( بيكهيون )
هل تسمع صوتَ قلبي؟.. خُيّل إلي أن ضرباتَ قلبي السريعةِ على مسمعِ كل بشريٍ في هافانا..
" ابتعد عنه."
" من أنت؟."
هل تسألُ تشانيول من هو أيها الغريب؟ إنه العالمُ الذي حُرمت منه.. يالك من جريء , لقد فطنَ العالمُ من هو تشانيول منذُ زمنٍ طويل..إنهُ صوتُ روحي , و مشاعرُ صوتي..إنه لكنتي المميزة..عازفُ الكمانِ الذي سيعرفهُ العالمُ أجمع..
" أنت من يجبُ أن يُسأل هذا السؤال ! "
ثمّ نظر اليّ و ياله من حلوٍ هذا اللقاءُ بعد عامٍ كامل, كنتُ لا أقدرُ على كبحِ ابتسامةِ الرضى , فبالرغمِ من كوني شخصاً نحيلاً لكنني أشعرُ من شدّة ابتسامتي أن وجنتيّ تضغطانِ عينيّ الى الأعلى..
كنتُ أنظُر اليه بنظرةِ الــ أخيراً أتيتُ ايها الغبي.. أخيراً ظهرتَ ثانيةً..ولقد وفّقت في تحقيقِ وعدِك, نظرتُ إليهِ خاسراً و منتصراً في الآنِ ذاته..خسرتُ انني رجّحتُ بأنه كاذبٌ غبيٌ سيغادر مع فرقة أنطونيو الجواله , شقيقِ غابريل الذي لا يختلفُ عنهُ في أسوءِ معاملةٍ على الإطلاق.
و انتصرتُ عندما عاد..
" عن أيِّ نزلٍ كنتما تتحدّثان هل فقدتَ عقلك لتذهب معه؟." عاتبني..إنه أول ما يقولهُ في وجهي للقائنا الأول هذا..
" هل تعرفه ؟." سألني جيوفاني و بسرعةٍ أستفقتُ و خبأتُ ابتسامتي كما جسدي, خبأتُه خلف ظهرِ جيوفاني..
" لا أنا لا اعرفه.." حركتُ يدي مشيراً له بالذهاب..
" ابعده عني ايها السيد جيوفاني..على مايبدو أنه مخمورٌ مغفلٌ قد أخطأني بشخصٍ آخر آه أنا خائفٌ منه.."
فركَ تشانيول جبينهُ وتنهّد بقلةِ صبر..
" بيكهيون.." كان ذلك الأحمقُ يحدّق بتشانيول وكأنهُ يسرقُ شيئاً ثميناً يخصه , ولكنهُ كان السارقَ هنا..فأنا ثمينٌ بالنسبةِ لتشانيول أكثر من ثمني بالنسبةِ له , و أيضاً..شاركتهُ السرقةَ ولكن في شيءٍ آخر..
" هيا ابتعد من هنا انه لا يريد الذهاب معك.."
لقد شُغِل , وتلك كانت فرصتي..لم أعُد ممسكاً بخصره من الخلفِ بل بحثتُ خلسةً عن تلكَ المحفظةِ في جيبِ سترته الباهضة..سحبتها بهدوءٍ ولطف دون أن يلحظني.. فخطوتُ الى الخلفِ وهو لا يزالُ يشتبكُ مع تشانيول كأنّه وضع ملكيتهُ علي, من أجل ليلةٍ واحدةٍ كما يزعم..
" فلتذهب من هنا حسناً؟ إنه من نصيبي هذه الليلة انا لن اهتم إن اخذته في اليومِ التالي فقط لا تقُم بتعكيرِ مزاجي يا صاحب الكمان من فضلك.."
" عن أي فضل تتحدّث؟ أنت لا تملك شيئاً لتفعله معه على أيِّ حال."
تأكدتُ من أنني قد ابتعدتُ بما فيهِ الكفايةِ لأهرب ولكن قبل أن افعل رفعتُ يدي لتشانيول الذي ينظر الي و أشرتُ بإبهامي الى الخف ثم عدتُ و أرسلتُ له علامةٌ بإصبعينِ اتخذتُ من سبابةِ يدي الأخرى قاعدةً لهما , وتلك كانت الإشارةَ لكي ألقاه في قصر الجنرالات , تلك كانت إشاراتنا لبعضنا البعضِ في كلّ مرةٍ نسرقُ فيها شيئاً حين كنا صغاراً.. ونذهب الى ذلك المكانِ الذي نراهُ آمناً..
YOU ARE READING
Requiem l قداس الموت .
Fiksi Penggemarعِمتَ مساءً أيها العالم , لا نريد أن يتذكرونا عِدنا أن نحتفظ نحنُ فقط بأسمائنا التي لم نخترها. لينسونا و لنذكُرنا. - من سألوم ؟ لقد سلبوني حتى حقّ الملامه.