يحدث بلا تدخل .. فخير لها الصمت حتى لا تفقد ابنتها مرة أخرى .. فمن حقها الحياة طالما أرتضت بالرجل ستراً وسنداً..

سحبها ثم أستمر دافعاً إياها أمامه .. يغمغم :" يومك أسود لو كنت بدلتي رأيك بعد الثروة المهولة .. أنا لا أهتم بثروتك أنت ولا فاتن هذه ".
نبهها لتوه لشيء سيكون الفارق بينهما .. كلما تحدثت بشقاوة ..استدارت له وهي تمسد بطرف أصبعها أزرار قميصه تداعبها واحداً تلو الأخر .. كانت تدغدغ مشاعره فتطير آلاف الفراشات الوردية تحوم داخل معدته .. تلتوي بها أمعائه في رغبات مفرطة التأثير .. همهمت له :" لم أبدل رأي بك .. كنت نائمة فعلاً ..لأول مرة بلا أحلام .. فجأة شعرت أن الدفء حولي لم يعد.. أفقت وجدت أمي هى من تحاوطني ..".
ينتظر تبريرها الغامض خاصة مع هذا التورد الناشب في وجنتيها .. كأن ما ستعلن عنه سيفضحها .. غمغمت بنعومتها :" ياسر .. أنت حقاً مختلف .. في ليلة واحدة جعلت كل عذابي وكأنه لا شيء .. كيف فعلتها ؟!!".
سحب كفها معه ليجلسا في المقاعد الجانبية في هذا الرواق العريض :" أجلسي سميراء .. لا افهم ماذا تريدين بالضبط ؟!!.. هل ما تريدين الحوار به سيء أم حسن ؟!!".

ابتسمت تقبض بإطراف أصابعها على راحته التي تحيط كفها :" سيء لمن .. هو حسن جداً.. جميل أن أتعرف على دفئك عندما تحيطني .. بمجرد أن ابتعدت تعرفت الوضع حتى وأنا نائمة ".

فراء ناعم [الجزء الأول من سلسلة فراء ناعم ][معدلة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن