١

154 0 0
                                    

اخطو خطا متكاسلة و متعبة بجسد هزيل و طفولة مرهقة نحو بيتنا العتيق المشترك و اقصد ببيتنا انا و امي...
ادخل مباشرة اذيع عودتي تستقبلني والدتي بوجهها الشاحب و شبح الابتسامة على شفتيها المزرقتين
اطالع باسى ملابسها القديمة: فستان احسن ما قيل فيه خرقة قميرمونيلية تظهر ساقيها النحيفتين و حذاء ممزق من عهد الديناصورات كما صورته مخيلتي الطفولية انذاك
اجل.. حدث ذلك في زمن بعيد يوم كنت بنتا ذات الثامنة ربيعا ... او اقول ذات الثمانية جحيما
اجل الجحيم هو الكلمة الانسب و الاولى باخذ المنصب الفرقة في حياتنا الجهنمية التي سخرت ساعدي والدتي النحيفين و في رفع صناديق السوق و قدميها النحيفين ليجوبا عبر المحلات
و جحيم كلفني السير لكلومترات و ساعات طويلة نحو مدرسة علمتني كل انواع التمييز و العنصرية و التي... بالطبع... مورست ضدي
اضافة لشعور النقص و الاحساس بالنسبة الخذلان و... الغيرة في كل حين ارتماء، زملائي او اعدائي في الصف، في حضن والديهم
و نظرات الاستهزاء التي يرموني بها اضافة لجين الطريق الصحراوي الذي اعتبره حين يمرون بقربي بالحافلة او سيارتهم الخاصة
انا بالفعل لا املك المال لارتياد مدرسة قريبة و لا حتى لركوب الحافلة انا حتى لم املك المال لاقتناء حقيبة
كتبي؟ اضعها في كيس.. اسعد كلما غيرته... و لطالما تمزق اما في الفسحة، طريق العودة... او حتى قبل وصولي لصف الحسناء النارية لا تستغربو هذا لقب اطلقه على استاذتي شابة حسناء و جميلة لكنها تنفعل بسرعة، جادة جدا و غير متفهمة..ابدا
نعود لنقطة البداية...
اين توقفت اين؟ ااه تذكرت
قابلتني امي بشبح ابتسامة و وجه مصفر و عيون تلمع حزنا لا يخفى على فتاة دقيقة الملاحظة مثلي
انا بالفعل استطيع فهم عيونها اكثر من الرياضيات التي اتميز فيها.. لا يهم الان...
اتدرون ما حملته نظرات امي ايضا انها نظرات فضول و تساؤل
هذا ليس غريبا بل متوقعا
كنت متيقنةمن موقفها هذا بعد ان اقمت حربا البارحة لكي اقنعه اني ما عدت اريد مزاولة التعلم اريد التوقف و المكوث في البيت لمساعدتها
لكن ما تلقيته منها هو النهر و الغضب على قراري الغبي
قائلة: يا لغبائك يا بنت عبد الله ستصيبينني بجلطة من اين تاتيك هذه الافكار و انتي بهذا العمر ال.....
و استمرت في عتاب بينما انا تذكرت تلك اللحظات التي...
#عودة_في_الزمن
...: يا ابنة رنا الحمالة.. مكانك في السوق مع والدتك و ليس هنا
نظرت اليه بنظرات نارية, هذا الفتى اااه كم امقته لا ينفك عن ازعاجي انه ولد كبيير في الحادي عشر من عمره ااخبرتكم انه كبير و قوي لطالما ساعد في حمل كراسينا الملونة و اوراق الاستاذة و كتبها و هي لطالما ابتسمت له و شكرته
انه من الصف الثالث
...: لا تزعج نفسك مع حثالة مثلها يا عُزَيْر و انتي يا بنت انصحك بالبقاء في البيت و تولي واجباته او ان تهبي لمساعدة والدتك في مزرعتكم الصغيرة تلك
هربت اليها لاقطع سيل كلماتها الجارحة و اعاتبها بطريقتي العدوانية التي اعرف بها شد الشعر تعاركت معها بشدة و جررتها حول المدرسة كنوع من الاذلال لزكية ابنة مختار البلدة القريبة من هنا
و لا اعكف عن ذكر تلك الايادي التي رسمت خرائط على يدي المكشوفتين، حتى في صقيع هذا الشتاء البارد، لتخليصها مني
و و انتهى الامر بين معاقبة في حجز 7 ساعات بعد المدرسة
سرت قشعريرة في جسدي الهزيل ظاهرة للعيان حين تلقيَّ العقاب و توسلتهم الغائه فلا احد يعرف ما شدة رعب الطريق المؤدي للبيت فماذا عن عبورها ليلا

لكن...
لا حياة لمن تنادي
مرت الساعات كالدهر
قررت خلالها المكوث في المدرسة و ترجيت الحسناء لمهاتفة والدتي و اعلامها فلبت رغم شعوري بالخوف و الوحدة الا اني كنت سعيدة لان والدتي ستنعم بالحساء لوحدها فلطالما تخلت عنه لي
بالطبع اوهمتها عبر الهاتف اني شبعة و اخترقت بضعة اعذار كاذبة
خلال تلك الليلة فكرت في حديث زكية و عزير و اقتنعت بالفكرة ف طرحتها على والدتي و حصل ما كان...
اظنكم استغربتم غياب ابي لقد مات بعد ان سقط في بئر القرية
اخالكم الٱن ترفعون حاجبا و تنزلون الثاني علامة استنكار
ربما لغرابة طريقة موت طريقي
ام لبرودي
حسنا سابرر
موت والدي ليس امرا غريبا في نهاية المطاف هو كان احمقا طيلة حياته
اما برودي فلأنه لم يكن مهما لي يوما و ثانيا لانه لوث ماء البئر بجثته مما تطلب من اهل قريتي النائية هذه قطع مسافة طويلة نحو التل البعيد او النهرللحصول على الماء
ايه.. لقد نسيت ذكر اسمي انا.. رحمة

رحمة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن