الفصل الأول

5.7K 63 8
                                    

"وتحررتُ مِن قيودي"، الفصل الأول:

ما هذه الغرفة؟...لا أرى شيئًا!

هل هي مظلمة؟ أم أنا كفيفة؟

أدركتُ أنني مبصرة حينما رأيتُ خطًا مستقيمًا للضوء يبدد ظلام الغرفة قليلًا.

أخذت أتحسس الأشياء من حولي بحذر، أريد أن أعرف أين أنا..وما الفائدة من وجودي في هذه الغرفة؟

انعقد حاجبايَ الرفيعان باستغراب حينما أدركت أنني لا أستطيع لَمْس أي شيء.. بل لا أستطيع تحريك يديّ أو قدميَّ من الأساس؛ لأنني ببساطة...مقيدة!

سمعتُ صوت سير أقدام في الغرفة تتجه نحوي، فاتسعت حدقتا عيني برعب، ألستُ وحدي في الغرفة؟!

ظللتُ أطلب النجدة علّ هذا الكائن الموجود معي يستجيب لندائي ويحرر قيودي، فلم يكن هناك إجابة سوى الصمت التام.

ألجمت الصدمة لساني حينما صفعني ذلك الكائن على وجهي...أخذت أحاول الصراخ بأعلى صوتي لينجدني أحدهم...ولكن صوتي لم يخرج من بين شفتيّ وكأن لساني مقيدًا هو الآخر!

ظللت أحاول بكل قوتي أن أقطع ذلك الحبل الذي يقيدني، كلما كنت أحاول كنتُ أتألم، وكلما كنت أقترب من التحرر كان الألم يزداد في جسدي كله، لم أعد أستطيع المقاومة، فانهارت قواي.

ظلت الأسئلة تطاردني في مخيلتي...هل سأقوى على التحرر من تلك القيود؟!

أم سأظل أسيرتها إلى الأبد؟!

بدأت الغرفة تختفي من حولي رويدًا رويدًا،والضوء يداعب جفنيّ، وظهر لي وجه (سيد) زوجي الذي أيقظني من أحلامي وهو يصيح بي:

-أين الإفطار يا (نِعمة) لقد تأخرت على موعد العمل في الشركة،

أما زلتِ نائمة إلى الآن؟ ما كل هذا العبث بربك؟!

نهضتُ من فراشي البسيط مسرعة، وأنا أقول:

-أمهلني خمس دقائق وسيكون كل شيء جاهز.

وقفتُ في المطبخ على عجالة من أمري، أحضر له الخبز وما توفر لدينا من أنواع الجُبن، وما إن انتهيت حتى قال (علي) -ابني الأكبر ذو العشر سنوات- وهو يمد ذراعه إليَّ:

-أمي...هلَّا ساعدتيني في إغلاق أزرار القميص من فضلك؟ ولكن بسرعة؛ فأبي غاضب للغاية.

انحنيتُ لمستوى قامته الصغيرة، وقلتُ وأنا أمسد على شعره:

-بالطبع يا قُرَّة عَيْنِي.

أنهيتُ إغلاق أزرار القميص، فأسرع (علي) بمغادرة المطبخ ليكمل ارتداء ملابسه استعدادًا للذهاب إلى المدرسة.

بعد مرور نصف ساعة.....

هدأ البيت تمامًا بعد خروج زوجي لعمله، وأبنائي لمدارسهم.

وتحررت من قيودي... للكاتبة مريم عمرو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن