استطاعَ

564 78 52
                                    

استغفر الله العَظيم و أتوبُ إليهِ.

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
''''''''''''''''''''

" وداعًا يا حمقـى، أعلمُ بِأنّكم سَتفتقدون وسامتي التي تمدكم بالحياةِ، و لكن لأجلِي اصمدوا .. حسنًا ؟ " .

سادتْ ثوانٍ مِن الصمتِ انشغلَ فيها أولئك السِتة المُتكدسين في تلك السيارة التي كادت تصرخُ طالبةً الرَحمة مِنهم بِمُطالعة الذي تحدثَ مُرسلًا لهم قُبلات الحياة كما يسميها هو، و نظراتُهم المُستنكرة مِن كلماته المُعتادة تُطلق عليه من جميع الجِهاتِ بينما هو يَكتمُ ضَحكاته بصعوبةٍ مِن مظهرِ وجوهـهُم، تنهدَ أحدهم بصوت مسموع ليتحدثَ بنبرة مُتململةٍ " شغّل المحرك هذا چيهوب، و دعنا نرحلُ قبل أن يتمّ إرتكاب جريمة تُزيدُ من بشاعتهِ " .

" هيّا يُونغي .. لا تَكُن كاذبًا، أستطيع رُؤية كم أنا وسيم في عينيكَ " .

" لِهذا أُبقيها دائمًا مُغلقة عند رُؤيتكَ " .

بعد دَقائق من الحديثِ مع أصدقائه، و قد تعالت ضحكاتهم بسببِ حركاته و نِكاته ترجلَ من سيارة صديقه،ِ ليُلوحَ لَهم بإبتسامة واسعة حتّى اختفَ أثرهم تمامًا.

و هُنا ....

سمحَ لِنفسهِ بإزالةِ قناعه المُهترِئ لكثرة إرتداءه لَهُ، تدريجيًا بدأتْ إبتسامته التي كانت سببًا في إزهاق أرواح كثيرٍ من الفتياتِ بالتلاشي تزامنًا مع سيرهِ ناحية وجهةٍ لا طالما مقتها، توقفَ لِهُنيهة قُرب منزلٍ كان يصرخُ بالفخامة و الثراء، عاينه بعينين حملتْ القليلِ من الحُزنِ قبل أن يهز رَأسه للجانبين مُشكلًا إبتسامة سَاخرة علـى شفتيهِ ليهمسَ " و هذا هو منزلي الوهمي، لا بَأس إنها مُجرد كِذبة صَغيرة لَنْ تضرَ أحدًا سِوايَّ ".

لِسنينٍ اضطر فيها للكذبِ على أصدقائهِ -الأثرياء- حتّى لا ينظروا لَه بِدونية و إحتقار كونه أقل منهم، فادعى بأنّ هذا المنزل هو منزلهـم ... ماذا عساه يفعلُ و هو يراهم يتحدثون عن فخامة بيوتهم بل قصورهم و رحلاتهم لبلادِ العالم أجمع ؟!، أيخبرُهم بأنَّه يَعيشُ في أحد أحياء بُوسان الفقيرة و التي تُعرف ببشاعتها و قذارتها؟.

أخرجَ تنهيدةً عميقةً علّها تُخفف ما يُثقلُ صَدره، لِيُكمل سيره لداخلِ أحد الأزقةِ الضيقةِ المُمتلِئة بِقُمامةِ الأغنياءِ، بخطوات مُبعثرة غير مُتزنة مشى بين القذارة و السُكارى بينما يَضعُ يده على أنفهِ و فمه، و لولا كونه يحتاجُ عينيه للرُؤية لغطى وجهه بأكملهِ في ذاك الزُقاق البَشع، بعد مُعاناةٍ وصلَ لنهايته و التي هي الحي الذي يَسكنُ فيهِ.

مَا وراء الجَمالِ || كِيم سُوكچينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن