كان تايهيونغ هو الذي عرض الزواج،لذا إن كان عليه أن يتحمل أحدهم مسؤولية فشل زواجه،فهو اول من يلام ولو قليلا......مع أن جونقكوك هو المسؤول الأكبر عن ذلك. فهو لم يحبه، لكنه وافق على الزواج به لأسباب عرف مسبقا انها خاطئة تماما.
عندما كان يجب زملائه أن زواجه لم يدم سوى ستة أشهر، كانوا يسألونه متعجبين إن كان دافعه للزواج هم رغبته في عرس و ارتداء البذلت ، فكان يجيبهم نافيا ببرود و يقول إنه كان يرغب به فقط.
تلك الأفكار كانت تساوره كلما فتح درج مكتبه و رأى ذلك المغلف الرسمي الطابع، فيتصور يحدق إليه معنفا. لكن هذا هراء، طبعا! فكيف بامكان مغلف أن يعنف؟ و مع ذلك، كان يشعر بالراحة عندما يعود فيصفق الدرج.
وصله المغلف مع رسول منذ عشرة أيام، فوضع توقيعه و استلمه، ضنا منه بأنه يتعلق بالعمل. لكن عندما نضر إليه وجد عليه طابع جزيرة جيجو و ميز الخط.
كان خطه، فخاف أن يفتحه خاف لأنه علم في أعماقه أنه يحتوي على أوراق الطلاق لم يكن الفتى العامل الناجح كيم تايهيونغ يخاف شيئا أو أحدا.... اخذ يسخر من نفسه،لكنه بحاجة إلى دراسة الأمر.لذا، سيأخذ معه إلى البيت الليلة، و يستعد ليواجه مصيره.
سأله روبرت و هو يمر بمكتبه:"اترغب في تناول شراب بعد العمل يا تايهيونغ"؟
اجاب دون أن ينظر إليه:"اسف يا روبرت لا استطيع!لدي رزمة من الأوراق علي أن انهيها".
-غدا اذن؟
و رن الهاتف على مكتبه، فرفع السماعة و هو ينظر إلى الساعة في يده، لا سيما أن اجتماعا هاما ينتظره بعد عشر دقائق.
-(شركة ريتشموند الاعلان). كيم تايهيونغ يتحدث، هل من خدمة؟
-يمكنك أن تخدمني بتوقيع الأوراق اللعينة التي ارسلتها لك!!
كان ذلك الصوت البارد صوت زوجه البعيد، كوري اللهجة فطغى على كل الضجيج الناجم عن العمل في المكتب و عن رنين التليفونات، و الناس و حركة السير في الخارج......كل ذلك اختفى و كأنما بسحر ساحر، حتى لم يعد يسمع سوى صوته و صوت جونقكوك على الخط.
و عندما لم يجب قال محذرا بهدوء:"تايهيونغ!لا تتجرء على إقفال الخط في وجهي".
لم تراوده هذه الفكرة من قبل. لكنه عندها شعر برغبة قوية في القيام بذلك. غير أنه تمالك أعصابه ، و كأنه لم يمر اثنا عشر شهرا منذ تماما لآخر مرة .....أو كان صوته لا يعني له شيئا:
-انا مشغول، يا جونقكوك.
فقال بغرور :"نعم، انا ايضا، لماذا لم توقع الأوراق؟"
-لم اقراها بشكل كاف.
لم يكن تاي يكذب، اذ كان يتخيل الحرارة تنبعث من الدرج حيث الاوراق التي لم تلمس و لم تقرأ بعد.
-هل تتعمد الغباء؟
-لا!!
-انت تخدعني.
-لا احد يمكنه أن يخدعك، يا جونقكوك !! هل نسيت انك معصوم من الخطأ؟
مرت لحظة صمت، فتمنى لو أنه لم يقل شيئا. ما الفائدة من الشجار؟فهو أن يؤول إلى نتيجة كالعادة! ربما كان على حق، و لعله هو من يتعمد الغباء،فلقظ ادرك،منذ اللحظة التي رأى فيها المغلف،انه يحتوي على أوراق الطلاق. لكنه لم يفتحه. وكان ذلك خطأ منه.كان عليه أن يوقعها ، ثم يخرج جونقكوك نهائيا من حياته... ألم يحن الوقت لاتخاذ الإجراءات، و قد مضى عام على انفصالهما؟؟
-اسمع جونغكوك انا......
فقال إزاء لهجته الودودة:"متى ينتهي عملك؟؟"
فقطب حاجبيه:"ماذا؟"
و ما الهدف من سؤاله؟فجونغكوك في كوريا و هو في لندن اتراه يريد أن يرسل إليه مكاتبة بالفاكس؟؟ فأجاب:"حسنا عند الخامسة و النصف"
- سأمر بالمكتب لاصطحبك فلا تتاخر....حسنا!!!
-جونغكوك انااا...
لكنه اقفل الخط و تملكه الذعر فازداد توترا جونغكوك هنا في لندن! و شعر بالغثيان من التوتر لا يستطيع أن يراه فهاذا ما لا طاقة له عليه.
ربما بإمكانه اخبار الجميع أنه مريض و الذهاب الى البيت و إقفال الباب و سحب شريط الهاتف من المقلي.
-هل انت بخير تايهيونغ ؟؟؟
صوت تناهى الى مسمعه و كأنه قادم من بعيد و عاد ليقول ساخرا:"اليقضة! اليقضة يا تايهيونغ!لديك اجتماع بعد خمس دقائق الا تريد الذهاب اليه؟"
و رفع رأسه ليرى مين جيمين هو كوري الأصل مثله و هو شاب في حوالي الخامسة و العشرين قصير القامة حسن المنظر متزوج من مين يونغي و هو صديق تايهيونغ المفضل و صندوق أسراره
-ما بك تايهونغ هل انت بخير؟؟
-لقد أتى يا جيمين....
لم يحتج جيمين للتفكير كثيرا فهو عرف من يقصد
-هل ستقابله؟؟؟
-نعم فانا لا استطيع التهرب كثيرا اضن أن الوقت حان لإنهاء كل شيئ
-فقط كن بخير..