- حادثة صادمة -

158 7 0
                                    

جاء اليوم الثانى وقد تعالت صرخات وضجيج فى الفندق.. أسرعنا نحو مصدر الصوت إذ به غرفه الفتيات اللاتى معنا بالرحلة، و" وينى " قد أغمي عليها .

"أسرع أسرع أنها تنزف كثيراً دعنا لا نفقدها" قالها أحد المسعفين، ونحن واقفين لا نتحرك ولا نتلفظ بأية كلمة من هول المنظر، فالغرفة مضطربة قليلاً، والزجاج منكسر، وهناك الكثير من بقع الدم السائلة على الأرض، ولاندرى ما يحدث .

توجهنا سريعاً إلى المشفى حيث قيل لنا أنها تمر بحالة خطرة فقد مزقت شرايينها وفقدت الكثير من الدماء ولكنها ستكون بخير عما قريب، ثم جلسنا وصديقتها "نيلدا" تروى لنا ماذا حدث؟ .

نيلد:"لقد مرت "وينى" بالكثير من الصدمات منذ قتل والدتها على يد والدها إثر مشكلة ما.. تعرضت للكثير من الضغوطات النفسية والإجتماعية وكان آخرها حبيبها الأحمق التى إكتشفت ليلة الأمس أنه يخونها مع أخرى، فقد هاجت كالمتوحشة تمزق وتكسر كل ما يأتى أمامها.. لم أكن أعرفها إلا عن طريق حديثنا معاً فى اليوم الماضى" .

ساد الحزن العام بين الجميع، فالجميع يترقب بتوتر تارة ويسكن تارة أخرى فما كان منا إلا أن يروى الجميع قصته التى تزيد الطين بلة .فكنت أولهم:"أحتاج المال، الببت، الزوجة، وأحتاج ذلك الصديق الأحمق الذى يلازمنى فى سعادتى وحزنى، وجدت نفسى مغشيا عليه فى طريق العمل، كل شىء يسير بالمال.. ولا أتحرك .

فكرت فى منتهى مستقبلى المظلم لأجدنى وحيدا بلا شريك، فكرت فى أشياء كثيرة منها الجيد والسيء منها السعيد والحزين، لأصطدم فى جدار الواقع المليء بالكثير من خيبات الأمل، لم ينتهى الأمر بعد حتى فكرت بالإنتحار .

فقط هو سم أتناوله أو سقوط من أعلى مبنى أو مقصلة تأخذ روحى، لكن السم غالٍ فلا أستطيع شراءه والسقوط من الأعلى لم يكن الحل الأمثل فأنا أخاف المرتفعات، أما المقصلة فمن يدفع ذلك الكرسى من تحتى حتى أتعلق بحبالها، كلما فكرت بالموت تتملكنى تلك الحجج التى بها أصنع هروبا من الموت" .

تابع كيفين الحديث قائلاً: "أما أنا فربما تعجبون من قصتى فقد أصابنى الضعف وفكرت كثيراً بالإنتحار رغم صغر سنى ورغم اننى من عائلة غنية، إلا أن السبب الحقيقى وراء ذلك هو اننى شره لممارسة الجنس وللإباحية، قد تسبب الحرمان العاطفى لدي لسنوات، بالإضافة إلى تعلقى بالإنترنت المليء بتلك المواقع فى أننى لم أعد أستمتع كالسابق فى حياتى العملية والعلمية والنفسية وغيرها، لم أكن أتوقع أن "كيفن" ذلك الفتى المرح يصل لحالة الإنعزال، لم أكن أتوقع أن لتلك الأفعال أضرار جسيمة حينما تغرق فى بحرها فهى تجرك شيئاً فشيئا حتى تهلكك، فكرت كثيراً فى الإنتحار فقد سطا الإكتئاب والحزن على حياتى" .

وقال مارك:"أنا رجل مشوش العقل فبداخلى الكثير والكثير من الأفكار، لا أدرى أيهما أريد أن أضعها حيذ التنفيذ، منذ صغرى والجميع يظننى مجرد فاشل ليس له قيمة، تعرضت للكثير من خيبات الأمل حتى بدأت بالتراجع عن أهم أمور حياتى، نعم أخاف حتى أننى أخاف من أن أخطوا خطوة واحدة إلى الأمام ، هكذا تربيت على فقدان الثقة بنفسى فأبواى دائما ما يعنفانى، ساءت حياتى فلا أستطيع العمل أو أن تكون لى حبيبة حتى اننى خسرت الكثير من أصدقائى" .

رحلة البؤساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن