متى تكتمل فرحتنا

2_ صداقات و عداوات جديدة

اقترب عصام و قال بصوت لم يسمعه إلاّ أسامة مشيراً أمامه : لماذا هذا هنا أليس أصغر سناً منّا؟

أسامة : من هو؟ رؤيتي محجوبة بسبب تجمع الطلاب.

عصام:إنه معتز.

سمعه معتز و اقترب منهما ثم قال بنبرة تأكيد و ابتسامة غيرمفهومة على وجهه : نعم أنا معتز.

كاد أسامة أن يتحدث ولكن ما أوقفه هو دخول الأستاذ و إلقائه التحية على الطلاب و أتبع تحيته بقوله : كل طالب يجلس في مقعده و إن كنت ضيفا على فصلنا فارحل لأننا نريد بدء حصتنا الأولى *قالها و هو ينظر إلى معتز*

حاول معتز تجاهل نظرات الأستاذ و لكن شعوراً ما بداخله لم يسمح له بذلك، فقال باللغة الإسبانية بصوت مسموع : ألم يخبرك المدير أنني سألتحق بهذه المرحلة الدراسية لهذا العام؟

الأستاذ : ماذا تقول؟

ابتسم معتز ابتسامة نصر صغيرة ثم اخفاها وقال : حسب معلوماتي أنت هو الأستاذ المسؤول عن هذا الفصل فتوقعت أن المدير أخبرك مسبقا عني.

قال أحدهم من الخلف :أستاذ! إن معتز يحب التفاخر بأنه يستطيع التكلم بلغة أنت لا تفهمها.

وجّه معتز نظره لمن تكلم و نظر له ثم أعاد نظره للأستاذ و قال : أستاذ إنها عادة لدي فالجمل تخرج من فمي بلغات أخرى كلما بدأت بالكلام، ولكن سأحاول أن أتكلم بالعربية فقط مع علمي بأن هذا سيقلل من تحدثي معكم.

الأستاذ : سوف نخوض هذا النقاش لاحقا.... هيا فلنبدأ هذه الحصة.

على الرغم من أنه يجهل السبب إلا أن عصام قد اعجب بموقف معتز في قرارة نفسه.

........

[علي]

لطالما كنت راضيا عن حياتي و مقتنعا بأن هذا هو القدر الأكبر من السعادة الذي سأكون قادراً على نيله ،

ولكن هناك اشخاص مثيرين للفضول ولا يقبلون الا بما يرضي قلوبهم يسعون دائما للمزيد و يدفعون بكل من حولهم صوب الهدف نفسه ،لقد أصبح تواجدهم حولي مألوفاً و قد اصبحت معتاداً على صخبهم بعد ما أعتدت العزلة،

حسنا أعترف نجحوا في ذلك ، فأنا الآن أسعى إلى ذات الهدف، و لا أنكر أن كل منهم جذب انتباهي بطريقته الخاصة، فكلام معتز مع الأستاذ يشعرني وكأنه قد أخذ وقتاً للتخطيط لأقوال مخالفة للحقيقة التي تدور في باله ،،

إن الوقت يمر بسرعة فها هي حصة تلو الأخرى تنتهي دون أن أشعر بذلك، يجب أن أنتقل من هذا الفصل فكل ما أفعله هو مراقبة أفعالهم كالتي يفعلها أسامة الآن فنظراته للأستاذ و هو يشرح تعطي انطباع أنه في أعلى حالات تركيزه ،