عِمت مساءً أيها العالم , لا نريدُ أن يتذكرونا
عِدنا أن نحتفظ نحن فقط بأسمائنا التي لم نخترها
لينسونا و لنذكُرنا
.
.
.
1940
( كاسترو )
" هل أنت متأكدٌ من سلامةِ الأطفال؟." سألتُ للمرةِ الخامسةِ على التوالي خلال نصف ساعة حتى ضجِر سائقُ السيارةِ ليوناردو مني " أرجوك ايها العقيد كاسترو لقد أجبتُك بالفعلِ منذُ لحظاتٍ إن لم تكُن تثقُ بي فلما أوكلتَ لي المهمة؟."
كنتُ أجلسُ في الخلفِ بينما شُغل هو بإشعال سجائره فقرّبتُ جسدي للأمامِ لأكون قريباً منهُ وهمست..
" الطفلانِ الأخيران..إنهما أهمُّ من كافةِ الأطفال لو كنا سنخسرهم جميعاً في سبيلهما...فإنني لم أمانع يا ليوناردو لن أمانع."
" نحنُ لن نخسر أحداً لا تشانيول ولا بيكهيون ولا بقيةَ الأطفال ." قال غارقاً في اليقينِ ليلتفتَ نحوي ,
" ولن نخسرَ حياتنا ايها العقيد...لن نفعل ..ليس الآن لقد بدأنا للتو."
أعدتُ جسدي الى الخلفِ بهدوء و سكنت, ولم يسكُن عقلي كما فعلَ جسدي, لم يكُن ليوناردو الرقيبُ الذي يعملُ معي مسكناً لألم أفكاري, حتى و إن حاول تهدئتي كنتُ لن أهدأ على الإطلاقِ فمصير هذا البلدِ يعتمدُ علي.. وما كُنت مؤمناً كل الإيمانِ بنجاتي..
ارتجّت الأرضُ فما عدتُ أميّزُ شيئاً أمامي, كان ارتجاجاً عنيفاً..
" اللعنة!! اللعنة!! فلتخرج من هنا ايها العقيد.." قال لي وكنتُ لا ازالُ غير واعٍ بعد , وكأن رأسي قد رُجّ عوضاً عن السيارة..هتفَ وهو يحاول الإختباء بالسيارةِ في مكانٍ بعيدٍ عن الأنظار..
" هيا!" أمرني حينَ صرنا بعيدينِ بعض الشيء.. لقد التفت بوجهٍ قلقٍ متأكدٍ بأنه سوف يموتُ في غضونِ دقائق.. هزّ رأسهُ وكانت ارتجافةُ شفاههُ أقوى من صمودِه..
" فلتسرع , أخاف ان يهاجموا الميتم القريب من هُنا..فالأطفالُ هناك وهؤلاء الوحوشُ لا يفرقونَ بين معسكرٍ وميتم."
وصفَ لي المكانَ بدقّه , وحينَ دفعتُ البابَ لأخرج
" ايها العقيد كاسترو.." تصنّمت للحظاتٍ و التفت فرأيتهُ يحييني بتحيةٍ عسكرية , كجندي همّ يبدأُ بمهمتهِ العسكرية..
" دي ليوناردو , تشرفت بخدمتك على مدار عشرين عاماً و أنا ذاهبٌ لتأديةِ واجبي على أتمِّ وجه..وداعاً."
YOU ARE READING
Requiem l قداس الموت .
Fanfictionعِمتَ مساءً أيها العالم , لا نريد أن يتذكرونا عِدنا أن نحتفظ نحنُ فقط بأسمائنا التي لم نخترها. لينسونا و لنذكُرنا. - من سألوم ؟ لقد سلبوني حتى حقّ الملامه.