وصية رسول الله في تهذيب السلوك

6 0 0
                                    

إن هذا اليوم هو يوم السبت أي يوم حبيب الله محمد (ص) ويستحب نصرته في هذا اليوم من خلال نشر أقواله أو سيرته أو غير ذلك.

قال النبي (صلى الله عليه وآله) الا أدلكم على أبخل الناس وأكسل الناس وأسرق الناس وأعجز الناس وأجفى الناس؟

  إن ابخل الناس من مر على مسلم ولم يسلم عليه.

  واكسل الناس صحيح الجسم وفارغا من العمل و ﻻ تتحرك شفتاه ولسانه بذكر الله.

  واسرق الناس من يسرق في صلاته فتلف كما يلف الثوب.

  واعجز الناس من عجز عن الدعاء لله تعالى.

  وأجفى الناس من ذكرت عنده ولم يصلي علي.

  أﻻ وأن أكل الحرام مع العبادة كالبناء على الرمل.

 صدق رسول الله ( صلى الله عليه و إله و سلم ).

تمعن:
يتمعن الإنسان في أقوال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيرى فيها السلوك المتكامل والحياة المليئة بالود  والمفعمة بالحنان ذلك لأن قوله تعالى الذي يقول في كتابه المنزل:

  {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

  نعم يريد للبشرية أن تنعم بظلال الإسلام فيقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ):
المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

  فالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يستعرض من صفات ذميمة يريد للمسلم أن  يرتفع عنها لأنها لا تليق به.

فيقول ( صلى الله عليه وآله وسلم )

  (( من ابخل الناس من مر على أخيه المسلم ولم يسلم عليه)) حيث أن السلام على الآخرين علاقة الإسلام و كلام الله تعالى  يلفظ الإنسان  محليا به الإنسان الآخر علاقة الأعتزاز والأخوة والمحبة.

  و ينتقل فيقول (( والكسل الناس صحيح الجسم الفارغ وﻻ يحرك شفتيه ولسانه بذكر الله ))

  جلت آلاء الله و نعمه أنعم بالصحة وأنعم بالفراغ والإنسان في كامل نشاطه وقواه إذا لم يستعرض ذكر الله {بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}

 أليس ذلك تقصير و كسل.

  وينتقل لثالثة و يقول (( ومن اسرق الناس من سرق في صلاته )) وكيف تكون السرقة في الصلاة ؟ و هل هي شيء مادي ؟
نعم ( السرقة بأداء الصلاة بشكل ﻻ يرضي الله وﻻ يقرب منه وانت تعلم أن الصلاة قربان كل تقي فكيف يتقرب الإنسان لله تعالى).

  ويقول (( واعجز الناس من عجز عن الدعاء )) فالدعاء منفذ وعفو عام  ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ).

  ومع هذا لا أدعو الله في أمري وأنا كلي نقص وكلي حاجة وباقة إلى الله تعالى فكيف يكون العجز بعد هذا ؟

  ويقول (( صلى الله عليه وآله وسلم )) (( ومن اجفى الناس من ذكرت عنده ولم يصلي علي )) نعم لأن الله تعالى من لطفه أعطى صلاحية الصلاة على ( النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) للملائكة من بعد ذلك للمؤمنين فالذي يصلي على النبي هو ذلك المؤمن وقال النبي: " من صلى علي مرة لم يبق من ذنوبه وﻻذرة " الصلاة على النبي تطرد الشيطان وقالى (صلى الله عليه وآله وسلم ): " إذا كان يوم القيامة وزلت قدم المؤمن تثبت الثانية في الصلاة على محمد وآل محمد " اللهم صل على محمد وآل محمد.

  ثم قال: من صلى علي غرست له شجرة في الجنة.

  قال أحد الصحابة يا رسول الله: ما أكثر الشجر في الجنة ؟
فقال: نعم ولكن تحرقوه باعمالكم  لذا قال رسول الله (( صلى الله عليه وآله وسلم)):

  (( أكل الحرام مع العبادة كالبناء على الرمل )) لأن الصلاة على محمد وآل محمد غرس ولكنه يحرق بالأعمال الغير المرضية والبناء ينهار لأن أساسه على الرمل فالصلاة على محمد وآل محمد بشروطها المرضية أصلي على محمد وآل محمد  واغتصاب أخي المؤمن أصلي وأكذب أصلي وأعتدي كل هذا و أمثاله منافي لصلاة على محمد وآل محمد إذ يجب أن تكون نابعة من قلب المؤمن المفعم بحب آل بيت محمد (عليهم السلام ).

المصدر: العتبة الحسينية المقدسة

مقتطفات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن