الفصل الأول

88 8 4
                                    

بلاد الثلج هي مسقط رأسي,وقد سميت بذلك الاسم بسبب شدة برودتها في جميع الفصول,عرفت بكونها غنية و بازدهار مواردها ,ان قلت لاجنبي انك تنتمي اليها فلا تستغرب شعوره بالغيرة منك وكانها جنة الأرض,لكن مالم يعرفوه انه سبب ازدهارها هو دماء ابناء نسلي و تضحياتهم حتى لفظو انفاسهم الأخيرة,لا أعلم ان كانت تسمى تضحيات اصلا فالقانون الذي يطبق علينا هو "اعمل حتى الموت او ستعاني انت وعائلتك حتى الموت"لم يكن بقانون يطبق على الجميع لقد كان يطبق على أبناء نسل الطغاة فبلادي تنقسم لنسلين:نسل أبناء الطغاة و نسل أبناء العصاميين فالنسل الاول يعيش في معاناة و فقر و ذل حتى ان أكثرنا حظا هو من يعيش حتا سن الثلاثين فأغلبنا يموت بسبب المجاعة و حرماننا من الخدمات الصحية!! أما النسل الآخر فيعيشون بثراء و ترف انهم يستمتعون بالمال الذي نعمل عليه حتى انهم لا يرونا سوى حشرات ولدنا كي نعمل لا غير...كل هذا باسم العدالة!!

سألت أمي ذات يوم قائلة:لماذا نعيش في فقر و ذل بينما النسل الآخر يتمتعون بكل شيء
فأجابتني:منذ زمن بعيد كانت ارضنا عبارة عن بلادين فكانت بلادنا بها ملك لقب بالطاغي و كان شعبه فاسد و طاغ...أما البلاد الأخرى فكانت مسالمة و قد حدث حرب دموية انتهت بفوز الملك العاصمي... فصرنا ندفع ثمن ما اقترفه اجدادنا بتهمة ان الفساد و الشرف شيء متوارث ...

جلست بمنزلنا المهترئ بقرب أخي الأصغر حسام كي أضمه فهو آخر شيء تبقى لي في هذه الحياة, توفى والدانا اثر اصابتهما باحدى الطلاقات النارية التي كانت من المفترض ان تصيب احد المقاومين.. لم يتكلف الحارس عناء الاعتذار كونه من نسل العصاميين قائلا انهم لم يتبقى من عمرهم الكثير حتى انه لم يكن سوى منقذ لهم من عذاب المرض الذي كاد ان ينال منهما و عزم كونه بطلا انقذ البلاد بردع نسل الطغاة كي يعودو لطاعتهم لقوانين البلاد!!
فبينما كنت احضن اخي الاصغر كي ادفئه من شدة برودة الطقس سمعنا طرقات الباب كنت خائفة ان يكون اخي فعل شيء جعل الحراس يغضبون فقد كان شقيا يكره نسل العصاميين و يضرب حرس باحجاره.فقمت بتخبأة أخي في القبو و حينما اردت ان اختبأ انا الأخرى سمعت انكسار الباب فقد كسره الحرس و دخلو و ما كدت ان احاول الهروب حتى أمسكوني
فقالو :اين حسام
قلت:ليس موجودا هنا
فسحب احد الحراس شعري بقوة فقال بنظرة باردة:
لقد قلت اين حسام
فنظرت نحو النافذة و صرخت :لا تخرج يا حسام
اتجه الحرس خارج البيت
كي يبحثو عنه لقد كان ذلك كافيا لتضليلهم لكنهم لم يكتفو بذلك فقد اعتقلت أنا الأخرى
قام بتكبيلي احد الحراس بسلاسل و رموني في احد العربات.لم اكن لوحدي لقد كان هناك الكثير من الفتيات أمثالي...يبدو انهم كانو يبحثون عن اي سبب كي يجمعو الكثير من العبيد فقد عرفت هذه الايام الاخيرة مقاومة الكثير من أبناء نسل الطغاة يبدو انها احد طرقهم المبتذلة لردعنا
لم استطع مقاومة النوم فقد كان علي ان ابقى مستيقظة طيلة الليل مخافة ان يتهجم علينا احدهم فلم اشعر بعيناي حتى اغلقت جفوني فدخلت في نوم عميق ايقظني منه صفعة احد الحراس
قائلا:استيقظي اتظنين نفسك في فندق
كدت ان ادخل معه في عراك لولا ان تمالكت نفسي فضميت شفتاي كنت ادرك تماما أن حركة او كلمة خاطئة واحدة ستنتهي بطلقة نارية تخترق جمجمتي...لست خائفة من الموت! انا فقط لا اريد ان يفقدني اخي بعد وفاة والدينا لا اريده ان يعيش يتيم الاخت و الوالدين انه السبب الوحيد الذي يجعلني استيقظ كل يوم لاحراب من اجل العيش و انا الآن متورطة مع هؤلاء الحرس الأغبياء. لم يكن لي خيار سوى ان اطيع اوامرهم
عندما خرجت من العربة فتحت عيناي نحو قصر شامخ يصل عنان السماء سالت الحارس عن سبب قدومنا لهنا فتجاهلني
سرنا في صف متسلسل كانت السلاسل تقيد اقدامنا فتاة وراء فتاة ,كانت حرارة الشمس عالية و قدماي الخافيتان تؤلماني..
وفي باب القصر قابلنا امرأة ترتدي لباسا فاخرا كان ذلك كافيا لمعرفة انها من نسل العصاميين وقفت امامنا ثم قالت

أرض الثلجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن