Ł || K.TH ✔

5| مذكَّرةٌ ورديَّة

أَغدِقنـِي بِيَدَيك عِـطرًا مُعَتَّقـَا،
و اِنقَعنِـي بِظُلمَةِ الغَدرِ غَسَـقَـا،
فَالقَدَرُ يُنشِبُ أظفَارهُ مَـا أَشفَقـَا،
أَمَلُومٌ أَنَا أَم أَنِيـسُ لَيلِي الأَرقَـا؟

~•~•~•~

عادةً ما تدور اجتماعاتهم حولَ مواضيعِ إصداراتهم،
بَيدَ أنَّ اجتماع اليومِ يختِلفُ موضوعُه،
لِدَرجةِ أنَّ جميع الحضورِ أبدَوا تركيزًا تامَّا غيرَ الَّذي تنَاوَلَت إسمَهُ الأفواهُ.

سَمَحَ تيهيونغ لِنفسِه بأن يغيبَ ذِهنِيًّا عن النِّقاشِ الَّذي يعنيهِ بالدَّرجةِ الأولىٰ لِيُحيي اللَّيلةَ السابِقَةَ وَ يَجمَعَ تَفاصيلَها،
يَعتَقِدُ أنَّه نَوعًا ماَ مُمتَنٌّ لإصرار جِيمين علىٰ الذَّهَابِ إلىٰ شقَّةِ الصّحفِيَّة غيرَ أنَّهُ يَتَمَنَّىٰ لَو كَان ذلكَ بإذنِها،
أَصبَحَ الآنَ يَملِكُ فِكرةً علىٰ الأقلِّ عن مَا يَدُورُ بالعالمِ من وِجهَةِ نظَرِ شخصٍ غيرهِ و غيرِ أعضاء فِرقَتِه،
مِن وِجهَةِ نظرِ شخصٍ باتَ تيهيونغ يعتبرهُ عبقَريًّا،
صاحبُ الرسائِل،
هل هِيَ الصّحفِيَّة ؟ أم خاطِفُها ؟

لا يَهمُّه هذا الأمرُ بِقَدرِ مَا يَهُمُّه هَدَفُ هَذِه الرّسائِل، ما كَانَ أسفَلَ البلاطَةِ ضربٌ من خَيالٍ بَعيِدِ الإيمَـان.

" خُذُوا بَقِيَّةَ اليَومِ راحة،
سَيُوَافيِكُم الطاقَمُ بِأيِّ مُستَجَدَّات،
انتَهىٰ اجتِماعُ اليوم. "

حَمَلَ المُتَحَدِّثُ وثَائِقًا كانت أمَامهُ ثُمَّ انطَلَقَ مُغَادِرًا القاعة.
تَنَهَّد السَّبعةُ المُتوَاجدون في القاعةِ مِن صَمِيمهم جميعهم غيرَ شارِدِ الذِّهن،
ثُّم استَرخوا فِي أماكِنِهم ينقُلونَ أعيُنَهم بينَ زوَايا القاعة.

حتى تحرَّكَ هوسوك أخيرًا بدون أن يلفتَ الانتِباه مُقتَرِبًا مِن جِيمين مُغمَضِ العينَين :

" متَى وَصَلتَ إلىٰ المبنىٰ ؟ "

سألَ هوسوك جارَه بِهَمسٍ،
لم يُغَيِّر الآخرُ وَضعيته وَ لَم يَكُن يَجرؤُ على تحريكِ جسَدِه المُرهق :

" البارحة "

نَبَسَ بِدُون توضيحٍ، ليَتَّكِئ السائلُ على كرسيِّه كوضعيَّةِ استِعدادٍ قبلَ أن يردّ :

" تَقصِدُ فجرَ اليوم. "

فتَح جيمين عينيهِ ببطئٍ لِيُلقي نظرةً علىٰ تيهيونغ الجالس قبالته تَفصِلُهُما طاوِلة،
كانَ تيهيونغ يُحَدِّقُ فِي الفَرَاغِ بِعُمقٍ طيلةَ الثلاثِ ساعاتِ الماضيَة، و مَازَالَ إلىٰ الآن.