تقوية الإيمان بالله ذهب علماء أهل السنة والجماعة إلى أنّ الإيمان يزداد وينقص، فالطاعة تزيد الإيمان في القلب والمعصية تُنقصه، وفصّل العلماء أسباب زيادة الإيمان في القلب كما يأتي:[٤] معرفة الله -تعالى- بأسمائه وصفاته؛ فمن تجلّت له معرفة الله -تعالى- وتعرّف على أسمائه وصفاته فإنّ ذلك يزيد الخشوع واليقين في قلبه، وبالتالي يزيد ويفيض إيمانه بالله تعالى. طلب العلم؛ فطلب العلم النافع يُوصل صاحبه إلى الزيادة في الخشوع والمعرفة التي تزيد الإيمان في القلب، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)،[٥] وأحسن العلوم علوم الحلال والحرام والأخلاق والقرآن. الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتعلّمه وتدبّره؛ فالقرآن الكريم كلام الله -تعالى- ولا يوجد شيء أنفع للمسلم من تلاوته وتدبّره ممّا يوصل الإنسان إلى القيام بأوامر ربه ومناجاته والشعور بقُربه، ممّا يثبّت الإيمان في القلب، وخصّ الله -تعالى- المؤمنين بزيادة إيمانهم كلّما قرؤوا القرآن الكريم، فقال: (إِنَمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).[٦] التفكّر في خلق الله تعالى؛ فمَن يُمعن النظر في آيات الله -تعالى- في الخلق يُدرك قدره وحقيقة نفسه، وقدرة الله -تعالى- وعظمته في إيجاد التناسق والتوازن في الكون، ممّا يزيد الإيمان بالله -تعالى- وعظمته. ذكرُ الله تعالى؛ فذكر المسلم لربّه يُطمئن القلب ويحييه، حيث قال عمير بن حبيب حين سُئل عن زيادة الإيمان ونقصانه: (إذا ذكرنا ربّنا وخشِيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسِيناه وضيّعنا فذلك نقصانه). الإكثار من الأعمال الصالحة والطاعات؛ فمن يُمعن النظر يجد أنّ الله -تعالى- قرن بين الإيمان والعمل الصالح مِراراً، وقرن كذلك بين الإيمان وهنيء العيش وراحته، ومن ذلك قول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[٧] تجنّب المعاصي؛ فعقيدة أهل السنة والجماعة تثبت أنّ إتيان الطاعات تزيد الإيمان في القلب وأنّ المعاصي تُنقصه. الصحبة الصالحة؛ فهي تُعين المسلم وتشجّعه على الطاعات والصالحات، وقد يتنافس الأصحاب على طاعةٍ ما فتكون الصحبة بذلك سبباً لزيادة الإيمان لكليهما. التضرّع والابتهال إلى الله تعالى؛ بالثّبات والهداية، حيث أرشد الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى ذلك بقوله: (إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ -تعالَى- أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ