الفصل الثالث

24 4 2
                                    

فجأة عم صمت و ظلام أصمت كل ذلك الصراخ , فشعرت بماء بارد يحيط بجسدي ... لقد.. لقد انقلبت السفينة!!
----------------------------------------------------------------------------------

~~ندى~~

كانت الامواج قوية ,حاولت السباحة بكل ما أتيت من قوة,كنت ارفع رأسي لأتنفس بصعوبة, ثم تمسكت بخشبة  انخلعت من السفينة ,كان صوت الصراخ والبكاء يزيدني رعبا بينما ارى رؤوس البحارة و العبيد اللتي تختفي تحت الماء شيئا فشيئا ؛ ولكن رأسي كان أكثر ضجيجا من صراخهم .
كانت هنالك افكار تتضارب في رأسي تأبى السكوت.
"هل سأموت,هل هكذا ستكون نهايتي؟ انا خائفة! لن يعلم أحد بموتي حتى؟ فلينقذي احدهم ! اي احد!لن تقام علي جنازة حتى؟ النجدة! ماذا عن أخي؟ ماذا سيحصل له؟" . اذ بي ألمح ايما تستنجد بي, حاولت مساعدتها، لكن موجة متمردة قد غطت كلينا , فجذبني البحر لأعماقه ,ثم بدأت رؤيتي تزداد عتمة شيئا فشيئا و صوت العويل يختفي بتدريجية
ولكن !في تلك الثواني المعدودات اللتي بالكاد كنت فيها واعية. كل ما كان يجول ببالي هو عصام!  أخي الحبيب. فكرت بذكرى عيد ميلاده الثانية عشر و كيف احتفلنا بها بقطعة خبز تترأسها شمعة بسيطة ،تذكرت ابتسامته بينما ينظر لنور تلك الشمعة ببراءة ،فتارة اتساءل ان كان حيا، وتارة ان كان ينام جيدا و ان كان جائعا.في تلك اللحظات القليلة فكرت فيه و انا ابتسم بينما جسدي يختفي في ظلمة البحر شيئا فشيئا . لحظتها استوعبت كم انني احب اخي حقا ، استوعبت حبي العميق جدا له!حب عميق حتى النخاع!

-ندى!
-سمعت صوت احدهم ينادي باسمي-
- ندى! استيقظي هل ستظلين نائمة طيلة اليوم؟!
"هذا الصوت انه-انه.صوت..."فتحت عينايا بسرعة لاجدها أمي!
صرخت قائلة:
-"أمي!!" أمي ان-انت حية!! او هل أنا ميتة؟
قمت من مكاني و استدرت لأجد نفسي بمكان غريب
- لحظة! اليس هذا منزلنا اللذي كنت اعيش به رفقة والداي قبل سبع سنوات!
لكنه احترق! و هذا الاثاث اليس اثاثنا القديم! -قلت في نفسي-
نظرت نحو أمي.كانت جميلة جدا!  فعانقتني ثم همست في اذني
- استيقظي يا بنيتي اخوك يحتاجك!
ثم بدأت تبتعد شيئا فشيئا، و المنزل يختفي ببطئ ايضا!
صرخت:
-أماه!! لا تذهبي !
لكنها لم تسمعني و ظلت مبتسمة بينما تختفي ببطئ قائلة:
-استيقظي يا ندى! استيقظي بنيتي!

فتحت عيناي
-حلم؟
التففت حولي لاجد نفسي مستلقية على رمال شاطئ ما ،فوضعت يدي على وجهي كي أحتمي من حرارة الشمس!
-اين انا؟
حاولت النهوض لكن جسدي كان منهكا جدا ،و قدمي تسيل دما، و اطرافي متجمدة بسبب برودة البحر؛تحركت ببطئ لابتعد عن مياه الشاطئ، و جلست تحت شجرة  استظللت بها ثم مزقت بعضا من ثوب ملابسي و غطيت به جرح قدمي، لكي اوقف النزيف.
امسكت بعصي كي تساعدني على المشي،و بينما كنت اتحرك بصعوبة سقط جسدي باتجاه الارض
-اللعنة سيغمى علي!
'همست بينما ازدادت رؤيتي ضبابا شيئا فشيئا -

استيقظت لاجد الشمس قد اقتربت من الغروب
-تبا لهذا الجسد الضعيف! لو انني كنت اكثر قوة فقط! -قلت في نفسي-
امسكت بالعصي ثانية و تمشيت في الشاطئ دون وجهة علني اجد ناجيا آخر! وفجأة سمعت صوت خطوات ما! اختبئت بصمت ،قد يكون حيوانا مفترسا ! اقترب الصوت مني شيئا فشيئا! فجهزت العصي للهجوم على اي مخلوق! بشريا كان ام حيوان! نهضت بسرعة و قبل ان اهجم توقفت متجمدة في مكاني!  انه-ابن الحاكم..
-من أنت!؟
-قال بعد ان وجه خنجرا باتجاه عنقي-

ظللت صامتة اتفرس في وجهه، فقرب خنجره باتجاهي اكثر و قال بصوت اعلى
-من أنت!؟
-ندى
-ندى من؟
-ندى فقط
-هل انت من هنا؟
-لا
-من اين؟
أطلت النظر بعينيه ثم قلت بنبرة تخلو من المشاعر
-من بلاد الثلج
ثم كشفت عن كتفي اللذي وشم به وشم نسل الطغاة 
- طاغية؟ هل تعرفينني اذا؟
-نعم ، جلالتك
فأزاح خنجره عن عنقي و وضعه بجيبه  
-اذا انت ناجية ايضا؟ 
-قال بينما يدير رأسه للبحر-
-لا أعلم
-ماذا تقصدين بذلك؟!
-قال بعد ان ادار راسه نحوي-
-لا أعلم ان كنت ببقائي حية قد نجوت او  انتقلت لعذاب اشد!
اطال النظر بوجهي ثم ادار ظهره و سار الى الامام ببضع خطوات ثم توقف و التفت نحوي
-ماذا تنتظرين؟ اتبعيني!
- اتبعك الى اين؟
-هل تنوين الموت جوعا هنا اذا؟
-لا جلالتك!
-اذن  تحركي!
-حاضر جلالتك!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 14, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أرض الثلجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن