وتحررتُ مِن قيودي، الفصل الثاني:
استيقظتُ مبكرًا جدًا...كنتُ مفعمة بالحماس، قمتُ بتحضير الإفطار سريعًا لهم، ثم جهزتُ حقيبة صغيرة بها ملابسي، وتركت رسالة لـ(سيد) أخبره فيها أنني سأذهب لأمي كما اتفقنا.
***
بالطبع أنت تتخيل كيف ستكون ردة فعل أمي حينما ترى بيدي حقيبة ملابس، استغرق الأمر مني وقتًا طويلًا لأقوم بتهدئة الموقف، وأفهمتها كل شيء، وما كان منها إلا أن قالت:
-أي هدنة التي تتحدثين عنها يا (نعمة)؟ أجننتِ؟ أم أنكِ تعتقدين أنكِ تلعبين معه؟ وماذا عن أبناءك؟ وماذا عنكِ أنتِ؟ كيف تركتيه هكذا؟
اسمعي يا (نعمة)...إن فعلتِ كما فعلت ابنة خالتكِ المعتوهة والله إن ردة فعلي لن تروق لكِ أبدًا، (يسرا) انفصلت عن زوجها لأنه ضربها مرة واثنين، وما المشكلة؟ أهذا هو السبب الذي هدمت من أجله حياتها؟! أنتن الاثنتين لا تدركان شيء على الإطلاق، إن فعلتْ هي ذلك ولم تجد من يمنعها...أنا سأمنعك بكل ما أوتيت بقوة.
سمعتُ كلماتها كلها، وانتظرتُ إلى أن تنهي كل ما بجعبتها، لوهلة...كنتُ أرى أنها على صواب، ولكن جزء من عقلي كان يرفض كل ما تقوله بشدة، كيف من الممكن تقبل المرأة بوضع كهذا..كيف تقبل الإهانة والضرب من زوجها؟
ابتسمتُ بسخرية حينما تذكرتُ أنني أنا المرأة التي قبلت بوضع كهذا، وتقبلتُ تطاول (سيد) عليَّ أكثر من مرة حينما تشاجرنا من قبل فقابل هذا بصفعي ، وتلك المرة التي طلبت منه بعض النقود لآتي بأغراض المنزل فجذبني من خصلات شعري مبررًا فعلته بأنني أحمله ما لا يطيق.
نفضتُ عن رأسي كل تلك الذكريات الأليمة، وتنهدتُ براحة حينما استرجعتُ ما قاله ليلة أمس، وجزء كبير مني سعيد لاعترافه بخطئه، تنهدتُ بقوة وقلتُ لأمي:
-لا تقلقي يا أمي، لن تصل الأمور إلى طلاق إن شاء الله، إذا سمحتِ لي...سأجلس معكِ إلى يوم الخميس، وبعدها سأعود للمنزل.
أسرعتْ تقول:
-ولماذا الخميس بالذات؟
فأجبتُ بنبرة هادئة:
-أعتقد من يوم الأحد إلى الخميس مدة كافية جدًا للتفكير.
ضربتْ كفًا بكف وتركتني، بينما أسرعتُ أهاتف (يسرا) التي كادت تنفجر من فضولها لمعرفة ما حدث، لكني أخبرتها أن تأتِ إلى بيت أمي الليلة، فوعدتني أن تأتي بعد المغرب، أنهيتُ الاتصال، وجلستُ أفكر جيدًا فيما يجب عليّ فعله فيما هو قادم.
***
-شيء غريب!
لم أتوقع أن يرفع (سيد) الراية البيضاء بهذه السرعة.
قالتها (يسرا) ونحن جالستان في صالة البيت، فأسرعتُ أقول:
-ولا أنا، لكني سعيدة أنه اعترف بخطئه.
أنت تقرأ
وتحررت من قيودي... للكاتبة مريم عمرو
Romantikجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس ما هذه الغرفة؟...لا أرى شيئًا! هل هي مظلمة؟ أم أنا كفيفة؟ أدركتُ أنني مبصرة حينما رأيتُ خطًا مستقيمًا للضوء يبدد ظلام الغرفة قليلًا. أخذت أتحسس الأشياء من حولي بحذر، أريد أن أعرف أين أنا..وما الفا...